الجنس في الجنّة بين الحقيقة والمجاز

تكوين

ذهب جلّ المفسّرين إلى تمثّل علاقات جنسيّة في الجنّة. فأشاروا إلى النّكاح[1] ومداعبة الكواعب[2]. واعتبر آخرون إلى أن لا وجود لممارسات جنسيّة في الجنّة، وأنّ “المعاملة فيما بين آدم وحواء عليهما السلام فى الجنة كانت من قبيل المؤانسة ولم يكن بينهما مجامعة كما في الدّنيا[3]. وذهب ضرب آخر إلى أنّ الجنس في القرآن ليس سوى صور مجازيّة. وسنستند في هذا المقال إلى لغة القرآن، وإلى كتب التّفاسير لنبحث في أسس الإقرار بوجود ممارسات جنسيّة في الجنّة، وسننظر في دلالاتها وأبعادها وحدودها.

  • الأزواج:

تحيل كلمة “الأزواج” في القرآن على القرين وفق العقد الاجتماعيّ. ويتجسّم هذا المعنى في آيات الأحكام بشكل لافت. أمّا في الآخرة، فقد وردت كلمة الأزواج في سياق ذكر علاقات القرابة الأسريّة: “جنّات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كلّ باب[4]. وليس في هذا الاستعمال ما يشير إلى وجود علاقة جنسيّة. إن هو إلاّ تأكيد بأنّ المرء قد يلتقي بمن صلح من أقربائه في الجنّة.

وظهر التّأويل الجنسيّ انطلاقا من ورود كلمة “أزواج” باعتبارها “هبة” أو “عطيّة” لأهل الجنّة[5]، وهؤلاء الأزواج جزاء لمن دخل الجنّة من المؤمنين. ولأنّ القرآن خاطب الذّكور دون سواهم، فقد ذهب جلّ المفسّرين إلى أنّ هؤلاء الأزواج نساء بالضّرورة. فالطّبري يقول:

“الأزواج جمع زوج، وهي امرأة الرّجل، يقال: فلانة زوج فلان وزوجته”[6].

بل إنّ من المفسّرين من أشار إلى عقد زواج وإلى مهر في الجنّة. فحقّي مثلا يؤكّد “أن الله تعالى جعل مهر حوّاء فى الجنّة عشر صلوات على نبيّنا عليه السّلام وهو لا يتعيّن بدون العقد[7]. ووُسمت هذه الأزواج بأنّها مطهّرة[8]. وإذا كان أصحاب الجنّة في شغل فاكهين هم وأزواجهم[9]، فليكن هذا الشّغل وفق بعض المفسّرين “افتضاض العذارى” أو “افتضاض الأبكار[10].

على أنّ هذا التّصوّر الجنسيّ لأزواج الجنّة يطرح تساؤلات منها:

  • أنّ كلمة “أزواج” تفيد معاني أخرى دون معنى “امرأة الرّجل“. فهي تفيد النّظير المقابل كحديثك عن الليل والنّهار، والأبيض والأسود. وفي هذا يقول الرّازي:

“كلّ ما سوى الله فهو زوج كالفوق والتّحت واليمين واليسار والقدّام والخلف والماضي والمستقبل والذّوات والصّفات والصّيف والشّتاء والرّبيع والخريف”[11].

وقد وردت العبارة مرّات بهذا المعنى في القرآن: “والّذي خلق الأزواج كلّها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون[12]، “سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها ممّا تنبت الأرض ومن أنفسكم وممّا لا يعلمون[13].

وتفيد كلمة “أزواج” أيضا معنى الشّبيه والمثيل. وقد وردت بهذا المعنى في القرآن في سياق الدّنيا والآخرة. فمن أزواج الدّنيا نستحضر قوله تعالى: “ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجا منهم”[14]، وقد فسّرها ابن قتيبة بأنّها تحيل على أصناف من الكفّار إذ الزّوج في اللّغة الصّنف[15]. وإلى نفس المعنى ذهب القرطبي إذ اعتبر الأزواج  في الآية بمعنى الأمثال[16]. ومن أزواج الآخرة نستحضر قوله تعالى: “احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم[17]، والتّزويج هو عند الرّازيأن يقرن الشيء بمثله، والمعنى أن يضمّ كلّ واحد إلى طبقته في الخير والشرّ[18]. ورغم أنّ المفسّرين أشاروا إلى هذه المعاني المختلفة لكلمة “أزواج”، فإنّ تمسّكهم بالمعنى الاجتماعيّ الجنسيّ هو الّذي شاع وانتشر.

  • لم يستطع المفسّرون أن يخرجوا من إسقاط دائرة العلاقات الاجتماعيّة الدّنيويّة على الآخرة. فذهبوا إلى أنّ علاقات “الزّواج” تستمرّ بشكل مّا في الآخرة، بل إنّ بعضهم يسقط الفانتازمات الذّكوريّة الجمعيّة على أزواج الجنّة، فيعتبر أنّ الزّوجة في الجنّة “كلّما أتاها وجدها بكراً، وكلّما رجع إليها عادت إليه شهوته[19].
  • إنّ أزواج الجنّة قد وُصفت أكثر من مرّة في القرآن بأنّها “أزواج مطهّرة“. ومن المفروض أنّ الطّهارة مفهوم رمزيّ ينأى عن الممارسات الحسّيّة، لا سيّما أنّ المفسّرين اعتبروا أزواج الجنّة “مطهّرة من أوساخ بني آدم؛ لا يحضن ولا يتمخّطن ولا يتغوّطن ولا يبلن، فهن سالمات من جميع الأقذار ولا يلدن[20]. وهذا يفيد أنّ الطّهارة لا تتّسق عندهم والإفرازات الجسديّة في الدّنيا. ولكنّها، مع ذلك، سمحت لهم، في مفارقة غريبة، بتصوّر علاقات نكاح حسّيّة تفصيليّة.

وفي مقابل هذه القراءة الجنسيّة لكلمة “الأزواج” وجدنا بعض قراءات تؤوّل الكلمة في معناها الأصليّ أي معنى الشّبيه والشِّكل[21]. فابن عربي يفسّر الأزواج ب”أن تحشر كل نفس إلى ما تجانسه وتشاكله من صنف فصنفت أصنافاً من السّعداء والأشقياء كل مع قرنائه[22]، وعبد القادر الجيلاني يرى أنّ  كلمة “أزواجهم” تعني “نتائج أعمالهم الصّالحة[23]، وأحمد بن عمر يؤوّل الشّغل تأويلا روحانيّا قوامه الاشتغال باللّه تعالى والتّنعّم بنعيم وصاله وتلذّذ مشاهدة جماله والتّصدّر بطالعة جلاله[24].

  • الحور العين:

وردت كلمة “حور” في القرآن أربع مرّات، وكانت دائما موصوفة، وقد وصفت ثلاث مرّات بأنّها “حور عين” ووُصفت مرّة بأنّها “مقصورات في الخيام”[25]. وإذ أُشير إلى الحُور باعتبارها ممّا زُوّجه أصحاب الجنّة، فلا نتعجّب أن تتكرّر هنا أيضا القراءة الجنسيّة للعلاقة بالحور. والرّازي مثلا يشير إلى الاختلاف في وجود عقد التّزويج من الحور[26]. أمّا القشيري فيرى أنّه

“تُباح لهم صُحْبَتُهن، ولا يكون في الجنة عقد تزويج ولا طلاقٌ”[27].

واذ قُرئ التّزويج جنسيّا، فإنّ الحور فُسّرن بأنّهنّ “الزّوجات الحسان[28]، والحور من النساءهنّ النّقيات البياض[29].  وأغرق المفسّرون في الوصف التّفصيليّ إذ أنّ

“أصل الحور البياض والتحوير التبييض…وعين حوراء إذا اشتد بياض بياضها واشتد سواد سوادها، ولا تسمّى المرأة حوراء حتى يكون حور عينيها بياضاً في لون الجسد”[30].”

وأمّا العين فجمع عيناء وهي التي تكون عظيمة العينين من النّساء[31].

واختلف في أنّ الحور من نساء الدنيا أو غيرها[32]. فقد قال أبو هريرة إنّهن ليسوا من نساء الدنيا، واعتبر القرطبي أنّ الحور لسن آدميّات ذلك أنّ “نساء الآدميات من دخل منهنّ الجنة فُضِّلن على الحور العِين بما عملن في الدنيا[33]. أمّا الحسن فذهب إلى أنّهنّ من نساء الدّنيا يكتسبن شكلا جديدا وهيئة مختلفة، بل إنّهن العجائز الدّرد ينشئهن الله خلقاً آخر[34]. وقد قدّم البعض جردا تفصيليّا لزوجات المؤمنين في الجنّة، فـ”عن الصّادق عليه السّلام قال

المؤمن يزوّج ثمان مائة عذراء وألف ثيّب وزوجتين من الحور العين”[35].

وقد وُصفت الحور بأنّهنّ مقصورات في الخيام. وذهب بعض المفسّرين إلى قراءة حرفيّة تجعلهنّ “محبوسات في الخيام لا يخرجن منها[36]. ولعلّ البعض فطن إلى أنّ وجود حبس في الجنّة مزعج، فذكّروا ب”أنّ الخيمة في الجنة من درّة مجوّفة، فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع[37]. والمهمّ في هذا كلّه أنّ الحور لسن بـ”طوّافات في الطّرق[38]. وهذا يضمن أنّهنّ: “قُصِرْن على أزواجهنّ، فلا يبغين بهم بدلاً، ولا يرفعن أطرافهنّ إلى غيرهم من الرّجال”[39]. وقد عبّر جمع من المفسّرين عن “المقصورات في الخيام” بأنّهنّ “عذارى الجنّة[40].

  • لا شيء يدلّ على أنّ الحور نساء من الدّنيا أو من الآخرة. ولا شيء يدلّ على ما ذهب إليه المفسّرون من وجود علاقات جنسيّة مع الحور. فالتّزويج  قد يفيد مجرّد الاقتران شأن اقتران النّفوس بشكلها[41]. وهناك من أقرّ أنّ نفوس المؤمنين تقرن بحور العين، وتقرن نفوس الكفّار والمنافقين بأنفس الشّياطين[42]. أمّا ابن عربي، فقد  قدّم قراءة مجازيّة لا تحدّد موضوع الاقتران وإنّما تشير فقط إلى ما يثيره في النّفس من سرور وفرح: “قرناهم بما فيه قرّة أعينهم واستئناس قلوبهم لوصولهم بمحبوبهم وحصولهم على كمال مرادهم[43]. والحور المقصورات في الخيام هنّ عنده “مخدّرات في حضرات الأسماء بل حضرة الوحدة والأحديّة لا تبرز منها بالانكشاف لمن دونها وليس وراءها حدّ ومرتبة ترتقي إليها وتنظر إلى ما فوقها فهي مقصورة فيها[44].

إقرأ أيضا: بين اللغة والدين والحاجة إلى التأويل

  • أُسقطت المقاييس الجماليّة التّاريخيّة على صور نساء/حور الجنّة، وهذا يظهر في الإطناب في توصيف البياض وكبر العين. بل إنّ كلمة “حور” نفسها تترك مكانها في بعض القراءات القرآنيّة لتوصيف لونيّ دقيق، فقد قرأ عبد الله: “وزوّجناهم بعيس عين” والعيساء: البيضاء تعلوها حمرة[45].
  • ذهب بعض المحدثين إلى تفسير لفظ “الحوربالعنب الأبيض، وإلى تفسير عبارة “المقصورات في الخيام” بأنّ كلّ “ثمرة من هذه الثّمرات لها غلافها الخاص الذي يحميها بما يناسب نوعها وشكلها[46].

وإذا عدنا إلى ابن منظور وجدنا أنّ الحور هو الرّجوع عن الشّيء وإلى الشّيء[47]، وهو ما ذهب إليه الطّوسي:

“حورته أي بيضته من حار يحور أي رجع إلى الحالة الأولى كما يرجع إلى حال الأبيض”[48].

وهنا يمكن أن نتساءل ألا يمكن أن يُعنى ب”زوّجناهم بحور عين“، اتّصال النّفس بالرّوح، وعودة الرّوح إلى حالها الأولى في الجنّة؟ وهو ما ذهب إليه بعض المفسّرين لقوله تعالى: “وإذا النّفوس زوّجت؟[49].

  • قاصرات الطّرف:

وردت عبارة “قاصرات الطّرف” في القرآن ثلاث مرّات[50]. وقد رأى جلّ المفسّرين أنّ “قاصرات الطّرفهنّ نساء قصرن نظرهنّ على أزواجهم. هذا ما يثبته الطّبري:

هنّ النّساء اللّواتـي قَصَرْن أطرافهنّ علـى بُعُولتهنّ، لا يُرِدْن غيرهم، ولا يَـمْدُدْن أبصارهنّ إلـى غيرهم[51].

وهو ما يؤكّده الرّازي:

“والمعنى أنّهن يحبسن نظرهن ولا ينظرن إلى غير أزواجهنّ”[52].

وعلاوة على قصر البصر على الزّوج، فإنّ لهؤلاء النّسوة ثلاث سمات.

  1. هنّ عِين كأنّهنّ بيض مكنون أوّلا
  2. وهنّ أتراب ثانيا
  3. ولم يطمثهنّ إنس ولا جان ثالثا.

فأمّا العِين، فهي وفقهم “الـمرأة الواسعة العين عظيـمتها، وهي أحسن ما تكون من العيون[53]. والتّشبيه بالبيض المكنون يحيل على لون هؤلاء النّسوة، وهو “بياض يشوبه قليل من الصفرة“، و”كان هذا اللّون في غاية الحسن والعرب كانوا يسمّون النّساء بيضات الخدور[54].

وأمّا “الأتراب“، فتحيل، لدى المولعين بالتّفسير الحسّيّ لمتع الجنّة، إمّا على نساء في مثل سنّ أزواج المؤمنين: “أسنانهم كأسنانهنّ[55]، أو على “كون الجواري أتراباً” أي إنّهنّ في نفس السّنّ[56]. وأمّا أنّه “لم يطمثهنّ إنس ولا جان” فقد اختلف فيه بين اللّمس وبين الافتضاض. ويؤكّد المفسّرون أنّ “الافتضاض …هو النكاح بالتَّدْمِيَة”[57]، ويؤكّد الفرّاء المسألة باعتماد القصر، فالطّمث “لا يكون إلاّ بتدمية[58].

إقرأ أيضا: الإجماع النصي والإجماع الإجتهادي مقاربة معرفية

على أنّ هذا التّصوّر الجنسيّ لقاصرات الطّرف العين كأنّهنّ بيض مكنون، وللأتراب الّلواتي لم يطمثهنّ إنس ولا جان، يطرح بدوره بعض تساؤلات:

  • ليس في عبارة “قاصرات الطّرف” في ذاتها ما يحيل على نساء “منكوحات” بالضّرورة. صحيح أنّ الاستعمال مؤنّث، ولكنّ المؤنّث قد يستعمل لجمعٍ غير سالم، ومن ذلك أنّ ابن عمر قد ذهب مثلا إلى أنّ قاصرات الطّرفصور حسنة خالدة من صور الأعمال الصّالحة[59]. وقرأها ابن عربي باعتبارها:

” من الأزواج القدسيّة وما في مراتبهم من النّفوس الفلكيّة والإنسيّة”[60].

  • إنّ تأكيد المفسّرين على أنّ “قاصرات الطّرف” يقصرن نظرهنّ على أزواجهنّ، يكشف عن الخوف الجمعيّ الدّفين من أن تنظر المرأة إلى رجل آخر. وهو ما يكاد يصرّح به ابن زيد إذ يقارن هؤلاء “النّسوة” بنساء الدّنيا: “لا ينظرن إلا إلـى أزواجهنّ، قد قَصَرْن أطرافهنّ علـى أزواجهنّ، لـيس كما يكون نساء أهل الدّنـيا[61]. ويجد هذا الكلام صدى فيما أسلفناه عن الحور “المقصورات في الخيام“، وفانتازم سجنهنّ وحبسهنّ بل تأكيد عدم خروجهنّ من الحبس أبدا[62].
  • البيض المكنون هو لون النّساء “المفضّل” لدى العرب[63]، و”الـمرأة الواسعة العين عظيـمتها…أحسن ما تكون من العيون[64]. واضح أنّ في هذا التّفسير ضربا من إسقاط مقاييس جماليّة تاريخيّة على نساء الجنّة بما يعبّر عن خيالات المفسّرين الجنسيّة أكثر من تعبيره عن “واقع” الجنّة.
  • ويتأكّد هذا الإسقاط الدّنيويّ على الجنّة من خلال المعجم اللّغويّ الّذي اعتمده المفسّرون. فالرّازي يشير إلى جواري الجنّة[65]، وحقّي يشير إلى أنّهنّ لا يظهرن لغير المحارم[66] وابن كثير يُحدّث عن الحلائل[67]. فكأنّ صنف الجواري ومنظومة المحارم والحلائل تستمرّ في الجنان. بل إنّ القفّال يقرّ بأنّ السّبب في اعتماد صفة الأترابأنّهن لمّا تشابهن في الصّفة والسّنّ والحلية كان الميل إليهنّ على السّوية، وذلك يقتضي عدم الغيرة[68]. إنّ القفّال يستبق غيرة النّساء من بعضهنّ بعضا، ويتصوّر أنّ سياق علاقات الجنّة يمنع ذلك ويحمي الرّجال من مشاكل الغيرة الممكنة. واللّطيف أنّ ابن عربي ينسف هذا التّمثّل كلّه إذ ذهب إلى أنّ كلمة “أتراب” لا علاقة لها بتحديد عمريّ وإنّما هي تشير إلى التّساوي في الرّتب بين “الأزواج القدسيّة وما في مراتبهم من النّفوس الفلكيّة والإنسيّة[69].
  • أكّد المفسّرون أنّ الطّمث هو الافتضاض والتّدمية، والحال أنّ الأصل اللّغوي لجذر: “ط،م،ث” لا علاقة له بالافتضاض. فهو يفيد معنى أوّل هو: ” عقل”. قال الخليل:طمثت البعير طمثا إذا عقلته[70]. ويفيد “ط،م،ث” معنى ثانيا حسّيّا هو “مسّ“. “قال الشّيباني الطمث في كلام العرب المسّ، ويقال ما طمث هذه الناقة حبل قطّ أي ما مسّها[71]. وهذا يدعونا إلى التّساؤل عن كيفيّة المرور من المسّ إلى التّدمية. أمّا القراءة المجازيّة للطّمث فممكنة، ذهب إليها ابن عربي إذ جعل غياب الطّمث صورة عن تقدّس الذّوات وامتناع اتّصال النّفوس المنغمسة في الأبدان بها[72].
  • كواعب أتراب:

جاء في الآيات 31 و32 و33 من سورة النّبإ قوله تعالى: “إنّ للمتّقين مفازا-حدائق وأعنابا-وكواعب أترابا“. وقد رأى جلّ المفسّرين أنّ الكواعب هنّ النّساء النّواهد، و”هي من لم تسقط ثديها لصغر[73]. والطّبري يؤكّد أنّ: “الكاعب هي “الّتي قد نهدت وكَعَّب ثديها[74]. ومرّ المفسّرون من الإطناب في الحديث عن الافتضاض والتّدمية إلى توصيف الأثداء. فالجيلاني يقول: “كَوَاعِبَ نواهد، استدارة ثديهن مثل الرّمّان[75]، وحقّي يفصّل: “يقال فلك ثدى الجارية تفليكا اى استدار كلفكة المغزل ويقال لهنّ النّواهد جمع ناهد وناهدة وهى المرأة كعب ثديها وبدا للارتفاع[76]. وهذه القراءة الحسّيّة تطرح بدورها بعض تساؤلات:

  1. يعود المفسّرون عند تفسير الكواعب إلى الحديث عن العذارى في هوس واضح بمسألة العذريّة. فحقّي يؤكّد أنّ الكواعب هنّ “نساء عذارى فلكت ثديهن أي استدارت وصارت كالكعب فى النّتوء[77].
  2. يواصل المفسّرون إسقاط تصوّرات الدّنيا على صورة الجنّة. فالكواعب هنّ لدى التّستري: “الجواري القينات”[78]. والقيان صنف مخصوص من الجواري وظيفتهنّ التّرفيه. والحال أن لا شيء في العبارة القرآنيّة يشير إلى جوار أو قيان أو سواهنّ.
  3. كلمة “كواعب” من جذر “ك،ع،ب”، وهو يحيل على معان مختلفة منها العلوّ بالمعنى العامّ، وفي غير علاقة مع النّهود. وهذا ما ذهب إليه ابن عربي إذ يعتبر أنّ الكواعب هي ما علا “من صور آثار الأسماء في جنّة الأفعال[79]. ويحيل جذر “ك،ع،ب” على الشّرف، وهو ما ذهب إليه أحمد بن عمر إذ اعتبر أنّ “كواعب أترابا” تفيد “علوماً مطهّرة عن مسّ أحد غيره[80].

الخلاصة

ممّا سبق، يتّضح أنّ القرءاة الجنسيّة لمتع الجنّة هي الّتي طغت وسادت، أمّا القراءة المجازيّة فعزّت وندرت. وقد سعى المفسّرون إلى جنسنة بعض أوصاف الجنّة بدقّة وتفصيل قائمين على إسقاط تمثّلات المخيال الجمعيّ التّاريخيّ على النّصّ القرآنيّ. فمن ذلك:

  • تصوّر أنّ أهل الجنّة هم رجال يُجازَون بالنّساء، وهذا اندراج في التّصوّر القروسطيّ الّذي يعدّ الذَّكَر البالغ طراز الإنسان ولا يعدّ المرأة ذاتا بل مجرّد موضوع عموما ومجرّد موضوع جنسيّ خصوصا. ومن وجوه ذلك استغراب البعض من استعمال عبارة: “وزوّجناهم” مؤكّدين “أنه لا يقال: زوّجته بامرأة”[81].
  • إسقاط العلاقات الدّنيويّة على علاقات الجنان. فمن ذلك قراءة الأزواج في معناها الدّنيويّ المباشر، وتصوّر استمرار “مؤسّسة” الزّواج في الجنّة. ومن ذلك تفسير النّساء “الأتراب” بتجنّب الغيرة بينهنّ في إحالة واضحة إلى ما شاع من تمثّلات جمعيّة حول علاقات الضّرائر بعضهنّ ببعض.
  • الهوس بالعذريّة وتفصيل عمليّات التّدمية والافتضاض، وابتداعها حتّى في حال غياب أيّ سند نصّيّ ممكن. فلا شيء يدلّ على أنّ “الشّغل” في الجنان هو افتضاض الأبكار، و”الطّمث” الّذي يفيد المسّ يغدو تدمية. والأطرف أنّ المفسّرين ينزعجون ممّن ينفي هذا العنصر الجوهريّ من عناصر متع الجنّة. فقد ورد في تفسير ابن كثير: “وقال ابن عبّاس رضي الله عنهما في رواية عنه: “شُغُل فَـٰكِهُونَ” أي: بسماع الأوتار، وقال أبو حاتم: لعلّه غلط من المستمع، وإنما هو افتضاض الأبكار[82]. كيف يجرؤ أبو حاتم على إنكار فانتازم الفحولة الجوهريّ المتمثّل في طمأنة الرّجل إلى أنّه الأوّل دوما؟ كيف يجرؤ على تغيير متعة الفحولة الأنطولوجيّة بمجرّد “سماع للأوتار”؟ وأين هذا من ذاك؟ لعلّ ميزة الجنان أكبر، إنّها تمنح الرّجل طمأنة أكبر إذ تسمح له بالتّأكّد من أسبقيّته في النّكاح كلّ مرّة، فهؤلاء النّساء يرجعن أبكارا بعد العلاقة الجنسيّة.
  • وليس تأويل قاصرات الطّرف بالنّساء اللّواتي ينظرن إلى الزّوج وحده، سوى ضرب آخر من ضروب طمأنة الذّكورة الهشّة[83]. وهكذا تكتمل صورة المرأة المثاليّة في الجنان: هي امرأة فائقة الجمال، لم تعرف رجلا قبل زوجها، ولن تعرف رجلا بعده. وهي بكر دوما مهما “جامعها” زوجها، وهي لا تغار من نظيراتها مهما بلغ عددهنّ وحسنهنّ وجمالهنّ وارتفاع نهودهنّ.

إنّ التّأويل الحسّيّ لمتع الجنّة الجنسيّة يكشف عن فانتازمات الذّكور النّفسيّة، ويعبّر عن القراءة الدّنيويّة لمتع الآخرة. وبغضّ الطّرف عن انزعاج بعض المحدثين من القراءات الجنسيّة لمتع الجنّة، فإنّ من المشروع التّساؤل: هل صوّر القرآن متع الجنّة حسّا أم مجازا؟

إقرأ أيضا: الناسخ والمنسوخ في حقل الدلالة والتأويل

لا شكّ أنّ في لفظ القرآن ما يسمح بالذّهاب إلى تآويل جنسيّة حسّية، ولكن ليس فيه ما يقطع بهذه التّأويلات. فالقرآن لم يشر البتّة إلى “نساء” أو “جوار” في الجنّة، ولكنّه أورد أوصافا قابلة لتآويل شتّى شأن “قاصرات الطّرف” و”أتراب” و”عين” و”كواعب”. وهذا ما يدعونا إلى أن نقرأ متع الجنّة بين الحقيقة والمجاز قراءتين تفتحان على نتيجة نتبنّاها ونؤمن بها.

  • القراءة الأولى تعدّ بعض المتع في الجنّة جنسيّة حسّيّة. وهذه القراءة تروق لمن يقتصر تمثّلهم للمتع على بعدها المادّيّ الملموس. وهو ما يجعل بعضهم يُلهم نفسه صبرا على شحّ علاقاته الجنسيّة في الدّنيا أو على عدم الرّضا عنها بما سيحصل عليه في الآخرة من متع تتلاءم مع بعض الفانتازمات الذّكوريّة الشّائعة. واستندت بعض التّيّارات التّكفيريّة إلى هذه القراءات لإغراء جموع من الشّباب بقتل “الآخر المختلف” طمعا في الحصول على الحور العين في الجنّة.
  •  القراءة الثّانية تقرّ بوجود متع جنسيّة في الجنّة على أن تتضافر عليها متع روحانيّة. وهذه القراءة تجعل أهل الجنّة ثلاثة أصناف،
  1. الصّنف الأوّل مؤمنون تُحقّق الجنّة لذّةً لبعدَيْهم المادّيّ والرّوحانيّ. فالقشيري مثلا يؤكّد أنّ “الأرزاق تختلف في الجنّة، فللأشباحِ رِزْقٌ من مطعومِ ومشروب، وللأرواحِ رزقٌ من سماعٍ وشهود، ولِكلٍّ- على قَدْرِ استحقاقه – قِسْطٌ معلوم[84].
  2. والصّنف الثّاني مؤمنون يُنعم الله تعالى عليهم بأن يذوقوا المتع الحسّيّة، ولكنّهم يتجاوزونها إلى نشدان وجه الله وحده. ف”كما أنّهم في الدّنيا مُختَطَفُون عن كلِّ العلائق فإنهم في الآخرة تطمع الحورُ العينُ في صحبتهم فيَسْتلبهم الحقُّ عن كلِّ شيء”[85].
  3. أمّا الصّنف الثّالث، فلا تعنيهم المتع الحسّيّة أصلا، وإنّما هم ينشدون المتع الرّوحانيّة وأساسها مشاهدة الله تعالى والتّنعّم بصحبته. فكأنّ المتع الحسّيّة هي في هذا المستوى ما ظاهره مغر لعموم النّاس، وما باطنه خسارة للمتعة الكبرى بمناجاة وجه الحبيب الأوحد. فقد قرئ عند الشّبلي قوله: “إنّ أصحابَ ٱلجنّة ٱليوم في شغل فاكهون” فشهق شهقة وغاب فلما أفاق قال: فإنهم مساكين لو علموا أنهم عمّا شُغلوا لهلكوا”[86].

وهنا، تغدو صورة الجنّة مختلفة باختلاف الأشخاص، فكأنّ كلّ إنسان يجد ما ينشده وما يرغب فيه. مَنْ نشد المتع الحسّيّة أجيب إليها، ومن نشد المتع الرّوحانيّة أجيب إليها.

“والتّحقيق أن شغل أهل الجنة مختلف، فمنهم مَن هو مشتغل بنعيم الأشباح، من حور، وولدان، وأطعمة، وأشربة، على ما يشتهي، ومنهم مَن هو مشتغل بنعيم الأرواح، كالنظر لوجه الله العظيم، ومشاهدة الحبيب، ومناجاة، ومكالمات، ومكاشفات، وترقيات في معاريج الأسرار كل ساعة”[87].

ويميّز بعض المتصوّفة في هذا المستوى بين جنّة الزّخارف وجنّة المعارف[88]. فإذا كان عموم النّاس يرجون جنّة اللّذائذ الحسّيّة المادّية، فإنّ قلّة من البشر يرجون وجه الله لا سواه، إنّ هؤلاء “في الجنّة لكنّهم ليسوا في أَسْرِ الجنة، بل تحرروا من رِقِّ كل مُكَوَّن[89].

  • إنّنا نعتبر أنّ البحث في متع الجنّة من منظور الحقيقة والمجاز هو في ذاته إسقاط لمقولات الدّنيا على الآخرة. والنّاظر في القرآن لا يمكن أن يغفل قوله تعالى:

“فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون”[90].

وهذه الآية صريحة في الإقرار بجهل البشر جميعا بسمات جزاء الجنّة. ومن هنا يغدو كلّ بحث في التّفاصيل وكلّ نقاش في الدّقائق وكلّ خلاف حول معنى الحور أو الكواعب أو قاصرات الطّرف جدلا ذهنيّا لا يجزم بشيء.

إنّ الجنّة هي للمؤمن بها “ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر[91]. وليس كلّ ما ورد من تجسيم لغويّ قرآنيّ للجنّة سوى تمثيل، وهو ما يقرّ به القرآن نفسه: “مثل الجنّة الّتي وُعد المتّقون…[92].

ومشروع أن نتساءل، إذا كانت الجنّة ممّا لا يمكن إدراكه، فلماذا أوغل القرآن في تفاصيل المتع القابلة للتّأويل جنسيّا؟ ولماذا تمثيلها بشكل يلائم الفانتازمات الجمعيّة؟

لعلّ السّؤال الثّاني يحمل بعض بذور الإجابة عن السّؤال الأوّل. فقد يكون قبول ألفاظ القرآن لتأويلات جنسيّة حسّية ضربا من ضروب التّرغيب أو التّقريب. فأمّا التّرغيب، فهو يتّجه نحو أشخاص مشدودين إلى الأبعاد الحسّية عاجزين عن الارتقاء منها إلى مستويات أسمى، وهو ما عبّر عنه إخوان الصّفاء بأنّ الله وصف الجنّة “أوصافا جسمانيّة على قدر طاقة القوم”[93]. وأمّا التّقريب، فأساسه تصوير متع دنيويّة يعرفها المتقبّل ويحبّها، ويمكنه أن يقيس عليها. والتّرغيب والتّقريب كلاهما يخاطبان مخيالا جمعيّا مخصوصا. وفي الآن نفسه، يكون عدم قطع القرآن بوجود اللّذائذ الجنسيّة ممّا يفتح الباب لقراءات أخرى يجنح إليها من ارتقت نفوسهم وصفت أرواحهم، ممّن تجاوزوا الطّمع في متع الحسّ نحو الشّوق إلى متع الرّوح. وهكذا يخاطب القرآن جميع النّاس باختلاف خصائصهم وطموحاتهم وأحلامهم. وهو ما عبّر عنه إخوان الصّفاء بقولهم:

“وإنّما خاطب كلّ طائفة من النّاس بحسب عقولهم ومراتبهم في المعارف والفهوم”[94].

 

المراجع:

[1]  “لمّا ذكر الله تعالى صفة مشروبهم ذكر عقيبه صفة منكوحهم”، تفسير الفخر الرّازي في “مفاتيح الغيب” للآية 48 من سورة الصّافات.

[2]  تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 55 من سورة يس.

[3]  تفسير إسماعيل حقي في “روح البيان في تفسير القرآن”، للآية 54 من سورة الدّخان.

[4]  الرّعد، 23

[5]  انظر مثلا: البقرة، 25-النّساء، 57- يس، 56

[6]  تفسير أبي جرير الطّبري في “جامع البيان في تفسير القرآن” للآية 25 من سورة البقرة 25.

[7]  تفسير “روح البيان في تفسير القرآن” للآية 54 من سورة الدّخان.

[8]  البقرة، 25

[9] “إنّ أصحاب الجنّة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم على الأرائك ينظرون” يس، 55.

[10]  تفسير “جامع البيان في تفسير القرآن” للآية 55 من سورة يس.

[11]  تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 12 من سورة الزّخرف.

[12]  الزّخرف، 12.

[13]  يس، 36.

[14]  طه، 131.

[15]  تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 131 من سورة طه.

[16]  تفسير القرطبي في “الجامع لأحكام القرآن” للآية 131 في سورة طه.

[17]  الصّافّات، 22.

[18] تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 7 من سورة التّكوير.

[19]  تفسير “الجامع لأحكام القرآن” للآية 55 من سورة يس.

[20]  تفسير ابن أبي طالب في “تفسير الهداية إلى بلوغ النّهاية” للآية 25 من سورة البقرة.

[21]  تفسير أحمد بن عمر في “التّأويلات النجميّة في التّفسير الإشاريّ الصّوفيّ” للآية 56 من سورة يس.

[22]  تفسير ابن عربي للآية 7 من سورة التّكوير.

[23]  تفسير عبد القادر الجيلاني للاية 56 من سورة يس.

[24]  تفسير “التّأويلات النجميّة في التّفسير الإشاريّ الصّوفيّ” للآية 56 من سورة يس.

[25]  “حور مقصورات في الخيام” الرّحمان، 72- “كذلك وزوّجناهم بحور عين” الدّخان، 54- “على سرر موصوفة وزوّجناهم بحور عين” الطّور، 20- “وحور عين” الواقعة، 22.

[26]  تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 54 من سورة الدّخان.

[27]  تفسير القشيري في “لطائف الإشارات” للآية 54 من سورة الدّخان.

[28]  تفسير ابن كثير في “تفسير القرآن العظيم” للآية 54 من سورة الدّخان.

[29]  تفسير “جامع البيان في تفسير القرآن” للآية 54 من سورة الدّخان.

[30]  تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 54 من سورة الدّخان.

[31]  السّابق.

[32]  تفسير البيضاوي في “أنوار التّنزيل وأسرار التّأويل” للآية 54 من سورة الدّخان.

[33]  تفسير “الجامع لأحكام القرآن” للآية 54 من سورة الدّخان.

[34]  تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 54 من سورة الدّخان.

[35]  تفسير الفيض الكاشاني في “الصّافي في تفسير كلام الله الوافي” للآية 54 من سورة الدّخان.

[36]  تفسير “جامع البيان في تفسير القرآن” للآية 72 من سورة الرّحمان.

[37]  السّابق.

[38]  السّابق.

[39]  السّابق.

[40]  السّابق.

[41]  تفسير ابن عجيبة في “البحر المديد في تفسير القرآن المجيد” للآية 7 من سورة التّكوير.

[42]  “تفسير الهداية إلى بلوغ النّهاية” للآية 7 من سورة التّكوير.

[43]  تفسير ابن عربي للآية 54 من سورة الدّخان.

[44]  تفسير ابن عربي للآية 72 من سورة الرّحمان.

[45]  تفسير جار الله الزّمخشري في “الكشّاف عن حقائق التّنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التّأويل” للآية 72 من سورة الرّحمان.

[46]  راجي العوادي، حور العين بتفسير لغويّ، ثمرة فاكهة أم حسناء فاتنة؟

مقال إلكتروني: https://kitabat.com/

[47]  لسان العرب، جذر: ح،و،ر

[48]  تفسير الطّوسي في “التّبيان الجامع لعلوم القرآن” للآية 72 من سورة الرّحمان.

[49]  تفسير البقلي في “عرائس البيان في حقائق القرآن” للآية 7 من سورة التّكوير.

[50]  “وعندهم قاصرات الطّرف عين” الصّافّات، 48- “وعندهم قاصرات الطّرف أتراب” ص، 52- “فيهنّ قاصرات الطّرف لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جان” الرّحمان، 56.

[51]  تفسير “جامع البيان في تفسير القرآن” للآية 48 من سورة الصّافات.

[52]  تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 48 من سورة الصافات.

[53]  تفسير “جامع البيان في تفسير القرآن” للآية 48 من سورة الصّافات.

[54]  تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 49 من سورة الصافات.

[55]  تفسير “البحر المديد” وتفسير “الكشّاف” للآية 52 من سورة ص.

[56]  تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 52 من سورة ص.

[57]  تفسير “جامع البيان في أحكام القرآن” للآية 56 من سورة الرّحمان.

[58]  “تفسير الهداية إلى بلوغ النّهاية” للآية 56 من سورة الرّحمان.

[59]  تفسير “التّأويلات النجميّة في التّفسير الإشاريّ الصّوفيّ” للآية 56 من سورة الرّحمان.

[60]  تفسير ابن عربي للآية 52 من سورة ص.

[61]  تفسير “جامع البيان في تفسير القرآن” للآية 48 من سورة الصافات.

[62]  السّابق، تفسير الآية 72 من سورة الرّحمان.

[63]  تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 49 من سورة الصافات.

[64]  تفسير “جامع البيان في تفسير القرآن” للآية 48 من سورة الصافات.

[65]  تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 52 من سورة ص.

[66]  تفسير “روح البيان في تفسير القرآن” للآية 54 من سورة الدّخان.

[67]  “تفسير القرآن العظيم” للآية 56 من سورة يس.

[68]  تفسير “مفاتيح الغيب” للآية 52 من سورة ص.

[69] تفسير ابن عربي للآية 52 من سورة ص.

[70]  ابن فارس، معجم مقاييس اللّغة.

[71]  السّابق.

[72]  تفسير ابن عربي للآية 56 من سورة الرّحمان.

[73]  تفسير “البحر المديد في تفسير القرآن المجيد” للآية 33 من سورة النّبإ.

[74]  تفسير “جامع البيان في تفسير القرآن” للآية 33 من سورة النّبإ.

[75]  تفسير الجيلاني للآية 33 من سورة النّبإ.

[76]  تفسير “روح البيان في تفسير القرآن” للآية 33 من سورة النّبإ.

[77]  السّابق.

[78]  تفسير التّستري للآية 33 من سورة النّبإ.

[79]  تفسير ابن عربي للآية 33 من سورة النّبإ.

[80]  تفسير “التّأويلات النجميّة في التّفسير الإشاريّ الصّوفيّ” للآية 33 من سورة النّبإ.

[81] تفسير الشّوكاني في “فتح القدير” للآية 54 من سورة الدّخان.

[82]  “تفسير القرآن العظيم” للآية 55 من سورة يس.

[83]  لمفهوم “الذّكورة الهشّة” راجع:

Elisabeth Badinter, XY de l’identité masculine, Odile Jacob, Paris 1994.

[84]  تفسير القشيري للآية 60 من سورة مريم.

[85]  السّابق، تفسير الآية 54 من سورة الدّخان.

[86]  تفسير “التّأويلات النجميّة في التّفسير الإشاريّ الصّوفيّ” للآية 56 من سورة يس.

[87]  السّابق.

[88]  السّابق، تفسير الآية 60 من سورة مريم.

[89]  تفسير القشيري للآية 127 من سورة الأنعام.

[90]  السّجدة، 17.

[91]  الحديث وارد في الصّيغة التّالية ” أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر”، انظر صحيح البخاري، بيروت، دار صادر، ج3، ص863.

[92]  محمّد، 15.

[93]  انظر: فراس السّوّاح، طريق إخوان الصّفاء-المدخل إلى الغنوصيّة الإسلاميّة، مؤسّسة هنداوي، ص206.

[94]  السّابق، ص206.

إقتباسات

اقرأ ايضا

المزيد من المقالات

مقالك الخاص

شــارك وأثــر فـي النقــاش

شــارك رأيــك الخــاص فـي المقــالات وأضــف قيمــة للنقــاش، حيــث يمكنــك المشاركــة والتفاعــل مــع المــواد المطروحـــة وتبـــادل وجهـــات النظـــر مــع الآخريــن.

error Please select a file first cancel
description |
delete
Asset 1

error Please select a file first cancel
description |
delete