الإسلام السياسي الدين الجديد

 تكوين

إذن كرست إنحرافة محمد رشيد رضا عن منهج شيخه الإمام “محمد عبده” مع إنشغال أخص تلاميذه عنه لانتهاء مشروعه النهضوى وقضاياه ومسائله.

ثم مثلت إنحرافة “محب الدين الخطيب” وخفته العلمية، مع قدراته التنظيمية العالية؛ إلى خروج مارد الإسلام السياسي من قمقمه، على يد “حسن البنا” تلميذ محب الدين الخطيب؛ فارضًا رؤاه وأفكاره؛ متغلغلًا عبر تنظيماته، وجماعاته، وشبكته الحلزونية المعقدة فى جميع أركان وأنحاء المجتماعات العربية والإسلامية بدرجة تحتاج فى فصلها إلى جهاد كبير وطويل وشاق.

فانتهى مشروع التجديد والنهضة؛ لصالح مشروع تيار الإسلام السياسي؛ الذى غير وجه الحقائق كلها، وأعظم تلك الحقائق بلا شك، حقيقة الدين ذاته؛ التى تحولت لمشروع سياسي، وتحولت السياسة لدين.

وصاغ “حسن البنا” -خريج دار العلوم- رؤية بانورامية للإسلام، غلب عليها منهج التربية الحشدية، والاهتمام بالقواعد الجماهيرية[1]. منسجمًا مع تلك الرؤية السياسية التى تحولت لدين.

وحينما تتغول السياسة تغلق حتمًا ملفات التجديد؛ التى تزعج الجماهير؛ فتفقدك القدرة على حشد الأنصار، فالتجديد فى جوهره؛ نوع من التحدى، والمعارضة، والهدم لما استقرت عليه الناس، والفته، والسياسة تحرص على كسب الأنصار؛ لذا تحجم عن إثارة القضايا الشائكة التى لا يريد الناس أن يفتحوها في مجتمع يتواطأ على التظالم[2].

فـ”أهملت هذه الحركة، بضعف علمى شديد من قبل الرواد الأوئل، الفقه الشرعى، وتجاهلت العلماء، واجتهدت بزاد قليل من المعرفة، وزخم كثير من الولع بالسياسة”[3] فجاؤا بفقه جديد يناسب هذا التجاهل ويتوائم مع هذه الحركة؛ قوامه إنكار المذهبية التى هى أصل التعددية، وفتح باب الإجتهاد لاناس غير مؤهلين؛ يهجمون على النصوص الشرعية؛ فيقولون ما يعتقدون[4].

تاركين الفقه القديم، بعدما انتقوا منه ما يخدم مشروعهم[5]، تزداد الشقة بينه وبين الواقع؛ ومخزنًا لتوجهاتهم ممنوع الاقتراب منه إلا بالرضا منهم[6]، ومن ثم ضحوا بالنهضة الثقافية مقابل النشاط السياسي الذى تحول هو الآخر نتيجة للضعف المعرفى لنشاط سياسي تآمري، فأحلوا مكائد العصابات، محل التربية السياسية الصحيحة للجماهير[7]. ففسدت السياسة، وجمد الفقه الدينى.

ثم ورثت الأجيال المتعاقبة لهذه الحركة ذلك الضعف بكافة نتائجه، فلا يأتى زمان إلا والذى بعده شر منه، فتحولت الدولة لدين، والدين لدولة، فى مزيج غريب، ما أنزل الله به من سلطان، على يد “عبد القادر عودة”، ثم جاء “سيد قطب” الذى تحول –نتيجة للفقر العلمى لهذه الحركة- لمفكر سياسي؛ فصك مصطلح الجاهلية دون أدنى معرفة بالنظرية السياسية، أو الاجتماعية-أو الشرعية-؛ فغلبت الحركية الظرفية –فأصبح- كل ما عدا الإسلام فهو مادى، وكل غربي جذوره صلبية، فلا يوجد إلا إسلام مغلق النسق[8].

تحولت فيه الدولة لأسطورة مركزية خلبت لب الإسلاميين فالتفوا  حولها فى تصورات قزمية خلقت أساطير متعددة[9]، كأسطورة وحش العلمانية؛ الناتج عن اعتبار أن مقابل الدولة الإسلامية هو حتما دولة علمانية ملحدة تريد أن تقضى على الإسلام، وكأنه لا يوجد مسلمين، وإن وجدوا فلا يهمهم هذا الدين، حالة ذهان عقلى؛ فرضت أوهاما، وضلالات، وهلاوس؛ دفعتهم لنفق يبحثون فيه عن ثقافة تراثية أو غير تراثية، يتترسون بها خشية الاجتياح الثقافى، والإبادة الحضارية[10]!

ثم قرن هذا التيار بين الشريعة والنظام القانونى بداية من رشيد رضا وحتى عبد القادر عودة ومحمد سليم العوا[11]؛ فغابت السعة والمعنى الحقيقي للشريعة نتيجة هذا الأقتران.

إنها صورةٌ جديدةٌ للإسلام يملك نظاماً كاملاً للحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والمسلمون مكلَّفون بتطبيقه، تطبيقًا لا يمكن إنجازه إلاّ بالوصول إلى السلطة، وتحقيقه بقوة الدولة، هذا هو المفهوم الذي سوَّدتْه تلك الجماعات، وحوَّلته إلى شرطٍ لا يمكن تجاوُزُهُ لاستعادة الشرعية في المجتمع والدولة[12].

إذن هى صورة جديدة مشوهة للإسلام، على يد هذه الجماعات[13]، وتغيير وتحريف لحقائق الدين، وإفساد لعقيدة التوحيد[14]، بتكفير المجتمعات المسلمة؛ حكامًا ومحكومين؛ بزعم غياب الشريعة، ومن ثم فلا أعتبار لهذه المجتمعات ولا حرمة ولا أمن ولا أمان لها.

فهم أحق الناس بالحكم؛ لإعادة الشريعة الغائبة[15]، فلا دولة إلا دولتهم ولا حكم إلا لهم وفق ما يعتقدون[16]، مهما ترتب على ذلك من عنف واستباحة للدماء، تهدد أمن واستقرار المجتماعات وتنشر الفوضى[17].

تحريف واضح للدين إنطلق من معطيات ثلاث:

  • الأول: الدولة التى تحولت لدين(الدولة المقدسة).
  • الثانى: تحول الشريعة لنظام قانونى.
  • الثالث: تبديل العقيدة، وما يبنى عليها من أحكام الإسلام والكفر، وما يستتبع كل منهما على كافة المستويات. هذا على سبيل الإجمال أما التقصيل فهو كالآتى:

الدولة التى تحولت لدين (الدولة المقدسة)

بدأت هذه اللعبة مبكرًا على يد حسن البنا الذى عمل على إزالة الحواجز بين الدين، والسياسة، والجماعة، والدولة؛ حتى لا ندرى ما هو المقدس وما هو غير المقدس فالإخوان لن يكونوا غير سياسيين، ولن يكونوا غير مسلمين، ولن تفرق دعوتهم أبداً بين السياسة والدين[18]، صبغة ولون جديد للإسلام، غير صبغته الأولى التى وصفها الله تالى بقوله:(صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)سورة البقرة آية(138).

فالبنا يري أن أى جمعية لا تضع على رأس برنامجها الاهتمام بشئوون أمتها السياسية فهى تحتاج إلى أن تفهم معنى الإسلام من جديد[19].

لماذا؟ لأن الإسلام دين ودولة. شعار مدمر  صاغه “حسن البنا” مقرنًا بين الدين والدولة، ومن ثم يسحب من قداسة الدين قداسة ما أنزل الله بها من سلطان لهذه الدولة، جاعلًا أيها أحد وجهى الإسلام، في صياغة جديدة للإسلام، ليس لها في دين الله أصل ولا فصل.

فالرسول الكريم ﷺ قد عرف الإسلام وعرف المسلم فقال في الحديث الصحيح” الإِسْلاَمُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وَلاَ تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ”[20] والمسلم”منْ سَلم الناسُ من لسانه ويده”[21].

بينما كان لحسن البنا رأى آخر إذ يقول في رسالة المؤتمر الخامس عن الإسلام: “الإسلام عقيدة وعبادة, ووطن وجنسية، ودين ودولة, وروحانية وعمل ومصحف وسيف”[22].

لكن حقيقة الإسلام أنه دين، والدين مقدس، وحينما نلصق به كلمة “دولة” فنحن نسحب هذه القدسية بواقع خاصية الإرتباط تلقائياً، ونعطيها للدولة؛ فتتحول الدولة، والحكم والسياسة لدين مقدس، يعادى عليه ويصالح، لذا جعلوا شعارهم مصحف وسيف؛ مصحف حسبما يفهمون، وسيف لجميع ما عداهم، فما الإسلام عندهم إلا دين ودولة.

قداسة ينتج عنها تحريف عقدى إذ يرتهن إيمان الناس وكفرهم ومدى تدينهم من عدمه بالولاء لهذه الدولة والبراء مما سواها، فتتحول الدولة إلى لازمة من لوازم الإيمان، وشرط من شروطه.

تلك لعبة قديمة، وعقيدة فاسدة، ابتليت بها الأمة من قبل فشوهت كل شيئ حتى الدين ذاته، لكنها تعود فتسرى للعقول من جديد عبر شعار البنا.

فقديمًا حينما مر عبدالله بن خباب بن الأرت الصحابى وابن الصحابى الجليل[23] على سرية للخوارج ارادوا ان يتأكدوا من ايمانه وإسلامه  فسألوه عن الرئيس عن الخليفة أبى بكر، وعمر، عن على بن أبى طالب قبل التحكيم، وعن عثمان بن عفان في مدة ست سنوات من حكمه إنها دقه فى الدين.

سألوه عن الحكومة، والتحكيم، سألوه عن الساسة، وسياساتهم، وفترات حكمهم، هذا هو معيار الإيمان، والإسلام، والدين عندهم، فلما وجدوه مؤيدا لهؤلاء الرؤساء؛ حكموا عليه بالردة عن دين الله.

فمجرد التأييد فقط هذا يكفى هنا أخذوا منه مصحفه الذى كان فى عنقه وقالوا له: إن هذا الذى فى عنقك يأمرنا أن نذبحك-افتراء على الله وكتابه- ثم اقتادوه مكبلاً، إلى شاطئ النهر، غير  مبالين بزوجه الحامل وصراخها[24].

وأمامها -زوجه-أرقدوه، ووضعوا السيف على عنقه، وكبروا، فجرت مياه النهر بدمه مستطيلا قانيا،ثم أخذوا امرأته المعذبة كليلة لا تسمع، ولا ترى، من الهول سكارى، وما هم بسكارى، ولكنه عذاب شديد، فذبحوها، وبقروا بطنها، واستخرجوا ولدها فى مشهد تعجز عنه الكلمات، إنه التقرب إلى الله بالذبح واراقة الدم فى خشوع تام[25].

كل ذلك من من أجل هذه الدولة المقدسة، من أجل هذا الحكم، من أجل هذه الأشياء التى تحولت لدين، والتى عادت مرة أخرى على يد جماعات الإسلام السياسي، فكرست لجريمة تقديس السياسة فى العقل الجمعى المسلم المعاصر، وعاد بنا هؤلاء تقريبا لنظرية الحكم الإلهى، ومن ثم تكون الحروب الدينية، والخراب، والدمار، والذبح المقدس فى بلادنا نتيجة طبيعية يتقرب بها الجميع لله الواحد القهار.

“البنا” كان قاصدًا لهذا التقديس لذا عمل عليه، وأكده فى رسائله المتتالية فقال للذين يرفضون هذا المنهج ويفرقون بين ما هو دين وما هو شأن سياسى دنيوى: “فمن ظن أن الدين – أو بعبارة أدق الإسلام – لا يعرض للسياسة، أو أن السياسة ليست من مباحثه، فقد ظلم نفسه، وظلم علمه بهذا الإسلام ولا أقول ظلم الإسلام فإن الإسلام شريعة الله لا يأتيها الباطل من بين يده ولا من خلفه”[26]

يمضى البنا نحو هدفه منكرًا على من يفصل بين السياسة والدين[27].، ويضع بينهما حدود تمييزية، متعمدًا-البنا-الخلط بينهما،فيقول:ـ”حدثوني بربكم أيها الإخوان ، إذا كان الإسلام شيئا غير السياسة وغير الاجتماع ،وغير الاقتصاد ، وغير الثقافة … فما هو إذن ؟ يجيب البنا باذرًا بذور التكفير بناء على السياسة والعمل السياسى فيقول: “أستطيع أن اجهر في صراحة بأن المسلم لن يتم إسلامه إلا إذا كان سياسيا”[28].

غير أن الدليل الأقوى والأصرح  على كون البنا يسعى بمنتهى الوعى نحو هذا الخطر  المقدس هو قوله فى هذا الصدد:”إن الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركنا من أركانه، ويعتمد على التنفيذ كما يعتمد على الإرشاد… والحكم معدود في كتبنا الفقهية من العقائد والأصول، لا من الفقهيات والفروع”[29].

فى تقرير لم يقل به أحد من السلف ولا يشبه كلام أهل السنة من قريب أوبعيد فقد ذهب “البنا” هذه المرة بعيدًا عن مرمى أهل السنة، مازجًا بين عقيدة الشيعة الإمامية والخوار ج معًا.

فأهل السنة لا يؤمنون بأن الحكم، أو الولاية، أو الإمامة من العقائد، أو من أصول الدين، فى حين يراها الشيعة الإمامية من أصول الدين، وركنًا من أركان الإسلام، تمامًا كما يراها “البنا” وجماعته.

فالحديث المشهور لدى أهل السنة: بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ثم إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، يجعله الشيعة: بنى الإسلام على خمس يبدأون بالصلاة، وينتهون بالركن الخامس، وهو “الولاية” أى الإمامة ليكون الحكم عندهم، وعند “البنا” ركن وأصل من أصول الدين. وقد أجمع كل أهل السنة أن الإمامة من الفروع والفقهيات وليست من الأصول والمعقولات،يقول الجويني:”وليست الإمامة من قواعد العقائد، بل هي ولاية تامة عامة، ومعظم القول في الولاة والولايات العامة والخاصة مظنونةٌ في التأخي والتحري”[30].

ثم أكد ذلك من بعده تلميذه الغزالي (505 هـ) فقال: “اعلم أن النظر في الإمامة أيضًا

ليس من المهمات، وليس أيضًا من فن المعقولات بل من الفقهيات، ثم إنها مثارٌ للتعصبات، والمُعرض فيها أسلم من الخائض فيها وإن أصاب، فكيف إذا أخطأ؟!”[31].

لكن “البنا” وجماعته يذهبون غير مذهب أهل السنة فيقررون أنها من الأصول والعقائد ويمزجون بينها وبين الدين فيقول تلميذ “البنا” النجيب “عبد القادر عودة” ( أعدم عام 1954م ): الإسلام مزج الدين بالدولة، ومزج الدولة بالدين حتى لا يمكن التفريق بينهما، وحتى أصبحت الدولة في الإسلام هي الدين، وأصبح الدين في الإسلام هو الدولة”[32].

“البنا” كان صادقاً ومتماهياً مع ذاته ومعتقداته تماهيًا تامًا، فأعلمنا بوضوح، إما دولته المتخيلة، وإما السيف والنار؛ فعد القعود عن طلب الحكم جريمة وأنه يجب تحصيلها ولو بالقوة[33].

كيف يحقق “البنا” هدف الوصول للحكم؟ القوة هى الحل

لكن كيف سيحقق “البنا” هذا الهدف؟.عن طريق الوصول للحكم بالقوة، لا يتردد البنا فى شرح، وتوضيح ذلك؛ لأتباعة، وأنه فى طور إعداد العدة لذلك، ومتى توفرت واكتمل نصابها فلا تردد فى استخدامها[34].

فالقوة هى أضمن طريق لإحقاق الحق، وهى فرض مثل الصّوم والصّلاة والحج والزّكاة وفعل الخير وترك الشر حسب قوله[35].

العسكرة والبناء الماسونى للجماعة

اختار “البنا”، القوة طريقًا للوصول للحكم، وتحقيق أهدافه، وبناء عليه كان لابد من عسكرة الجماعة، وترسيخ فكرة الجهاد فى عقول أبنائها، وأنها شرط أساسى للنهوض، فلا نهضة بلا قوة، ومن ثم فعليهم أن يستعدوا للحرب، ويتوقوا للجهاد فى سبيل الله، فهذه الغاية المرجوة[36]، فالقوة أضمن طريق لإحقاق الحق[37].

هنا تحولت الجماعة لجيش إنقاذ—حسب معتقدهم-، وأفرادها لجنود لهم مواقع متفاوته، ينظرون للناس أنهم  مرضى، وجماعتهم مستشفى لها فناء خلفى يضم الأصحاء، فالناس مجال دوعوتهم من يتعافى منهم—بأن يصير مؤمنًا بفكرتهم- ينقل لفناء المستشفى الخلفى وحديقتها، وأمراض الناس درجات منهم يستحق بعض الإسعافات داخل سور مشفاهم، حتى ينقل لحديقة الأصحاء، ومنهم يستحق دخول المستشفى لتلقى علاج طويل أو قصير ، أما من يرفض تلقى العلاج فهو متحامل لا يقبل دعوة الهدى ولا طريق النور[38].

وتحولت بعض آيات القرآن-وهذا هو الأخطر- على يد “حسن البنا “لمنشور عسكري في كتاب مقدّس يُتلى في الصلاة والذكر والعبادة والمناجاة[39].

صك حسن البنا شعارات، وأرسي قواعد تنظيمية ؛حولت الجماعة لجماعة شبحية أُخطبوطية يصعب الأمساك به، وهرم ماسونى يختفى أغلبه تحت سطح الماء، فتحت شعار “كم فينا وليس منا، وكم منا وليس فينا”[40]، ورجل القول غير رجل العمل، ورجل العمل غير رجل الجهاد، ورجل الجهاد فقط، غير رجل الجهاد المنتج الحكيم الذي يؤدي إلى أعظم الربح بأقل التضحيات[41]، يصعب تحديد الفرد الإخوانى ومهمته التى اختفى أو ظهر من إجلها.

يتكون هذا الهيكل التنظيمى الغاطس من[42]:

  1. مجلس القيادة
  2. مجلس الأركان أو اللجنة الفنية: وهو مجلس مكون من خمسة أشخاص يزيد حسب الحاجة) –3-الجنود بدرجاتهم المختلفة (المحب، والمؤيد، والمنتسب، والمنتظم، والعامل)[43]  ثم درجات أخرى للفرد العامل داخل جماعة الإخوان.
  • مجلس القيادة: عبارة عن مجلس مكون من عشرة أشخاص، ویجب أن یكون كل فرد من الأفراد العشرة المكونین لمجلس القیادة على استعداد لتولي القیادة في أي لحظة .

 مھام مجلس القيادة:

  1. دراسة طرق التنفیذ لما یصل من خطط صادرة من الأركان- وتنفیذ كل ما ھو ممكن عمله.
  2. وإصدار بیانات یشترك فیھا جمیع الأعضاء، وبیان الصعوبات القائمة في طریق تنفیذ ما یراه المجلس غیر قابل للتنفیذ.
  3.  كما أن من وظیفة ھذا المجلس الإشراف التام على أحوال الجند، والاطمئنان على دوام قوتھم المعنویة، وذلك بدارسة التقاریر التي تصل عن كل فرد، أو كل مجموعة، والمطالبة بإیضاحات إذا كان في التقاریر إھمال بعض النواحي.
  4. كما أن مھمة المجلس دراسة برنامج روحي قوي؛ یشمل قصص الأبطال، وطریقة المغامرات، على أن تصل ھذه القصص، والروحانیات ،إلى الجنود شفویًا.
  5. ویقوم المجلس بالاتصال بالقیادة العلیا، وتبلیغ الأركان، بكل ما یحتاج إلیه من إرشاداتها.
  • هيئة الأركان (اللجنة الفنية): وهو مجلس مكون من خمسة أشخاص يزيد حسب الحاجة.

مهمة هيئة الأركان[44]:

  1. وضع خطط لتنظیم القوات في كل من أوقات السلم والحرب.
  2. دراسة المعدات عملیا وتحدید ما یصلح منھا لاستعمال الجیش وإصدار بیانات بممیزات كل، وطرق استعمالھا وحفظھا.
  3. تحدید الأھداف ورسم خطة تنفیذھا من زمان ومكان وقوات، ودراسة كل ما یصل إلیھا (إلى الأركان) عن طریق مجلس القیادة من صعوبات ومشاكل عملیة، ومطالب مستجدة وإصدار بیانات بنتیجة الدراسة ترسل إلى مجلس القیادة.
  • الجنود والجنود ثلاثة أنواع:
  1. النوع الأول: یكون بعیدًا عن النشاط الظاھري، وھذا النوع یجب أن ینقطع انقطاعًا تامًا، ویمكن تكلیفه بدراسات أكثر اتساعًا، وأعمال أكثر خطورة[45]. مثل، قسم الوحدات، الذى هو جزء من مخابرات الإخوان، وتتكون الوحدة من عدة مجموعات، أفرادها منبثون ببنية الهيئات والحركات، والأحزاب، ونقابات العمال، والبوليس،وغيرهم من هيئات وأركان الدولة والمجتمع؛ وذلك لاستيفاء الأخبار وموافاة رئيس الوحدة بها، تجنيد ضباط وعساكر البوليس وصف ضباط الجيش، وتوصية الأفراد، وأمراء المجموعات كل فى اختصاصه[46].
  2. النوع الثاني: لا یبتعد عن النشاط الظاھري ویكون معدًا، ولا یستخدم أبدًا إلا وقت الحرب العلنیة، ویلاحظ أن یجري تدریبه في حرص تام[47] .
  3. النوع الثالث: فصاحب مهمة اقتصادية، إذ بعد تمام تكوینه وإعداده، يجب أن یتیسر له سبل الانقطاع التام عن الناحیة الخاصة، والعامة للجماعة[48].
  • صناعة الموت [49]

هكذا رسم  مؤسس الإخوان طريق جماعتة منذ اللحظة الأولى، وقبل أن يناجزهم الحكام، أو يضيقون عليهم، أو يضطهدوهم، كما يحلو لدراويشهم أن يدعوا ذلك، إذ لم يكن حينها ثمة صراع يذكر من قبل الحكومات، فالوصول للحكم بالنسبة لهم اعتقاد ودين، يموتون ويقتلون من أجله، فكيف تكون حركتهم سلمية فضلاً عن إدعاء الديمقراطية.

فالقوة طريقًا لإقامة مشروعة، وقد صارح به أصحابه، ولهذا الطريق عواقب وخيمة، فالمجتمع كل المجتمع سيرفض هذا الإرهاب، وسيرفض هؤلاء الناس حينما يعرف حقيقتهم، والرجل يعرف ذلك وقد كان صادقًا أمينا مع أصحابه[50]فعرفهم ونببههم لذلك[51].

ومن ثم قرر البنا أن يكون الموت هو الخيار الأوحد أمام من يعاند دعوته فتمثل طريقة زعيم فرقة الحشاشين ومضى على طريقة يصنع الموت ويتخذه طريقًا ممهدًا للوصول لأهدافه فقال: “إنّ الأمّة التي تحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الميتة الشريفة، يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة، وما الوهن الذي أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة”[52].

اختطاف الجماعة للدين

لم تكن الخطة لدى البنا وجماعته هى اختطاف مفهوم التجديد، وإنما اختطاف الدين كله، ورهنه فى شعارات جماعته فى أكبر عملية تغيير مفاهيمى وقعت لهذا الدين العظيم، يؤكد هذه المعانى في رسائله المنثورة، إذ يكفى أن يرى دعوته هي القرآن هى المصحف، وهل يكمن لأحد أن يرفض القرآن أو يعارض المصحف؟[53].

ينادى “البنا” على الناس نداء أصحاب الرسالات الذين يمتلكون الحق المطلق ومن ثم فهم منقذون لهم من الضلالات فيقول يا قومنا: “إننا نناديكم والقرآن في يميننا والسنة في شمالنا، وعمل السلف الصالحين من أبناء هذه الأمة قدوتنا، وندعوكم إلى الإسلام وتعاليم الإسلام وأحكام الإسلام، فإن كان هذا من السياسة عندكم فهذه سياستنا، وإن كان من يدعوكم إلى هذه المبادئ سياسيا فنحن أعرق الناس والحمد لله في السياسة، وإن شئتم أن تسموا ذلك سياسة فقولوا ما شئتم فلن تضرنا الأسماء متى وضحت المسميات وانكشفت الغايات”[54].

وبناءً على ما سبق كان طبيعًا أن يرى البنا أن الشخص الذى يستحق لقب الإيمان هو فقط من يؤمن بدعوته[55]، أما ما سوى ذلك فلهم أوصاف أخرى، غير وصف الإيمان، والإسلام، فيقول فى كلمات تشعرك إنه يتكلم بنفس النبوة: “وكل الذى نريده من الناس أن يكونوا أمامنا واحدا من أربعة”[56].

يتوحد البنا في دعوته، ورسالته مع دعوة الإسلام، ورسالته بوضوح، فدعوته هي ذاتها دعوة الإسلام، ورسالتة التى يعمل لها هى ذاتها رسالة الإسلام، ومن ثم لا يسع أحد أن يختلف معه، وإلا فقد اختلف مع الإسلام، ولا يمكن لأحد أن يرفضها، وإلا وقع فى شرك رفض الإسلام، فدعوة الإسلام العامه، يحدها “البنا” ويحصرها بقبول بيعته، والانضمام لجماعته، هى نفس الفكرة التى دعت إليها بشكل أصرح جماعة التكفير والهجرة بزعامة شكرى مصطفى وهى نفس فكرة داعش الآن وإن اختلفت التعبيرات.

تكفير البنا للمجتمعات المسلمة (الإنحراف العقائدى)

يرى البنا أن كل واقعنا لا علاقة له بالإسلام بناء على نظام الحكم فلم نحترم نظامه، ولم ننفذ أحكامه، ولم نقدس كتابه، ولم نحل حلاله ونحرم حرامه.

فكل شئوننا الحيوية نظم تقليدية بحتة لا صله لها بالإسلام، ولا تستمد منه، ولا تعتمد عليه[57].

أما الحكومات فأمرها واضح عند “البنا” فلا توجد حكومة من الحكومات السابقة، أو التي عاصرتها الجماعة، فى أى مرحلة من المراحل, تنصر الإسلام، أو تريد أن تنتصر للفكرة الإسلامية, وعلى الإخوان وحدهم يقع هذا العبء وسيعملون لإجاد هذه الحكومة[58].

  • حسن البنا وشكرى مصطفى

الفارق بين “حسن البنا”، و”شكرى مصطفى” التمليذ الإخوانى لسيد قطب أن “شكرى” كان أوضح من “البنا” وأصرح فقال نحن المسلمين وفقط، والجميع كفار فلا يوجد إسلام ولا مسلمين إلا فى جماعتنا هكذا بكل بوضوح، أما البنا فيخاطب الناس بمعشر المسلمين ويا أيها المسلمون وحينما تدقق فى كلماته تجدها تحصر الإسلام فى جماعته وفقط ففى فكر “البنا” لبس وغموض متعمد وفى فكر “شكرى مصطفى” وضوح متعمد أيضا يقول البنا: إن دعوة الإخوان المسلمين دعوة نزيهة بريئة، قد تسامت فى نزاهتها حتى جاوزت المطامح الشخصية واحتقرت المنافع المادية، وخلفت وراءها الأهواء والأغراض، ومضت قدما فى الطريق التى رسمها الحق تبارك وتعالى للداعين “قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين» [59].

هكذا يرى البنا دعوته دعوة للحق المطلق، دعوة للإسلام يتمثل دور النبى قل هذه سبيلى ادعو إلى الله، هنا خرج البنا من شخصه وتقمص دور الرسول وصاحب الرسالة لذا كا ن يسمى داخل جماعته بصاحب الدعوة الإمام.

  • شهادة على عشماوى 

ثم تأتى شهادة “على عشماوى” لتزيل كل لبس، واحتمالات، فى فكر البنا، ويزيد الأمر وضوحًا، و”على عشماوى” هو الزعيم الميدانى لتنظيم 1965م بقيادة “سيد قطب” والذى كان يخطط لاغتيال عبد الناصر وقادة الثورة وقلب نظام الحكم[60]، هذا التنظيم الذى كان يضم “محمد بديع”المرشد الحالى للجماعة، ونائبه “محمود عزت” شهادة “على عشماوى” القائد الفعلى للتنظيم يقول فيها إنه حينما جلسنا فى حلقات التعليم أمام سيد قطب وجدناه يتكلم بكلام لا يعنى سوى شيئ واحد أن المجتمع كله كافر وأنه لا يوجد إسلام ولا مسلمون سوانا فسألته هل يعنى ما تقوله أن المجتمع والناس الآن كفار. قال: نعم. قلت ولكن ما نعرفه أن هذا                                                                                                                                                                         ليس هو منهج البنا فقال: بل هى نفس قناعات البنا وكل ما فى الأمر أن البنا لم يكن يصرح بهذه العقيدة وكان يفضل أن يخاطب الناس على أنهم ملسمون حتى لا يصدهم عن قبول دعوته فلو صارحهم بأنهم كفار لنفروا منه لذا كتمها واسر بها للقربين فقط[61].

  • ذروة سنام التكفير (التحريف العقائدى)

ارتقى “سيد قطب” درجات سلم التكفير مُجدًا فى ذلك مجتهدًا، ولكل مجتهد نصيب، ونصيب “سيد قطب” كان ذروة سنام هذا الأمر، وقمته التى وقف عليها متمكنًا منها بلا منازع؛ فأصبح كل قائد للتكفير عالة عليه راجع إليه، وكل قاتل مجرم، له من جرمه نصيب، فالرجل لم يرى على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولا مجتمع مسلم، ومن ثم فيصعب أن تجد جماعة من الجماعات الإسلاموية فيما بعد، لا تقول، قال الشهيد “سيد قطب”، أيقونة التكفير، والتفجير، والقتل، والتدمير، والتعصب، والتمييز.

تناثرت كتابته فى التكفير، والتفجير، هنا وهناك، وحوى كتابه فى ظلال القرآن نصيبًا وافرًا منها؛ حتى قرر أن يجمعها فى دستور واحد؛ ليسهل الأمر على طالبيه فألف كتابه “معالم فى الطريق”، الذى مثل خلاصة أفكاره ونهايتها، كتبه فى أيامه الأخيره، وكأنه يترك وصيته بالتكفير للأجيال المتعاقبة[62]، فأسر لأحد تلاميذه الذى كان يحاكم معه فى تنظيم 1965م، والذى كان يستهدف اغتيال جمال عبد الناصر ،وقيادات ثورة يوليو 1952م، وضرب القناطر الخيرية؛ لإغراق مصر ،أن خلاصة أفكاره التى تمثله، والتى استقر عليها قد جمعها فى كتابه “معالم فى الطريق”، والأجزاء الأخيرة من «الظلال»، والطبعة الثانية للأجزاء الأولى[63].

فقال له[64]: إذن أنت مثل الشافعى حينما جاء مصر أصبح له مذهب جديد خالف فيه مذهبه القديم، وغيره.

قال سيد رحمه الله: نعم، لقد غيرت كما غير الشافعي رضي الله عنه. ولكن الشافعي غير في الفروع، وأنا غيرت في الأصول!.

إذن لقد كان سيد قطب يدرك جيدًا مدى التغير فى فكره؛ إنه تغيير فى الأصول؛ تغير استراتيجي دائم كما يقول القرضاوى[65].

  • محاولات لتجميل القبح

كان “سيد قطب” إذن واعيًا بما يقول  ويفعل[66]، لكن البعض أراد أن يجمل صورة “سيد قطب”، ويخفف من عباراته، ويميع من أوصافه؛ بزعم أنه أديب استخدم لغة الأدب، ولم يستخدم لغة الفقه، والعلم التى تعطى معانى أخرى لكلمات “سيد قطب”[67].

لكن هذا التبرير يختلف مع ما صرح به “سيد قطب” سابقًا، وكونه يدرك حجم التغيير الذى يحدثه، وكيف لأديب متمرس على دلالات الألفاظ أن لا يقصد معانيها وأن يخالف مراميها، كما أنه لم يترك أى فرصة لهذه التبريرات إذ يقول في تعريف المجتمع الجاهلي “إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم! وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا: إنه هو كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده، متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي، وفي الشعائر التعبدية، وفي الشرائع القانونية”.[68]

  • قطب يعبر عن الإخوان

هل كان “سيد قطب” فى هذا الكتاب معبرًا عن جماعة الإخوان أم أنه تغير طرأ عليه وحده وموقف يخصه؟ وصلت النسخة الأولى من هذا الكتاب مهربة من السجن ليد مرشد جماعة الإخوان آنذاك – حسن الهضيبي – عن طريق شقيقة “سيد قطب” ومنها لزينب الغزالى التى أوصلته للمرشد فاطلع عليه، وهو فى صورة ملازم.

تقول زينب الغزالى انتظرت حتى فرغ المرشد من قراءته ثم أمر بطبعه قائلًا “على بركة الله، إن هذا الكتاب حصر أملي كله في سيد، ربنا يحفظه، لقد قرأته وأعدت قراءته، إن سيد قطب هو الأمل المرتجى للدعوة الآن إن شاء الله”[69].

التحريف والإنقلاب العقدى!

يرى “سيد قطب” أن الزمان قد استدار ورجع كهيئته الأولى، يوم أن بدأ الإسلام، وجاء الرسول برسالته فى مواجهة الجاهلية، ففي ظلاله يقول: “لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله. فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: «لا إله إلا الله» دون أن يدرك مدلولها، ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها، ودون أن يرفض شرعية «الحاكمية» التي يدعيها العباد لأنفسهم- وهي مرادف الألوهية- سواء ادعوها كأفراد، أو كتشكيلات تشريعية، أو كشعوب. فالأفراد، كالتشكيلات، كالشعوب، ليست آلهة، فليس لها إذن حق الحاكمية.. إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن لا إله إلا الله. فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية. ولم تعد توحد الله، وتخلص له الولاء.. البشرية بجملتها، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات: «لا إله إلا الله» بلا مدلول ولا واقع.. وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد- من بعد ما تبين لهم الهدى- ومن بعد أن كانوا في دين الله!” [70]

أساس التحريف والإنقلاب العقدى!

لكن على أساس أقام سيد قطب هذا التحريف والإنقلاب العقدى؟ لا شيئ سوى الدولة، والسياسة، والحكم، فى سابقة لم يسبقه إليها أحد من سلف الأمة.

1-الغياب المزعوم للشريعة أساس التكفير

فالإسلام لا يعرف إلا نوعين اثنين من المجتمعات … مجتمع إسلامي ، ومجتمع جاهلي ..”المجتمع الإسلامي” هو المجتمع الذي يطبق فيه الإسلام .. عقيدة وعبادة ، وشريعة ونظاماً ، وخلقاً وسلوكاً .

فليس المجتمع الإسلامي هو الذي يضم ناساً ممن يسمون أنفسهم “مسلمين” بينما شريعة الإسلام ليست هي قانون هذا المجتمع ، وإن صلى وصام وحج البيت الحرام ! وليس المجتمع الإسلامي هو الذي يبتدع لنفسه إسلاماً من عند نفسه – غير ما قرره الله سبحانه ، وفصَّله رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويسميه مثلاً ” الإسلام المتطور “.

2-الحاكمية هى الدين

فـ”قبل كل شيء وبعد كل شيء.. الذين ينكرون حاكمية الله المطلقة في حياة الناس الواقعية: السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتشريعية.. ويقولون: إن للبشر أن يزاولوا هذا الاختصاص دون التقيد بشريعة الله … أولئك جميعاً من المعنيين في هذه الآيات بأنهم يتخذون دينهم لعباً ولهواً. وبأن المسلم مأمور بمفاصلتهم ومقاطعتهم إلا للذكرى. وبأنهم الظالمون- أي المشركون- والكافرون الذين أبسلوا بما كسبوا، فلهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون”[71]

فالدين والعقيدة عند “سيد قطب” هى الحكم والحكومة فقط، وهذا هو معنى شهادة إن لا إله إلا الله ” فالعقيدة في الإسلام تقوم على أساس شهادة إن لا إله إلا الله. لكن سيد قطب يعطى لهذه الشهادة معنًا جديدًا يُكفر بها المجتمات والحكومات المسلمة رغم نطقها وأعتقادها إن لا إله إلا الله.

فمعنى شهادة أن لا إله إلا الله عند “سيد قطب” هى أن تكون الحاكمية لله،فـ”وجود هذا الدين هو وجود حاكمية الله. فإذا انتفى هذا الأصل انتفى وجود هذا الدين”[72]

دين الرسول ودين سيد قطب

يبين الرسول الكريم ص علة البعثة، وحقيقة الدين، حينما يقول: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. فالدين حسن الخلق. وأن من قال لا إله إلا الله خالصا مخلصا من قلبه دخل الجنة”[73].

بينما سيد قطب كان له رأى آخر إذ يري “إن المعركة الحقيقية التي خاضها الإسلام ليقرر «وجوده» لم تكن هي المعركة مع الإلحاد، حتى يكون مجرد «التدين» هو ما يسعى إليه المتحمسون لهذا الدين! ولم تكن هي المعركة مع الفساد الاجتماعي أو الفساد الأخلاقي- فهذه معارك تالية لمعركة «وجود» هذا الدين! ..

لقد كانت المعركة الأولى التي خاضها الإٍسلام ليقرر «وجوده» هي معركة «الحاكمية» وتقرير لمن تكون”[74]. وعلى هذا الأساس قسم “سيد قطب” البشرية كلها، شيعاً كلها جاهلية[75].

فشيعة ملحدة تنكر وجود الله أصلاً، وشيعة وثنية تعترف بوجود إله، ولكنها تشرك معه آلهة أخرى وأربابا كثيرة. وشيعة «أهل الكتاب» مشركون أيضًا.

و”شيعة تسمي نفسها «مسلمة» ! وهي تتبع مناهج أهل الكتاب هذه- حذوك النعل بالنعل! – خارجة من دين الله إلى دين العباد…لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين للبشرية وانتكست البشرية بجملتها إلى الجاهلية.. شيعها جميعاً لا تتبع دين الله أصلاً.. وعاد هذا القرآن يواجه البشرية كما واجهها أول مرة، يستهدف ..إدخالها في الإسلام ابتداء من ناحية العقيدة والتصور. ثم إدخالها في دين الله بعد ذلك من ناحية النظام والواقع.. وعاد حامل هذا الكتاب يواجه الحرج الذي كان يواجهه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يواجه البشرية الغارقة في مستنقع الجاهلية، المستنيمة للمستنقع الآسن، الضالة في تيه الجاهلية، المسسلمة لاستهواء الشيطان في التيه! .. فالإسلام اليوم بناءً على هذا المقياس “متوقف عن «الوجود» مجرد الوجود!” [76]

هنا يتحول دعاة هذه الجماعات لأنبياء ورسل إلى مجتمعاتهم  فهم”اليوم يستهدفون ما كان يستهدفه محمد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تماما ويواجهون ما كان يواجهه- صلى الله عليه وسلم- تماماً، وهم مدعوون إلى التأسي به”[77]

ألح “سيد قطب” وكرر في تفسيره كفر الأمة كلها وردتها؛ حتى يرسخ لهذا  المفهوم، فرفض أن يناقش أى قضية فقهية، كمثل مسألة الغنائم، مبررًا ذلك بإنعدام الأمة الإسلامية أصلاً، فلا توجد أمة مسلمة، ولا دولة مسلمة؛ حتى يكون لها فقهًا إسلاميًا [78].

لقد كان “سيد قطب” صريحا في بيانه، لا يحتاج إلى تأويل في كلامه، وتكفيريه للأمة كلها فـ”وجود الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة .. فالأمة المسلمة ليست ” أرضًا ” كان يعيش فيها الإسلام . وليست ” قومًا ” كان أجدادهم في عصر من عصور التاريخ يعيشون بالنظام الإسلامي .. إنما ” الأمة المسلمة ” جماعة من البشر تنبثق حياتهم وتصوراتهم وأوضاعهم وأنظمتهم وقيمهم وموازينهم كلها من المنهج الإسلامي … وهذه الأمة – بهذه المواصفات ! قد انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله من فوق ظهر الأرض جميعًا . ولا بد من ” إعادة ” وجود هذه ” الأمة ” لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى”[79].

التكفير بالعادات والتقاليد!

لم يتوقف أمر تكفير “سيد قطب” للمسلمين، والإنقلاب العقدى، وتحريف الدين على هذه النظرية، والتصور الفاسد للحكم، ولا الكتفير بالمعاصى، والذنوب كبيرها، وصغيرها؛ فنقول إنه النسخة الثانية من غلاة الخوارج، بل أمتد الأمر لأكثر من ذلك فسيد يصير ألا يسبقه في التكفير  سابق، فراح يكفر بالعادات، والتقاليد، التى يراها “سيد” لا توافق نسخته الإسلاموية[80].

فنحن اليوم-حسبما يري سيد قطب-في تصوراتنا وعقائدنا، عاداتنا وتقاليدنا، وموارد ثقافتنا، وفنوننا وآدابنا، وشرائعنا وقوانيننا. حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراج إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيرًا إسلاميًا..هو كذلك من صنع الجاهلية التي عاصرها الإسلام في أول أمره بل وأظلم منها[81].

معالم فى الطريق لمن ؟!

انتهى الإسلام إذن، ولم يعد هناك مسلمون، هكذا رأى “سيد قطب”، ولأجل إعادة الإسلام؛ لابد من تكوين طليعة مسلمة، كالتى كونها الرسول من خيرة الأصحاب، هذه الطليعة التى تسير فى هذا الطريق، لابد لها من معالم يقول “سيد قطب”[82]، إذن هذه المعالم موضوعة لجماعة سيد قطب منهاجًا يسيرون ليه.

وعلى هذه الطليعة المؤمنة -التى وضع لها هذه المعالم- أن تخاطب مجتمعاتهم ويعاملوها كما خوطب الناس بالإسلام أول مرة! فهؤلاء ليسوا بمسلمين، والدعوة اليوم هدفها أن ترد هؤلاء وتجعلهم مسلمين من جديد[83].ويترتب على ذلك:

  1. اعتبار  ديار المسلمين ديار كفر،ولا ولاء بين أهلها وبين المسلمين-الجماعة- فعلاقة الجماعة بهذه المجتمات، إما القتال ، وإما المهادنة على عهد أمان[84].
  2. الاستعلاء بالإيمان والعزلة الشعورية ومع التسليم بردة هذه المجتمعات عن الإسلام وجاهليتها فلا ينبغى أن نقاطعها وننزوي عنها وننعزل؛ لضرورة الصدع بالحق وإعادتهم للإسلام، ومن ثم يجب مخالطتهم مع التميز عنهم، والترفع، والاستعلاء بالإيمان عليهم[85].

اطلع أبو الأعلى المودودي على الكتاب بعد صدوره وقال في وصفه: “إن ما ورد في كتاب «معالم في الطريق» هو نفس ما أراه، بل كأنني الذي كتبته، فقد عبّر عن أفكاري بدقّة”[86].

الكتاب يقع فى اثنى عشر فصلًا لكل فصل عنوان مستقل لكننا إذا أردنا أن نقول ما هو الكتاب قلنا باختصار: إنه الكتاب يجيب عن السؤال كيف نواجه الجاهلية؟ ومن ثم كان غدا دستورًا لمن يدعون أنهم جهاديين وتلمودًا لكل التكفيريين؛ الذين جاءؤا من بعده، فقادوا أكبر عملية إنقلاب وتغيير وتحريف عقائدى؛ بتكفير المجتمعات المسلمة؛ حكامًا ومحكومين؛ بزعم غياب الشريعة، ومن ثم فلا أعتبار لهذه المجتمعات ولا حرمة ولا أمن ولا أمان لها، فهى مجتمعات فاسقة تغلب على أمرها مرتدون، أو فاسقون، أو كافرون، أو منافقون، يسيرون بالمسلمين نحو الردة الشاملة[87].

حتى معنى المعروف، والمنكر؛  تغير ، فالصلاة والصيام وجميع أركان الإسلام من المعروف، لكنها لا تساوى أبدًا المعروف الأكبر، والذى ينبغى العمل للوصول إليه، ألا وهو  الحكم. والمنكر الأكبر، ليس فواحش الذنوب وكبائرها؛ بل هو القعود عن طلب الحكم[88].

تحريف إنطلق من معطيات ثلاث؛ الأول: الدولة التى تحولت لدين(الدولة المقدسة). الثانى: تحول الشريعة لنظام قانونى. الثالث: تبديل وتحريف للعقيدة ولمعنى شهادة شهادة إن لا إله إلا الله، وما ينبنى عليها من أحكام الإسلام والكفر، فأنظمة الإسلام-كما يرى الإخوانى سعيد حوى- انحسرت، وانحسرت أيضًا عباداته، ثم انحسرت عقائدة حتى أنك نادرًا ما تجد إنسانًا صافى العقيدة سليمها[89].

 

قائمة المراجع:

[1] -انظر بتصرف هبة رءوف عزت ” الخيال السياسي للإسلاميين”-بيروت،لبنان، ط: الشبكة العربية للأبحاث للنشر، 2015م، ص85.

[2]– انظر بتصرف:هبة رءوف عزت “الخيال السياسي للإسلاميين”، ص134- 135. وكذا:  هبة رءوف عزت: نحو عمران جديد، بيروت، لبنان،ط!: الشبكة العربية للأبحاث والنشر، ،2015م، ص204.

[3] – هبة رءوف عزت ” الخيال السياسي للإسلاميين” ، ص85.

[4] -انظر: الشيخ على جمعة “حكاية الأرهاب، القاهرة عابدين،ط: شركة النهار للإنتاج والنشر والتوزيع- الطبعة الأولى 2017م ص7،.

[5] – كان أول مشروع متكامل لخدمة هذا الاتجاه، ما وضعه الإخوانى “سيد سابق” بتوجيه من “حسن البنا” تحت عنوان “فقه السنة” ثم توالت المشاريع السلفية في ذات الاتجاه. انظر: “التأسلم السياسي” الصادرر عن دار الإفتاء المصرية، الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ص 112.

[6] -انظر على سبيل المثال الحملة الشعواء على الشيخ سيد طنطاوى رحمه الله شيخ الازهر الأسبق حينما أفتى بعدم ربوية المعاملات البنكية، وكان رأس الحربة في هذا الهجوم الشيخ الاخوانى المعروف”يوسف القرضاوى” ويمكن أن يرجع في ذلك لـ” أرباح البنوك بين الحلال والحرام” كتاب صادر عن مجلة أكتوبر برئاسة تحرير ، صلاح منتصر، ط: دار المعارف.

[7] محمد عثمان الخشت: الوضعية والاستشراق في عصر الأيديولوجية.. رينان نموذجا،القاهرة، ط1:دار نهضة مصر، 2007م، ص101- 102.

[8] -انظر بتصرف هبة رءوف عزت ” الخيال السياسي للإسلاميين”، ص85: 86.

[9] -انظر فى ذلك: علاء النادى “الحركة الإسلامية وإشكاليات التغيير” ، مجلة المنار الجديد العدد 18 لسنة 2002م ص 76 : ، نقلا عن” الخيال السياسي للإسلاميين”ص 56.

[10] – انظر بتصرف هبة رءوف عزت ” الخيال السياسي للإسلاميين”ص 94: 95.

[11] – هبة رءوف عزت ” الخيال السياسي للإسلاميين”، ص 89.

[12]– دراسة للدكتور رضوان السيد بعنوان”الأزهر الحاضر والتحديات المستقبلية” من الكتاب رقم 88 لمركز المسبار بدبي بعنوان “الأزهر مرجعية التقليد السنى في أزمنة التغيير” ص 17: 18.

[13] -انظر: الشيخ على جمعة “حكاية الأرهاب”، ص10.

[14] -انظر: الشيخ على جمعة “حكاية الأرهاب” ص7.

[15] -انظر: الشيخ على جمعة “حكاية الأرهاب” ، ص7.

[16] -انظر: الشيخ على جمعة “حكاية الأرهاب” ، ص6.

[17] -انظر: الشيخ على جمعة “حكاية الأرهاب” ، ص9: 10.

[18] – انظر:”مجموعة رسائل حسن البنا”، ، ط: دار الدعوة للطباعة والنشر الطبعة الأولى 2002م ص297: 298.

[19] – انظر:”مجموعة رسائل حسن البنا”،ص297.

[20]-انظر: وهو جزء من حديث طويل عن أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يَمْشِى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَرُسُلِهِ، وَلِقَائِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الآخِرِ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا الإِسْلاَمُ؟ قَالَ:الإِسْلاَمُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وَلاَ تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ…انظر: لأبى عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (المتوفى: 1420هـ)  “مُخْتَصَر صَحِيحُ الإِمَامِ البُخَارِي” ، الرياض، ط: مكتَبة المَعارف للنَّشْر والتوزيع، الطبعة: الأولى، 1422 هـ – 2002 م،ج3، ص246.

[21] – وهو جزء من حديث عبد الله بن عمرو، رضى الله عنه قال: سمِعت رِسول الله يقول: “المسلم منْ سَلم الناسُ من لسانه ويده، والمهاجرُ من هَجر ما نهَّى اللهُ عنه”انظر:”مسند الإمام أحمد بن حنبل” لأبى عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ) تحقق: أحمد محمد شاكر،ج6، ص 463، ط: دار الحديث – القاهرة، الطبعة: الأولى، 1416 هـ – 1995م.

[22] – انظر:”مجموعة رسائل حسن البنا”،ص167.

[23] -انظر القصة كاملة فى: البداية والنهاية ط: دار الفكر (7/ 287)، تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبرين بيروت – الناشر: دار التراث –-الطبعة: الثانية – 1387 هـن(5/ 81 : 83)- وانظر: محمد بن أحمد بن تميم التميمي المغربي الإفريقي، أبو العرب (المتوفى: 333هـ)، المحقق: د عمر سليمان العقيلي “المحن” الرياض – السعودية، الناشر: دار العلوم -، الطبعة: الأولى، 1404هـ – 1984من(ص: 143 : 145).

[24] -انظر القصة كاملة فى: البداية والنهاية ط الفكر (7/ 287)، تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، (5/ 81 : 83) بيروت–الناشر: دار التراث –الطبعة: الثانية – 1387 هـ- ، وكذلك انظر: محمد بن أحمد بن تميم التميمي المغربي الإفريقي، أبو العرب (المتوفى: 333هـ)،، “المحن” (ص: 143 : 145).

[25] -انظر القصة كاملة فى: البداية والنهاية ط: دار الفكر (7/ 287)، تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبرين بيروت – الناشر: دار التراث –-الطبعة: الثانية – 1387 هـن(5/ 81 : 83)- وانظر: محمد بن أحمد بن تميم التميمي المغربي الإفريقي، أبو العرب (المتوفى: 333هـ)، “المحن” (ص: 143 : 145).

[26] – انظر:”مجموعة رسائل حسن البنا”،ص227.

[27] – انظر:”مجموعة رسائل حسن البنا”،ص296.

[28] – انظر:”مجموعة رسائل حسن البنا”،ص296.

[29] “مجموعة رسائل حسن البنا” ص186.

[30]” الغياثي غياث الأمم في التياث الظلم” أبو المعالي الجوينى ، الملقب بإمام الحرمين (المتوفى: 478هـ)،تحقيق: عبد العظيم الديب، ص61، ط: مكتبة إمام الحرمين الطبعة: الثانية، 1401هـ.

[31]أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى: 505هـ)” الاقتصاد في الاعتقاد” ص127،ط: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الأولى، 1424 هـ – 2004 م.

[32] – “الإسلام وأوضاعنا القانونية ” عبد القادر عودة(ص: 142)، ط: المختار الإسلامي للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة: الخامسة، 1397 هـ – 1977م.

[33] انظر: “مجموعة رسائل حسن البنا” ص187، حيث يقول البنا:”إن قعود الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفّرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدي الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف”

[34] – انظر: مجموعة رسائل حسن البنا (138) وص(185: 186) حيث يقول البنا: “إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة، وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء وسينذرون أولاً، وينتظرون بعد ذلك ثم يقدمون في كرامة وعزة، ويحتملون كل نتائج موقفهم هذا بكل رضًى وارتيا”.

[35] – مجموعة رسائل حسن البنا (33)

[36]-” مجموعة رسائل حسن البنا” (297)

[37]-” مجموعة رسائل حسن البنا” (297)

[38] – مجموعة رسائل حسن البنا (4)

[39] -وذلك حسب قوله وتعبيره هو: انظر: ” مجموعة رسائل حسن البنا” (297) وقد جعل شعار الجماعة قوله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ } [لأنفال:60]، وبث في جنوده قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ } “البقرة:216” وقوله: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ } ثم بين الجزاء بعد ذلك: {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }سورة النساء أية:74.

[40] -انظر: أحمد حمزة وتاريخ مجلة لواء الإسلام، موقع إخوان ويكبييديا.

https://www.ikhwan.wiki/index.php?title=%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%AD%D9%85%D8%B2%D8%A9

[41] – مجموعة رسائل حسن البنا (138)

[42] – انظر فى ذلك تفصيلًا: محمود الصباغ”حقيقة التنظيم الخاص ودوره فى دعوة الإخوان المسلمين” ط: دار الإعتصام، ص 69.

[43] – انظر على سبيل المثال على موقع ويكبيديا الإخوان: الإخوان المسلمون أصالة الفكرة واستمرارية المشروع

[44] – انظر فى ذلك تفصيلًا: محمود الصباغ”حقيقة التنظيم الخاص ودوره فى دعوة الإخوان المسلمين” ط: دار الإعتصام، ص 69.

[45] – انظر فى ذلك تفصيلًا: محمود الصباغ”حقيقة التنظيم الخاص ودوره فى دعوة الإخوان المسلمين” ط: دار الإعتصام، ص 69.

[46] – انظر: أحمد عادل كمال”النقاط فوق الحروف” ط: الزهراء للإعلام العربي لسنة 1986م، ص 162: 166، 277.

[47] – محمود الصباغ”حقيقة التنظيم الخاص ودوره فى دعوة الإخوان المسلمين”ص 69.

[48] – محمود الصباغ”حقيقة التنظيم الخاص ودوره فى دعوة الإخوان المسلمين” ص 69.

[49] – “صناعة الموت” عنوان مقال لحسن البنا نشر في مجلة النذير بتاريخ 26 سبتمبر 1936 وقد قال فيه:”أجل.. صناعة الموت؛ فالموت صناعةٌ من الصناعات من الناس من يحسنها فيعرف كيف يموت الموتة الكريمة، وكيف يختار لموتته الميدان الشريف والوقت المناسب، فيبيع القطرة من دمه بأغلى أثمانها، ويربح بها ربحًا أعظم من كل ما يتصوَّر الناس، فيربح سعادة الحياة وثواب الآخرة، ولم تنتقص عن عمره ذرة، ولم يفقد من حياته يومًا واحدًا، ولم يستعجل بذلك أجلاً قد حدَّده الله”

[50] – مجموعة رسائل حسن البنا (116)

[51] – مجموعة رسائل حسن البنا (116)

[52] – مجموعة رسائل حسن البنا (450)

[53] -انظر: مجموعة رسائل حسن البنا (7) إذ يقول تحت عنوان إسلامنا: “اسمع يا أخى: دعوتنا دعوة أجمع ماتوصف به إنها إسلامية.. إلى أن يقول: فإن شاء القارئ أن يفهم دعوة الإخوان بشئ أوسع من كلمة (الإسلامية ) فليمسك بمصحفه وليجرد نفسه من الهوى والغاية ثم يتفهم ما عليه القرآن فسيرى فى ذلك دعوة الإخوان.

[54] – مجموعة رسائل حسن البنا (28)

[55] – مجموعة رسائل حسن البنا (3)

[56] – مجموعة رسائل حسن البنا (3)

[57] – مجموعة رسائل حسن البنا (199)

[58] – مجموعة رسائل حسن البنا (150)

[59] “مجموعة رسائل حسن البنا” ص13.ط:دار الدعوة بالإسكندرية، لسنة 2002م .

[60] انظر بتصرف:”التاريخ السرى لجماعة الإخوان المسلمين مذكرات على عشماوى من قادة التنظيم الخاص”، القاهرة،،ط2: دار الهلال، ص114: 115.

[61] “التاريخ السرى لجماعة الإخوان المسلمين” ص 80: 82 .

[62] – انظر:سيد قطب “معالم فى الطريق”، ط:دار الشروق 1973م، ص 10-.

[63] -انظر الحوار كاملا في مذكرات القرضاوى”ابن القرية والكتاب ملامح سيرة ومسيرة” مصر ،ط:دار الشروق- -ج ص 63 3.

[64] – “ابن القرية والكتاب ملامح سيرة ومسيرة”ج3، ص 63.

[65] -“ابن القرية والكتاب ملامح سيرة ومسيرة” ج3،ص 64.

[66] -انظر تقريريه لذلك  في المعالم حيث يقول: إن الذي يكتب هذا الكلام إنسان عاش يقرأ أربعين سنة كاملة، كان عمله الأول فيها هو القراءة والإطلاع في معظم حقول المعرفة الإنسانية، ما هو من تخصصه وما هو من هواياته، ثم عاد إلى مصادر عقيدته وتصوره. فإذا هو يجد كل ما قرأه ضئيلًا ضئيلًا إلى جانب ذلك الرصيد الضخم – وما كان يمكن أن يكون إلا كذلك – وما هو بنادم على ما قضى فيه أربعين سنة من عمره. فإنما عرف الجاهلية على حقيقتها، وعلى انحرافها، وعلى ضآلتها، وعلى قزامتها..وعلى جعجعتها وإنتفاشها، وعلى غرورها وإدعاءها كذلك !!! وعلم، علم اليقين، أنه لا يمكن أن يجمع المسلم بين هذين المصدرين في التلقي!.” “معالم في الطريق ” ص 131،ط:دار الشروق.

[67] -انظر في وجهة النظر هذه ما قاله كثير من الإخوان تبريرا وتخفيفًا وتعمية منهم على مواقفه، ونشره موقع “إخوان ويكبيدا” المعبر عن جماعة الإخوان من مقالات مثل: أحمد عبد المجيد “سيد قطب بين مؤيديه ومعارضيه”، ومقال: د. محمد عبد الرحمن ” ليس دفاعًا عن الشهيد سيد قطب” ، د. السيد أحمد العاصي” فكرة سيد قطب بعين الإنصاف”

[68] – سيد قطب “معالم في الطريق “، ص 88: 89.

[69] -انظر: زينب الغزالى “أيام من حياتى” ص 51، طبعة الكترونية  مجانية.

[70] – “في ظلال القرآن” بيروت- القاهرة، ط: دار الشروق -الطبعة: السابعة عشر – 1412 هـ،(2/ 1057).

[71] – في ظلال القرآن (2/ 1128)

[72]– في ظلال القرآن (3/ 1217).

[73] – أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (المتوفى: 1420هـ )”مختصر صحيح الإمام البخاري” الرياض، الناشر: مكتَبة المَعارف للنَّشْر والتوزيع، -الطبعة: الأولى، 1422 هـ – 2002 م(1/ 55).

[74]– في ظلال القرآن (3/ 1217).

[75]– في ظلال القرآن(3/ 1256).

[76]– انظر بتصرف: في ظلال القرآن(3/ 1257).

[77]– في ظلال القرآن(3/ 1257).

[78] – انظر: في ظلال القرآن (3/ 1518/ 1519) وهو يؤكد هذا المعنى أيضًا في موضع آخر فيقول: “إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم، قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي! .. هذا النوع من الفقه يأتي في حينه وتفصل أحكامه” انظر: في ظلال القرآن (4/ 2122).

[79] – سيد قطب “معالم في الطريق ” سيد قطب، ص5: 6.

[80] – في ظلال القرآن (4/ 2033).

[81] – سيد قطب، “معالم في الطريق “ص 17: 18.

[82] -” سيد قطب “معالم في الطريق”، ص9.

[83] -“معالم في الطريق ” ص158.

[84] -” سيد قطب “معالم في الطريق (ص: 129)

[85] -“معالم في الطريق ” ص161: 162.

[86]– عبدالله العقيل، “من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة” ط7:دار البشير-لسنة 2008م،ج1 ص48.

[87] – سعيد حوى “جند الله ثقافة وأخلاقا”ط: مكتبة وهبة ص 14.

[88] – د.صادق أمين”الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية”-صناء-ط: مكتبة خالد بن الوليد، ودار الكتب اليمنية،ص 37 : 44.

[89] – سعيد حوى “جند الله ثقافة وأخلاقا”ط: مكتبة وهبة ص 14.

    اقرأ ايضا

    المزيد من المقالات

    مقالك الخاص

    شــارك وأثــر فـي النقــاش

    شــارك رأيــك الخــاص فـي المقــالات وأضــف قيمــة للنقــاش، حيــث يمكنــك المشاركــة والتفاعــل مــع المــواد المطروحـــة وتبـــادل وجهـــات النظـــر مــع الآخريــن.

    error Please select a file first cancel
    description |
    delete
    Asset 1

    error Please select a file first cancel
    description |
    delete