سِفر السلام لـ إبراهيم غرايبة: من الانشغال بالوجود إلى الاشتغال بالمعرفة

 تكوين

 في الفصل الرابع (الحكيم بما هو أكثر من فيلسوف) من كتابي (الإنسان الفيلسوف: عن أسئلة الأطفال وإجابات الحكماء)[1] تحدثتُ عن نوعين من الحُكماء:

الأول، الحكيم المُنشغل بالوجود.

الآخر، الحكيم المُشتغل بالمعرفة.

الأول، يسعى في تكوين رؤى كُبرى (عن) تفاصيل صُغرى. والآخر، يسعى في تكوين رؤى كبرى (من) تفاصيل صغرى[2]. أي أنَّ الأول، يسعى في تعظيم الموجودات ومنحها طابعًا مميزًا، وعلى درجة عالية من الأهمية الوجودية، ففي كل مرة يتعامل معها يبدأ بإحساسٍ جديد وكأنه يكتشفها لأول مرة من جديد. أما الآخر، فمرتبط بطريقة أو بأخرى بالمعرفة، فالحكيم إذ يسعى في تكوين رؤى كبرى، فإنه يعمل لتجميع نُتَفٍ صغيرة وعلى مدار زمنٍ طويل، حتى يستطيع صياغتها في نصٍّ ينطوي على حِكمةٍ بالغة الأثر، آنًا وفي أزمان لاحقة.

مُذكرات “إبراهيم غرايبة” الموسومة بـ (سِفر السلام: متوالية الذكريات والتجارب)[3] تندرج ضمن هذين النمطين من الحِكمة: النصّ ذاته نوع من الحكمة الصادرة عن مُشتغلٍ بالمعرفة، والذكريات والتجارب التي عاشها السارد نوع من الانشغال بالوجود. وتلك حِكمة بالغة أن يجمع إنسان بين: 1- قطب انشغاله بالوجود. و2- قطب اشتغاله بالمعرفة.

في النصِّ سَجَّلَ “إبراهيم غرايبة” ذكرياته، ثم ألحقها بجُملةٍ من التجارب التي عاشها أو التي ما يزال يُعايشها حتى اللحظة، وأطلقَ عليها مُسمَّى (سِفر السلام)، تيمنًا من ناحية أدبية –فيما أُقدِّرُ واستقرئ- بأسفار العهد القديم، لكنه سِفر لا يحمل إكراهات الأسفار القديمة أو استلاباتها التي يُمكن أن تُطيح بروح الإنسان، نظرًا لحجم الوثوقية والصوابية التي تفترضها تلك الأسفار. فلا شيء يُضرُّ بالحالة المعرفية أكثر من الصوابيات المُطْلَقة والإجابات القاطعة والحلول النهائية، وهذا ما يتنبَّه إليه إبراهيم غرايبة، لذا فإنه يبني سفره على حالةٍ من القلق، تستجيب أيما استجابة للشرط الإنساني الذي يُعاند الإقرار عنادًا نهائيًا وقاطعًا، الصِّيغ الحَدَّية وغير المرنة، نظرًا لكارثيتها في الاجتماع السياسي، ويبدو هذا واضحًا منذ البداءة:

“صحيح! من أين أنا؟ السؤال هنا أصبح تاريخيًا وفلسفيًا وعلميًا أيضًا، وجدت أخيرًا أني لا أعرف، أن شعوري الحقيقي بالمكان ينتمي إلى قريتي التي ولدت ونشأت فيها، ولكنها اليوم مهجورة تمامًا، كنت في مرحلة من الزمن مُصابًا بمرض الحنين إلى الوطن، وكنت أذهب بانتظام إلى أطلال القرية التي تحولت بيوتها إلى خرائب متداعية، وأمضي في صمت طويل. مشاعر الحنين نفسها تحولت إلى سلوك ومشاعر أكثر تعقيدًا، كأن العالم وطني، ولكنه وطني الذي أريده ولا يريدني، وكأن الناس جميعا إخوتي وعشيرتي، ولكنها عشيرة ترفضني، ليس من حقك أن تختار من وما تكون، وأنت ابتداءً لا تعرف من تكون ومن أين جئت ولا إلى أين تمضي، كأنك قصة الكون نفسه؛ تجمع من الغبار والسديم يمضي وراء السراب على نحو فوضوي”[4]. فهذه المعرفة القلقة أو غير المستقرة تجاه الذَّات والعالَم، سوف تتعمق أكثر في موضع آخر من مذكرات إبراهيم، وهذه المرة يمنحها طابعًا أوسع وأعمق:

“ما أقوله وأدعو إليه مستمدٌ من نسبية وعدم يقين، بمعنى أنه الصواب الذي توصلت إليه في هذه اللحظة، ولست متيقنًا من صوابه، وما دامت المسألة تُراوح بين الصواب والخطأ فهي مسألة متحركة. لقد تعلمت أن الموقف الشخصي المتشنج والمتطرف من فكرة أو مقولة أو شخصنة المواقف الفكرية والسياسية يُخفي مصلحة للمتطرف أو فشلًا أو فسادًا أو مرضًا عقليًا”[5].

أيَّ أنَّ حالة السِّلم التي يجهد إبراهيم في نقلها إلى القارئ انبنتْ أصلًا على قلقٍ دائم يسعى في تجنيبه للقارئ من طريق الاسترشاد بما تتضمنه من حِكمة حامية لحيواته –أعني القارئ- المختلفة. وهذه الرؤية مُنسجمة في طرحها العميق مع رؤى آتية من حضارات كبرى، كالرؤية التي أرَّخها الحكيم “لاو تسو” في كتابه (الطاو: إنجيل الحكمة الطاوية في الصين)[6].

إذًا النسبية وعدم اليقين في كتاب (سِفر السلام: متوالية الذكريات والتجارب) مُنطَلقٌ لدى الكاتب، ومآلٌ لدى القارئ.

وكي تكون الأمور أكثر اتسَّاقًا ووضوحًا في هذه المقالة، فإني سأقسِّم التعامل مع كتاب “إبراهيم غرايبة” إلى قسمين ينسجمان مع تصنيفاتي للحِكمة (الانشغال بالوجود + الاشتغال المعرفي) كما أشرتُ إلى ذلك آنفًا:

القسم الأول، الحِكمة بوصفها انشغالًا بالوجود.

القسم الثاني، الحكمة بوصفها اشتغالًا معرفيًا.

في القسم الأول، عاش “إبراهيم غرايبة” تجربة ثرية ابتداءً من لحظة ولادته في قرية “سبيرا[7] التابعة لمحافظة عجلون شمال الأردن، وانتهاءً باستقراره في العاصمة عمَّان. مع ما رافقها من تنقُّل بين حيوات وأماكن كثيرة وعديدة، لكن ما يُميِّز هذه التجربة أن بطلها –سواء أكان طفلًا أم طالبًا أم شابًا أم على مشارف الستين- كان شغوفًا بالتقاط تفاصيل العالَم الذي يدور في فلكه، من صُغرياته إلى كُبرياته، بما يُوحي أنه كان جزءًا من العالَم لحظة التلقي فعاش تفاصيله كما يجب، لكنه انفصل عنه لحظة التأريخ الإبداعي، أي أنه كان قادرًا على تكوين فكرة ناضجة وذات مغزى عمَّا يُحيط به من أشياء وأشخاص وأفكار. وهذا ما حدث له ساعة أعاد سرد قصة طريفة مع والده، وحوَّلها إلى متعة أدبية وحياتية كبيرتين:

“كان أبو شقرا -يقصد والده- يجلس في الصباح يتلو القرآن منتظرًا الإفطار، فأتسلل وأُدخل نفسي في عباءته وهو مُتدثر بها… فينادي متظاهرًا بأنه لا يراني… وين إبراهيم؟ فأبالغ في سكوني، وانكمش معتقدًا أنني مُختفي عن الأنظار… وفي بعض الأيام ينسى وجودي ملتصقا به ومختفيا في عباءته أو يكون منشغلًا بالتلاوة، فأذِكِّرْهُ قائلًا يابه قول وين إبراهيم؟

فيما بعد صار أبنائي يأتون في أثناء جلوسي مُتدثرًا بالعباءة فيلتفون بها معي، وكنت أنادي وين جهاد؟ وين سارا؟ وين سيرين؟ وين علي؟ ثم أجدهم أو يظهرون مُنتصرين، وعندما كنت أنسى أو انشغل عنهم يذكرونني قائلين: بابا قول وين جهاد؟ وين سارا؟ وين سيرين؟ وين علي؟”[8]

فقد تحوَّل هذا الحدث الطفولي إلى حدثٍ مُدهش تعاقبت عليه ثلاثة أجيال، فهو صغير في الخارج، لكنه صار كبيرًا في الداخل. فاستحضار الذكرى في هذا المقام ليست محضُ تَذكُّر أو نوستولوجيا عابرة، بقدر ما هي ذِكر دائم يُمكن أن يُغيِّر ناحية الأفضل، من طريق تحسين مِزاجه وإدماجه في متع الحياة الصغيرة.

وفي مشهد آخر يُحوِّل “إبراهيم غرايبة” عوالم ماكروبية إلى وحدات ميكروبية، أو يختصر مُدنًا كبيرة في جُمل صغيرة، ليُدخلنا في نوعٍ من الحِكمة التي انشغل بها وجوديًا، ما حاجة إنسان مُشْتَغِلٌ بالمعرفة إلى تأريخها؟! فضمن سرد أدبي بديع عن علاقته بتلك المدن يكتب:

“شعوري تجاه الأماكن بالغربة أو الانتماء يُرهقني ويجعلني حائرًا، أشعر بتوق وحنين يكاد يكون مَرضيًا إلى مدن عشت فيها، وأكاد لا أتذكر مدنًا وبلادًا عشت بها، وأخرى أشعر تجاهها باغتراب ووحشة، ومدن زرتها أسرتني بدفئها وأسلوب حياتها، ومدن تأسرني بجمالها وأحب زيارتها، ولكني أشعر أنها ليست أكثر من مكان جميل يمكن أن تزوره رغم عمق التجربة وإبهارها، ومدن متبرجة أنت بالنسبة لها عابر سبيل ومدن ثقيلة محترمة، لكنكما لا تتبادلان سوى المجاملة ويمكن أن تُمضي حياتك تجاملها وتجاملك، ومدن عملية تريحك، ولكنها مكان عمل عملاق، ليس سيئًا، ولكنه لا يصلح لأكثر من العمل، ومدن رومانسية زيادة عن اللازم، تصلح لومضة حب صوفية لا يمكن إدمانها، ومدن مبتذلة تمنحك نفسها، ولكنها مستعدة أيضا لالتهامك، ومدن عريقة مُثقلة بعراقتها، تحبها، ولكنها بلا قلب؛ لا ترحب بك ولا تصدك، ومدن تحبها، ولكن تقتلك الشفقة عليها، تهرب منها شفقة عليها، ومدن مثل غيشا، جميلة ومؤنسة وممتعة، ولكن يجب أن تُنفق كثيرًا لتستمتع بصحبتها، ومدن تُحبها، ولكنها مشغولة عنك لدرجة أنك تعتقد أنها لا تحبك، ومدن تتوق إليها، ولكنها لا تشعر بك، ليس لأنها سيئة، ولكن قلبها كبير جدًا زيادة عن اللازم يتسع للناس ويحبهم دون أن يشعر بهم أو يدري عنهم، ومدن تشغل ذاكرتك العميقة والبعيدة وتراودك في أحلامك، مدنك أنت بالذات دون سائر الناس، لكنك محروم منها مثل أم تتزوج وترحل بعيدًا عن أبنائها الأيتام، ظلوا وماتوا أيتاما، ومدن مثل والدك الذي رحل ونسيك (ديكابوليس وشقيقاتها: بيلا وجراسا وكانتا وأدوم وفيلادلفيا وأرابيلا ورحاب وذيبان وحسبان وأفارا (الحميمة) والموقر والقسطل والجفر والبترا وبصيرا ومؤاب وعجلون ولشتب…)”[9]

فالانشغال بالوجود انطوى على تأطير ثريٍّ وعميق لعلاقة الذَّات بالمكان والزَّمان، وما يجعل هذه العلاقة علاقة: 1- ثريَّة، هو تنوّعها وإتيانها على عددٍ كبير من المدن، أو يُمكن عد المدن التي أتى على ذكرها بمنزلة النماذج التي يُمكن تعميمها على آلاف المدن والتي يُمكن للمرء أن يزورها أو يستقر بها أو يعبرها. فالسَّارد يعيش حيوات عديدة يُوزعها بين كثيرٍ من المدن، دونما حكم قاطع ونهائي وأخير على هذه الحيوات، إذ تتجلّى في تلك المدن فلكل مدينة مذاقها الخاص، حتى مع الانحياز لبعضها في المستوى السيكولوجي. و2- عميق، لانطواء تلك العلاقة مع المدن على بُعد عالمي فكأنَّ الزَّمان الإنساني إذ يتجلَّى في الذَّات يستعصي على الاحتواء المكاني، لذا تَبرز الحاجة إلى الكوكب كاملًا لإبراز زمانية الإنسان. فمقولة سقراط: “أنا لا أنتمي إلى أثينا؛ أنا أنتمي إلى العالَم” تعبيرًا حقيقيًا عن هذا العُمق، إذ يُبرزه “إبراهيم غرايبة” في علاقته بالمدن على اختلافها وتنوّع سياقاتها. فانطلاقته الأولى واستقراره شبه الأخير بقي في حالةٍ من التأرجح الدَّائم، ففي عام 1990 رحل إلى عمَّان مُنطلقًا من عجلون[10]، لكنه بقي مُتأرجحا بينهما، ما انعكس على بقية المدن التي عاش بها أو زارها أو تمثّلها في حيواته:

“جئت إلى عمان في عام 1990، ولكني عاجزٌ أن أكون عُمانيًا، وعاجزٌ أيضًا أن أكون عجلونيًا. أنتمي إلى سبيرا، قريتي المهجورة في وادي الأردن، منذ هجرانها وأنا أشعر أني لاجئ. أبنائي يرون أنفسهم عمانيين، لكن بابا من عجلون”[11].

هذا الثراء والعُمق يُجذِّر علاقة المرء بالأمكنة، حتى وهو يَعْبرها سريعًا، فهي برسم الإنسان على الإطلاق، حتى وهو يتحدّد هُوياتيًا في المستوى الجغرافي، فثمة بذرة متجذرة ومؤهلة للنمو في كل الجغرافيات، بطريقة تُفضي إلى إنسان كوكبي بامتياز.

أما في القسم الآخر، الذي يُعنى بالحكمة بوصفها اشتغالًا بالمعرفة، فسِفر السلام ينْضَحُ بالحكمة، فالمكتوب يتجاوز حدود السَّرد العادي، ويصل إلى درجة الرؤى القادرة على استبصار الطريق. إلا أن الحكمة التي أطرحها في كتابي في الفصل الرابع: (الحكيم بما هو أكثر من فيلسوف) في (الإنسان الفيلسوف: عن أسئلة الأطفال وإجابات الحكماء)[12] نوعٌ من الخلاص الفردي، لكنه ينطوي على خُلاصات معرفية كثيرة وكبيرة يُمكن الاستفادة منها طوعًا –مَن أراد- وليس كَرْهًا. بفرض أن الخلاص يبقى في طور الطواعية ما دام في إطار فردي، لكنه يتحوَّل إلى أداة قهر وإكراه ساعة يتحوَّل إلى منزع جمعي. وهكذا فـ سفر السلام الخاص بإبراهيم غرايبة ينطوي على طابع خلاصي في المستوى الفردي، لكنه يحتوي على جُملة من الخُلاصات التي يُمكن للقارئ -إنْ أرادَ ذلك- أن يستفيد منها أو يسترشد بها في طريقه لتحقيق ذاته، فهي حصيلة اشتغالات معرفية طويلة وعميقة، لكني سأركَّز على حِكمة المحبَّة والتسامح بوصفها حِكمة بالغة الأثر، وأحوج ما نكون إليها نحن البشر –على اختلاف منباتنا وأصولنا وثقافاتنا- وأتتبُّع عِرق منجمها في كتابه، مع الإشارة إلى أن كتابه مليء بالحِكم والمعاني الإنسانية العميقة، لكن لغاية ضبط السياق سآخذ حِكمة واحدة؛ المُـتعلقة بالمحبَّة والتسامح وأتتبع مسارها.

في الصفحة 151 يكتب “إبراهيم غرايبة“:

“أود اليوم لو أسامح جميع الناس وأعتذر لهم جميعا لعلنا جميعا نعيش حياتنا كل لحظة من حياتنا كما نحب ولا نهدر لحظة في كراهية، ونفكر في تلك اللحظة التي لا نكون فيها نتمنى الموت فلا نظفر بها، أو في لحظة من الألم والخوف، أو في فرصة للسعادة والحياة الجميلة فنهدرها في إساءة لا تفيدنا في شيء. كم أهدرنا من لحظات كان ممكنًا أن نملأها بالسعادة، فشُغلنا عن السعادة بالكراهية. ما فائدة الحكمة التي تأتي بعد فوات الأوان؟ ما قيمة الوعي بالسعادة عندما يستحيل نيلها، وقد كان ذلك سهلًا ومتاحًا!”[13]

فالمَنْزَعُ الذي يُنادي به إبراهيم منزعًا إنسانيًا بامتياز، نوعًا من التسامي الرُّوحي الذي يرقى بالفرد والجماعات إلى مصافٍّ عُلوية، ففي ظلِّ سطوة مورِّثات بيولوجية وثقافية تضع حيوات الناس في مواجهة بعضها البعض، كي تتذابح وتتسافد بطريقة متوحشة، يُصبح نسق المحبَّة وتفعيل سياقاته في الاجتماع السياسي، على درجة عالية من الحِكمة التي تقف بقوة في وجه تلف الإنسان وإهدار كرامته. وما يُضفي قيمة رمزية على هذا المنزع أنه ناتج عن حالة وعي متقدمة، أي أنه ليس نتيجة لنسيان أخطاء الآخرين وعدم تذكرها، بل نتيجة لإعادة إنتاجها وغفرانها في المرحلة الأخيرة، وهو طرح شبيه بالطَّرح الذي قدَّمّهُ “بول ريكور” في كتابه (التاريخ، الذاكرة، النسيان)[14] تحديدًا في الفصل المُعنون بـ (الغفران الصعب). فالمُسامحة عمل صعب، لكنه عملٌ هائلٌ في المستوى القيمي، إذ ينتصر للإرادة الحُرَّة التي تشقّ طريقها وسط ذاكرة وعرة ومُثقلة بالدماء والآلام والعذابات.

هذا المنزع بالغ الأهمية لدى إبراهيم غرايبة، ويمكن تتبّع جذره من جهتين:

الأولى من جهة والده، والأخرى من جهة معارفه، التي حصلَّها عبر سنين طويلة من عمره.

والده أسَّس لجزءٍ من تكوينه المُحِبّ، المُتسامِح، وهذا ما يُفصح عنه بسرده وصايا ورثها عن والده:

“تعلمت من أبي دروسًا وقواعد في الحياة دون أن يتحدث عنها، لكن أسلوبه في الحياة كان مؤثرًا بوضوح باهر، نصحني في عبارات مباشرة نصيحتين لن أتحدث عنهما هنا، ولكني أستطيع أن ألخص سيرته العملية في عشر وصايا [سأختار بعضها هَاهُنا]:

  • لا تشتم أحدًا مهما كانت الأسباب ولا تقل كلمة بذيئة.
  • لا تؤذِ أي كائن حي، حيوانًا كان أو نباتًا.
  • لا تكره أحدًا ولا تنتقم من عدو أو خصم.
  • قدم المساعدة لكل من يطلبها ولا ترد سائلًا ولا تنهره.[15]

وكما هو واضح من سياق مذكراته، فإنَّ والده كان ممن انشغلوا بالوجود –وفقًا لتصنيفات كتابي الإنسان الفيلسوفوليس مُشتغلًا بالمعرفة، لكن إبراهيم استطاع تحويل تلك الانشغالات إلى حِكم ناتجة عن إنسان مُشتغلٍ بالمعرفة. فوالده “كان أبي في حالة سلام وغفران جعلته يُنشئ ذاكرة للحياة وحُكما على الناس مستمدًا مما أحلّ في نفسه من سلام وتسامح، وما درب نفسه وشكلها على أساسه… لم يكن عالمًا أو فيلسوفًا، وبالتأكيد لم يقرأ لبول ريكور: (الذاكرة – التاريخ – النسيان)…”[16]

فالحِكمة، والحالة تلك تمثَّلها والد إبراهيم في المرحلة الأولى تحديدًا في مقام: الانشغال بالوجود، ثم استطاع “إبراهيم غرايبة” أن يُؤرخها في مقام: المُشتغل بالمعرفة. والقارئ إذ يُريد أن يستفيد مِن هذه الحِكم عليه أن يتمثّلها كما نقلها “إبراهيم غرايبة” في كتابه، أي كان يُمكن ألا نحظى بحِكم قوية ومؤثرة لو لم نتوافر على شخص دقيق الملاحظة، ويسعى في تأريخها ضمن سياق إيجابي، بوصفه كاتبًا لسفر السلام. فكثيرٌ من حِكم مَنْ هم مُنشغلون بالوجود تضيع وتُنْسَى، إذا لم يأتِ شخص حصيف ويُؤرِّخ لتلك الحِكم، لكن ساعة تأريخ تلك  حِكم يدخل النص في حالةٍ من المُزَاحمَة مع العالَم، أي يصبح النصّ قادرًا على التحوّل إلى مكان يركن إليه القارئ ويلتجئ إليه، بصفته بديلًا لذيذًا عن العالَم القائم، لكن ليس من السهل تمثُّل الحِكمة في الواقع العملي، حتى وإن ردّدناها في المستوى الذهني، فهي منزعًا عزيزًا، لا يطاله إلا أصحاب الحَظْوة أو أصحاب البصائر التي تضع في اعتبارها ضرورة الاستفادة من تجارب الآخرين وكأنها تجاربهم. وقد كان “إبراهيم غرايبة” قد أَلْمَح إلى المَنْزَعِ العزيز للحكمة إلماحًا عامًا وإمكان عبوره إلا بعد عناء: “كأن المعرفة والحكمة أحيانًا تمر من خلالنا بلا حول لنا ولا طول سوى أن نتلقاها أو نقدمها، هي مبثوثة في الفضاء والكون، ولا نملك سوى أن تحلَّ فينا فنحملها نخفيها أو ننشرها”[17]، لكن قِلَّة تستطيع استبصار الحكمة أو تقبلها أو الاستفادة منها، فـ “مصير الحكمة –كما تروي ملحمة أوديسا– وهب أبولو الحكمة كساندرا، ومنع الناس تصديقها”![18] فإبراهيم استطاع أن يستبصر حِكم والده التي مَثلت مصدرًا رئيسًا من مصادر إيمانه بالمحبَّة والتسامح بوصفها قيمًا إنسانية عُليا، ليس في عالَم المعقولات، وإنما في عالَم الماديات. وفي مرحلة لاحقة على هذا التحقُّق العملي، نقلها إلى النصِّ، كي تَعْبُر إلينا، فتصبح برسم القارئ الحصيف، المُستَبصِر.

أما عن المصدر الآخر، الذي نَهَلَ منه “إبراهيم غرايبة” قيمه في المحبَّة والتسامح، فهي معارفه الكثيرة والمتنوعة التي يُمكن تتبّعها من طريق عدّة منافذ:

الأول، مُتعلق بالسَّرد الأدبي لسيرته الذَّاتية، فهو على غاية من الاتقان، وينمُّ عن ثقافة عميقة تجلَّت في صياغات مُبدعة وغير مُتكلفة، ما يُمكن أن يُفقدها عفويتها مصداقيتها. فالمظهر الأنيق يسير سيرًا موازيًا مع الجوهر الحسن.

الثاني، مُتعلق بتضمين ذلك السَّرد رؤىً كبرى، أي أنه نقل السِّيرة الذَّاتية من إطار الخلاص الفردي إلى أفق الخُلاصات المعرفية. وهذا شأن كبير لا يقدر عليه إلا قِلَّة ممن يكتبون سيرهم الذاتية، إذ تبقى –في الغالب- في طور البوح أو الاسترسال، أي أنهم يسردون تفاصيل حياتهم فيستمتع القارئ بقراءتها وتعرفها، لكن فور الانتهاء من فعل القراءة ينتهي مفعول هذه السير، لكن السَّرد في (سفر السلام: متوالية الذكريات والتجارب) انطوى على رؤى كبرى أو حِكم بالغة الأثر، تتجاوز لحظة القراءة لتبقى بقاءً دائمًا.

تحت عُنوان: (غناء القيوط) كتب “إبراهيم غرايبة” في واحدةٍ من التعالقات البديعة بين السَّرد والرؤى:

“يُسمونه وحش أصغر من الذئب العادي، أظن أنه القيوط. صادفته في الطريق الساعة الواحدة ليلًا، كنت أسوق السيارة وحيدًا، كانت السيارة تخوض في الضباب في معبر بين قمم الجبال. كان هزيلًا، يسير مواربة من الجوع والهُزال، لكنه لا يخاف، قطع الشارع ببطءٍ متجاهلا إياي وكأني غير موجود، وكأن السيارة بضخامتها وصوتها الهادر وضوئها الباهر ليست سوى حيوان عُشبي تافه! شعرت أنه خطف روُحي أو تقمصني. منذ ذلك اليوم وأنا أتبع خُطى القيوط، مثل القدر. أحيانًا أشعر أنه خطفني ومضى، وأني غادرت العالم ولم أعد. صرت مثله مُتفردًا، لكن يحتاج إلى الناس، قوي يقدر على البقاء، لكنه أضعف من الضواري المفترسة والقاتلة، يُدير البقاء بالصيد، لكنه يصيد في الحقول وليس في الغابات، لم يَشبع، لكن لم يَجُع، لم يكن آمنًا، لكن كان شجاعًا قادرًا على المواجهة، ذكيًا قادرًا على البقاء.

لم أكن محظوظًا تأتيه الفرص والوعود، لكن لم أكن منحوسا يضيع في الزحام، أو تتخطاه الجموع أو تلفظه الطرق. لم أكن صيادًا يلتقط الطرائد بدأب ومهارة، لكن لم أكن مُغفلًا لا يُدرك اللحظة أو لا يميز بين الطرق السالكة والمتاهات. لم أكن مثل حمار يعرف طريقه وقدره، لكن أعجبت بحكمته وكتمانه، وكنت مثله قادرًا على العمل من غير فريق. لم أكن مثل حصان يعمل في نبل وغباء. لم أكن مثل فيل يرى العالم أفضل من غيره. لم أكن مثل بوم يرى في الظلام. لم أكن نبيلًا مثل صقر، لم أكن قويًا مثل نَسر، لم أكن ضئيلًا مثل دوري. لم أكن جميلا مثل حسون، لم أكن أشدو مثل بلبل، لم أكن جميل المظهر بشع الصوت مثل طاووس، لم أكن ذكيًا مثل غُراب، لم أكن مُراوغًا مثل ثعلب، لم أكن أليفًا مثل كلب، لم أكن مُتفردًا مثل ذئب.

لم يعطني أبولو الحكمة، لكنه مَنع الناس أن يصدقوني، فلا كنت مُنتميًا يُدرك الوَهَن فيما يراه الناس حسنا، ولم أكن مُنتميًا يألف رُوح الجماعات وتألفه. أن تكون قيوطًا أو مثل قيوط أو تحمل روح القيوط يحكمك توازن دقيق ومعقد ومربك، يصعب استيعابه أو الالتزام به، فتمضي في الفوضى والحزن. يسير الإنسان القيوط في الطرقات، يتأمل وَحده في العمل وفي المقهى أو في البيت أو في سيارته، يسائل نفسه، ويبتسم للناس ويستمع إليهم، يُحدث نفسه في صمت لاهثًا وراء التداعيات، فيمضي من فكرة إلى أخرى”[19].

فالقطعة السابقة لم تكتفِ بالسَّرد المُمتع لحدث التقاء الكاتب بحيوان القيوط، وإنما حوَّلت ذلك اللقاء إلى تأريخ باهرٍ للحظة إنسانية فارقة، ليس في المستوى الفردي، وإنما في مستوى التلقي. فحدث اللقاء كان يُمكن أن يبقى في مقام السَّرد وذكر الحادثة، لكن “إبراهيم” حوَّله إلى حدث مفصلي يُمكن أن تنبني عليه حياة إنسان من ألفها إلى يائها. أي أنه نقل خُلاصَهُ الفردي إلى خُلاصةٍ معرفية، فصارت برسم المتلقي على الإطلاق. فالحدث الأصلي مُتعلق بالكاتب واستفادته الشخصية منه، إذ لبسته رُوح القيوط وصارت تُوجِّه حياته وفقًا لرؤى هذه الرُوح منذ أن التقى بها، فهو ليس ابن الحدود القصوى والحلول النهائية –كما أشرتُ إلى ذلك سابقًا- بل يتوسَّط حدودًا ويستفيد منها، مثل: الفوق والتحت، الليل والنهار، الأعلى والأسفل، الضعف والقوة، فردٌ واحدٌ ضمن جماعة، فَرِحٌ وحزينٌ، فوضوي ومُنظَّم، شاك ومؤمن… فأحداثنا اليومية إذ نسردها في سيرنا ومذكراتنا، لا يُمكن أن تنطبع بطابعٍ عالمي إلا إذا انطوى سردها على رؤية تبقى أبد الدهر، وهذا ما فعله “إبراهيم غرايبة” في القطعة الأدبية السابقة، إذ وَالف بين خلاصه الفردي والخُلاصة المعرفية، بطريقة بارعة أحالتها إلى حِكمة بالغة الأثر.

المنفذان الأول والثاني، أعني القدرة على السرد وتضمين السرد رؤيةً كبرى للحياة والإنسان، مُـتعلقان بالمآلات، أو بما أفضى إليه “إبراهيم غرايبة” بعد تحصيل جُملة من المعارف.

المنفذ الثالث مُتعلق بالمُنطلقات، أو كيف أسَّس إبراهيم نفسه معرفيًا، بما أسهم في تعميق ثقافة المحبَّة والتسامح عنده، كما أشرتُ أعلاه؟

يمكن تتبّع هذا المنفذ من منبعين: الأول من داخل مذكراته والآخر من خارجها. المنبع الأول يتحدث عن البداءات التي بدأ فيها إبراهيم يَنهل معارفه، والمنبع الآخر يتحدث عن تجليات تلك البداءات في المجال العام وصولًا إلى تجليها الأخير في مذكراته.

في المنبع الأول، يُؤرِّخ لبداءاته إذ شرع في القراءة: “كان محمود أبو عكرمة أخي الأكبر مُعلما منذ أواخر الخمسينيات وصار مديرًا للمدرسة عام 1973، وقد لاحظ وأنا في الصف الأول الابتدائي أنني أختلس مجلة العربي الكويتية التي كان يُداوم متابعتها، فطلب مني أن اقرأ أمامه منها، وكانت مفاجأة له أعفتني من العقوبة أنني اقرأ جيدًا في المجلة وإن كنت اقرأ في المجلة كما في الكتب دون ملاحظة الأعمدة في صفحاتها، وبالطبع دون ملاحظة غياب المنطق فيما اقرأه، كانت القراءة هدفًا في ذاتها لدىَّ، وليس للفهم أو المعرفة! وبدأ منذ ذلك الوقت يعطيني مُلحق العربي الصغير، ثم يبستم إليَّ طالبًا مني إعادة عرض ما قرأته، وكان الاكتشاف المهم لديَّ هو أن القراءة تمنح المعرفة، وليست طقسًا رُوحيًا يؤديه الإنسان”[20].

وفي فترة لاحقة –وكان ما يزال في المرحلة الابتدائية- حصل على المركز الأول في مسابقة أوائل المطالعين.[21]

ثم أخذت هذه الثقافة بالتجذُّر إلى أن وصلت إلى حدودًا متقدمة، سأعرض لها من طريق اقتباس من مذكراته:

“بدأت في الخمسين أبحث عن مجال جديد للعمل، وكان حظًا حسنًا أو نادرًا أنني عملت باحثًا في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، لكن لا أحد في الأردن وفي عالم العرب يريد بحثا أو باحثين. كتبتُ في أثناء عملي في المركز أكثر من عشرة كتب؛ التطرف: التكوين المعرفي في الفهم والمواجهة. والاعتدال والتطرف: الأصول الاقتصادية والاجتماعية. من الدعوة إلى السياسة: الإخوان المسلمون في الأردن تاريخهم وأفكارهم. رماح ومصاحف: تاريخ شفوي للإخوان المسلمين في الأردن. والأردن الممكن: ما نحب أن نكون وما يجب فعله لنكون ما نحب، وجينالوجيا التقدم: التكوين الاقتصادي والاجتماعي للإصلاح والتنمية. ومن الهرمية إلى الشبكية: وجهة الدول والمجتمعات في عصر اقتصاد المعرفة. الثورة الصناعية الرابعة: التحدي والاستجابة. روح الطبيعة: الاتجاهات الدينية والروحية نحو البيئة والتغير المناخي. الخطاب الإسلامي المعاصر: من الدولة المركزية إلى المجال العام. الذات الفاعلة: رأس المال الاجتماعي ودور الثقافة والفضائل الاجتماعية في التنمية والتقدم الاقتصادي. العيش معا: كيف نعيش معا في سلام مختلفين ومتنوعين. وكتبت عشرات الدراسات وأوراق السياسات وتقدير الموقف، وآلاف المقالات في التنمية والثقافة والإصلاح. وعروض كتب ومراجعات الكتب (أكثر من ألف كتاب) وكتبت مجموعة من الروايات والمجموعات القصصية وقصص الأطفال والناشئة: السراب، والسراب والقافلة، والصوت، وجزيرة العنقاء، وقطرة ماء تروي قصتها، ومنديل أزرق جميل، والآرامي التائه، وسفر السلام، ونشيد الروح الخائفة، والدهشة والغضب، والفوضى والغبار[22].

وحتى تكتمل تلك الصورة، سأعمد إلى ذكر منبع آخر من المنبعين اللذين أشرتُ إليهما أعلاه، وهي من خارج مذكراته، وبما أنه أتى على ذكر كتبه المُتعدّدة والمتنوعة في الاقتباس السابق، فإني سأورد أسماء بعض الكتب التي عرضها –وهي كثيرة- بما يجعله مُشتغلًا حقيقيًا بالمعرفة، بل من أكثر الشخصيات التي راجعت الكتب في الصحافة العربية الحديثة، ومن تلك المراجعات مراجعته لكتاب: (تاريخ الإسماعيليين الحديث: استمرارية والتغيير لجماعة مسلمة) من إعداد وتحرير “فرهاد دفتري” والمنشورة في موقع الجزيرة للدراسات بتاريخ 10/ فبراير/ 2014. كذلك مراجعته –في الموقع ذاته- لكتاب (المجد غير المؤكد: الهند وتناقضاتها) لـ “جين ديريز” و“أمارتيا سن” بتاريخ 25/ نوفمبر/ 2013.[23] وبتاريخ 31/ ديسمبر/ 2019 كتب مقالة في جريدة الغد تحت عنوان: أفضل عشرة كتب في 2019. وبتاريخ 12/ ديسمبر/ 2019 كتب مقالة –في الصحيفة ذاتها- تحت عنوان: أن تفكر بعمق: تعليم الفلسفة للتلاميذ. وهي مقالة تتحدث عن كتاب (أن تفكر بعمق) من تأليف “ليزا هاجلوند“. وبتاريخ 12/ أكتوبر/ 2018 كتب مقالة تحت عنوان (فن العيش الحكيم) وتحدّث فيها عن كتاب (فن العيش الحكيم) لـ “شوبنهاور“. وبتاريخ 25/ يوليو/ 2011 كتب مقالة تحت عنوان (كتب 2005) تحدَّث فيها عن مجموعة من الكتب التي صدرت في عام 2005 ومجموعها طبقًا للمقالة 189 كتابًا، ويُشير إلى أنه قرأ منها 70 كتابًا.[24]

كذلك كتب عديدًا من المراجعات في صحيفة الحياة اللندنية التي توقفت عن الصدور مؤخرًا.

فتلك الثقافة الهائلة كمَّا تحوَّلت إلى ثقافة نوعية –في المرة الأولى- فيما أنتجَ “إبراهيم غرايبة” من مؤلفات عديدة وفي مجالات مختلفة، ثم تكثفّت -مرة ثانية- في مذكراته التي أتت بوصفها اختصارًا لكلِّ ما كُتب قبلًا، ثم هي بصدد التكثُّف مرة ثالثة، لكن هذه المرة برسم القارئ أو المُتلقي، إنْ أراد أن يسترشد بالخُلاصات المعرفية التي انطوت عليها مذكرات سفر السلام، ويستفيد منها في حياته، إذ يمكن أن تختصر عليه كثيرًا من الوقت والجُهد.

 

المراجع:

[1]  صدرت الطبعة الأولى من الكتاب عن وزارة الثقافة الأردنية في العام 2021، وصدرت الطبعة الثانية من الكتاب عن دار ألكا في بلجيكا سنة 2023.

[2]  معاذ بني عامر، الإنسان الفيلسوف: عن أسئلة الأطفال وإجابات الحكماء، وزارة الثقافة الأردنية، ص ص 100- 123.

[3]  إبراهيم غرايبة، سفر السلام: متوالية الذكريات والتجارب، سنديانة للنشر والتوزيع، عمَّان، الأردن، ط1، 2023.

[4]  المرجع السابق، ص 15.

[5]  المرجع السابق، ص 229.

[6]  للكتاب أكثر من ترجمة للغة العربية، لكن أفضلهن –بتقديري- ترجمة “فراس السوَّاح”، فهو يتضمن دراسة عميقة عن الثقافة الصينية في العموم، وثقافة الطاو على نحو مخصوص.

[7]  قرية من قرى محافظة عجلون، تُطلُّ مباشرة على مدينة بيسان الفلسطينية، تبعد عن العاصمة عمَّان ما يقارب الـ 85 كيلو مترًا

[8]  إبراهيم غرايبة، سفر السلام: متوالية الذكريات والتجارب، مرجع سابق، ص 110.

[9]  المرجع السابق، ص ص 53 – 54

[10]  من مدن الشمال الأردني، ذات طبيعة متميزة ففيها غابات كثيفة من أشجار البلوط والسنديان والتفاحيات، وهي مرتفعة عن سحط البحر، إذ تصل في بعض المناطق إلى 1200 متر.

[11]  المرجع السابق، ص 57.

[12]  معاذ بني عامر، الإنسان الفيلسوف: عن أسئلة الأطفال وإجابات الحكماء، مرجع سابق.

[13]  المرجع السابق، ص 151.

[14]  ترجم الكتاب للغة العربية “جورج زيناتي” وصدر عن دار الكتاب الجديد في العام 2009.

[15]  إبراهيم غرايبة، سفر السلام، مرجع سابق، ص 113.

[16]  المرجع السابق، ص 112.

[17]  المرجع السابق، ص 278.

[18]  المرجع السابق، ص 269.

[19]  المرجع السابق، ص ص 258 – 259

[20]  المرجع السابق، ص 191.

[21]  المرجع السابق، ص 191.

[22]  المرجع السابق، ص ص 217 – 218.

[23]  يمكن الرجوع إلى الرابط التالي على موقع الجزيرة للدراسات حيث يحوي العديد من المراجعات للكتب بقلم إبراهيم غرايبة

https://studies.aljazeera.net/ar/profile/707

[24]  يمكن الرجوع إلى الرابط التالي على موقع جريدة الغد الأردنية حيث كتب الكثير من المراجعات للكتب

https://alghad.com/author/ibrahim-gharaibeh/

    اقرأ ايضا

    المزيد من المقالات

    مقالك الخاص

    شــارك وأثــر فـي النقــاش

    شــارك رأيــك الخــاص فـي المقــالات وأضــف قيمــة للنقــاش، حيــث يمكنــك المشاركــة والتفاعــل مــع المــواد المطروحـــة وتبـــادل وجهـــات النظـــر مــع الآخريــن.

    error Please select a file first cancel
    description |
    delete
    Asset 1

    error Please select a file first cancel
    description |
    delete