تكوين
عبر تاريخها الطويل شهدت الحضارة العربية الإسلامية ظهور عديد من الفرق العقائدية والسياسية والفكرية، تنازعت تلك الفرق على ادعاء احتكار النسخة الأصلية من الإسلام، وزعم أصحاب كل فريق أنهم يُمثلون “الفرقة الناجية” المُشار إليها في الحديث الشهير المنسوب إلى النبي[1]، في الوقت ذاته رَمت كل فرقة الفرق الأخرى بالبدعة والكفر والخروج عن التعاليم الأرثوذكسية القويمة، الأمر الذي تسبب في غياب التسامح ونشر الروح الإقصائية في عديد من الفترات التاريخية.
وَفق السرديات التقليدية المُتخيلة الرائجة في الأوساط الثقافية/الشعبية لدى كل فرقة، فإن أفكار هذه الفرقة ذات مصدر إلهي لا يُمكن التشكيك في صحته، لأنها -أي الفرقة- هي النموذج الأمثل والأكثر كمالًا لتطبيق الإسلام الصحيح، يخالف ذلك الاعتقاد أبسط مبادئ علوم التاريخ والسوسيولوجيا والتي تؤكد أن الأفكار العقائدية والمذهبية إنما خضعت -عبر الزمن- لعوامل الأخذ والرد والإضافة والتعديل والتفاعل والاشتباك مع غيرها من الأفكار، من هنا لا يُمكن الحديث عن أفكار مذهبية ثابتة أصيلة إلهية المصدر بقدر ما يمكن القول إن: تلك الأفكار قد تكونت من طريق مجموعة كبيرة من التفاعلات المرنة مع الواقع المُعاش، وما صاحبه من سياقات سياسية واقتصادية واجتماعية، بما يتقارب مع أطروحات الديالكتيك الصاعد الذي يُكونُ فيه الواقع الفكرة ويصيغها، في هذه السلسلة سوف نعمل لاستعراض تاريخ الفرق الإسلامية، لنرى كيف ظهرت في بادئ الأمر، والطريقة التي تكونت بها عبر السنين، إلى أن نضجت وأخذت صورتها النهائية المعتمدة.
يزيد بن معاوية وولاية العهد
تُوفي الحسن بن علي بن أبي طالب في سنة 50ه، وخلفه شقيقه الحسين في قيادة وزعامة المعسكر العلوي، وعمومًا نستطيع القول إن: العلاقة بين الحسين ومعاوية كانت هادئة ومستقرة بصورة إجمالية، ولكن حدث تغير مهم في صورة تلك العلاقة حينما عيَّنَ معاوية بن أبي سفيان ابنه يزيدًا وليًّا للعهد في عام 56ه/ 676م، يتفقُ المؤرخون أن هوى معاوية كان في تنصيب ابنه ليكون خليفة من بعده على المسلمين، وأنه لمَّا حسَّنَ بعض ولاته ورجال دولته تلك الفكرة له، استقر عزمه عليها وعمل لأخذ البيعة ليزيد من الأمصار والولايات المختلفة، حتى يُمهد الأمر له في حياته ([2]).
من المؤكد أن مسألة مُبايعة يزيد بن معاوية بولاية العهد قد احتوت على مخالفة ظاهرة وصريحة لشروط الاتفاق الذي عُقد بين الحسن ومعاوية في 41ه، فقد عرضنا من قبل لبنود الاتفاق وبَيَّنَّا أن أكثر الروايات والنصوص قد نصت صراحةً على أن يُختار خليفة معاوية بواسطة الشورى التي يشترك فيها أهل الحِل والعَقد من المسلمين، كما أن هناك مجموعة قليلة من الروايات، التي نَصَّت على أن يكون أمر الخلافة بعد معاوية للحسن بن علي أو لأخيه الحسين، وفي كلتا الحالتين كان من الطبيعي أن يرفض الحُسين أمر بيعة يزيد، ذلك أن يزيدَ وقت أخذ البيعة له لم يكن عمره قد تعدى الثلاثين عامًا([3])، كما كانت تلاحقه في الوقت نفسه كثيرٌ من الأخبار التي تعرض بسوء خلقه ورعونته واستهانته بالمحرمات وحدود الدين، حتى أن كثيرًا من الروايات التاريخية قد وصفته بالفسق صراحةً([4])، ولم يقتصر الرفض على الحسين وحده، بل شاركه فيه عدد من الصحابة الذين عاصروا تلك الحقبة الزمنية، فقد رأوا في أنفسهم الأهلية الكافية لتبوؤهم منصب ولاية العهد فأعلنوا عن رفضهم لولاية يزيد، كما أنهم رفضوا أن تتجه الخلافة إلى مسار التوريث، وأن تُحصر في أسرة واحدة حاكمة ومسيطرة، وهو الأمر الذي كان متوافقًا مع طبيعة العرب وتقاليدهم في ذلك الوقت، أمام رفض هؤلاء لولاية يزيد، اضطر معاوية لتهديد بعضهم بالقتل إن لم يوافقوا على بيعة ابنه، أو إن أعلنوا رفضهم أمام الناس والعامة.
وكان أهم من عارض معاوية في ذلك الأمر، كُلًّا من “الحسين بن علي، عبد الله بن الزبير، عبد الله بن عمر، عبد الرحمن بن أبي بكر”. وتتضافر كثير من الروايات التاريخية التي تُبين تهديد معاوية لهم، في أثناء حضوره للمدينة لأخذ البيعة ليزيد من أهلها ([5])، كما أن هناك عددًا من الروايات التي تُبين كيف أن معاوية كان يعرف بأن معارضة هؤلاء النفر من الصحابة، سوف تظهر وتتكشف للعلن مرة أخرى بُعيد وفاته، ولذلك فقد قدَّمَ النصائح لابنه في كيفية التعامل مع كل رجل من الرجال الأربعة ([6]).
وفاة معاوية وخلافة يزيد
تُوفي معاوية بن أبي سفيان عام 60ه/ 680م، وكان من الطبيعي أن يعمل يزيد للإسراع في أخذ البيعة لنفسه من مختلف الولايات والأمصار الإسلامية، في محاولة لإقرار خلافته وتثبيت دعائمها وفرضها بوصفها أمرًا واقعًا على معارضيه، في ذلك الوقت كان زعماء المعارضة يتمثلون في ثلاثة رجال وهم: الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر ([7])، وأرسل يزيد إلى عامله في المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، يأمره في أخذ البيعة له من الحسين وابن الزبير على وجه التحديد.
فورَ ورود الأمر للوليد فأنه سارع في استدعاء مروان بن الحكم وتشاور معه في المسألة، واتفقا على أن يُرسلا إلى الحسين أن يأتي إليهما دون أن يُشيعا خبرَ وفاة معاوية بن أبي سفيان، وعندما عرف الحسين بأمر استدعائه لمقابلة والي المدينة، ساورته بعض الشكوك، فأوعز إلى جماعة من أهله وشيعته وأتباعه ومواليه، بأن يتجهزوا ويحيطوا بدار الوليد، حتى إذا تأخر ولم يخرج، كان عليهم أن يقتحموا الدار ويخلصوه ([8])، عندما وصل الحسين إلى منزل الوليد وجد مروان بن الحكم مع الوليد، وأُخبر بوفاة معاوية، كما أخرج والي المدينة كتاب يزيد وطالب الحسين بالبيعة له، ولكن الحسين رفض أن يبايع وعلَّلَ ذلك بأن مثله لا يُبايع في السر، وأصَرَّ على ألا يُبايع إلا أمام عامة الناس، وكان مما قاله وقتها وفق ما تروي عددٌ من المصادر الشيعية: “إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومحط الرحمة، وبنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، وقاتل النفس المحرمة، ومثلي لا يبايع مثله”([9]).
وعندما حدث الخلاف ما بين الحسين والوليد، داهم أتباع الأول الدار وخلصوا الحسين من الأمويين وعزم الحسين على ترك المدينة فخرج من فوره باتجاه مكة، وكما حدث مع الحسين فإن الأمويين حاولوا أن يحتالوا على عبد الله بن الزبير حتى يُبايع، ولكنه أدرك نيتهم فرحل هو الأخر إلى مكة ([10])، وهناك ملاحظتان مهمتان تتعلقان بتلك النقطة:
الملاحظة الأولى
أن كلًا من الحسين وابن الزبير قد سافرا إلى مكة مُنفردين، وهو ما يُعطي دلالة على أنه رغم موقفهما المُوحد من رفض السلطة الأموية ورفض ولاية يزيد، إلا أن كلًا منهما قد بنى رفضه على أساس فكري مختلف وبناء على مصالح شخصية متباينة، وهو ما سوف يظهر بعد ذلك ظهروًا واضحًا.
الملاحظة الأخرى
أن توجه الحسين وابن الزبير إلى مكة، يُلقي الضوء على أن الدولة الأموية لم تكن تُحكم قبضتها عليها، كما أن في ذلك إشارة إلى ضعف العصبية الأموية في مكة في ذلك الوقت، وربما كان ذلك بسبب أن معظم رجال البيت الأموي قد أتخذوا من الشام وطنًا جديدًا لهم.
الحسين في مكة
بعد وصول الحسين إلى مكة بدأ جميع المعترضين على حكم يزيد يتوجهون إليه ويسألونه عن رأيه ومشورته، جاعلين منه رمزًا لمعارضة الدولة الأموية، وتجتمع كثيرٌ من الروايات التاريخية على أن ابن الزبير كان يجتمع مع الحسين يوميًّا، وأنه كان يحضر مجلسه بوصفه واحدًا من أنصاره، ولم يكن يخالفه في أي من أرائه أو قراراته ([11]). من المؤكد أن أخبار معارضة الأمويين في مكة قد انتقلت سريعًا إلى العراق، حيث كان شيعة علي بن أبي طالب في الكوفة مُتلهفين إلى الخروج على الدولة الأموية، ولذلك فإن عددًا من زعمائهم ([12]) قد أسرعوا في كتابة الرسائل إلى الحسين بن علي، فاستنهضوه على أن يقدم إلى الكوفة معقل أبيه وأخيه القديم، وشجعوه على ذلك ووعدوه بتقديم المدد والعون له في سبيل قتال أهل الشام ([13])، وكان مما جاء في رسائل أهل الكوفة إلى الحسين “أما بعد، فقد اخضرت الجنان واينعت الثمار، فإذا شئت فأقدم على جند لك مجندة”([14]).
أمام تلك الدعوات المُتتالية من شيعة الكوفة اقتنع الحسين بالخروج إليها، فكتب الرسائل إلى زعماء الكوفة ليستوثق منهم عهودهم التي قطعوها على أنفسهم، كما أرسل إليهم بابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليجتمع بهم ويعرف أحوالهم ويتأكد من مناصرتهم له، عندما وصل مسلم إلى الكوفة وجد أن هناك إقبالًا حقيقيًا على مبايعة الحسين، وأن الكوفيين قد هيئوا أنفسهم لاستقباله وأعدوا العدة للقتال معه، ولذلك أرسل يدعوه إلى للمجيء إلى الكوفة في أقرب وقت، وكان مما قاله له في رسالته “بايعك أكثر من 20 ألفًا من أهل الكوفة، عندما يصلك كتابي عَجِّلْ المَسْير”([15])، وقد قيل إن: عدد الرسائل التي وردت إلى الحسين تباعًا من أهل الكوفة، منذ وصوله إلى مكة وحتى خروجه منها مُتجهًا إلى العراق، قد وصلت لزهاء المائة وخمسين رسالة، كلها تطمئنه وتعده بالنصرة والعون ([16]).
موقف الصحابة من مسير الحسين للكوفة
أمام كل تلك التأكيدات التي وصلت إلى الحسين من أهل الكوفة ومن مسلم بن عقيل رسوله إليهم، فقد كان من الطبيعي أن يعقد عزمه على الخروج والتوجه إلى أرض العراق، في محاولة لاستعادة دولة أبيه وأخيه الغابرة، وقد تباينت مواقف أصحاب الحسين وأقرانه في مسألة خروجه إلى الكوفة، ويُمكن أن نُبرر ذلك التباين في المواقف باختلاف شخصية كل منهم من جهة، واختلاف مصالحهم المباشرة من رحيل الحسين من مكة من جهة أخرى.
فأما عبد الله بن الزبير فتتفق الروايات السنية والشيعية على أنه كان أكثر الناس تحريضًا للحسين على الخروج لشيعته الكوفيين، فكان مما قاله له في ذلك “أما لو كان لي بها –يقصد الكوفة-مثل شيعتك، ما عَدلت عنها”([17])، وكان السبب في موقف ابن الزبير، أنه كان متيقنًا من أن استمرار تواجد الحسين في مكة، يَقطع حبل أمله في أن يتبوأ مكانة زعامة المعارضة السياسية ضد الأمويين، ولذلك أَيَّدَ خروج الحسين من مكة حتى لا يبقى فيها بعده زعيم قوي غيره هو وحده.
أما عبد الله بن عباس فقد نصح الحسين من واقع خبرته السياسية السابقة، فقد خَوَّفَهُ من الخروج إلى الكوفة مُتخذًا من تاريخ أهلها مع علي بن أبي طالب والحسن حُجة على أنهم سوف يخذلون الحسين في نهاية المطاف، وكان مما قاله ابن عباس للحسين: “يا ابن عم، إن أهل الكوفة قوم غُدر قتلوا أباك وخذلوا أخاك وطعنوه وسلبوه وسلموه إلى عدوه وفعلوا ما فعلوا”([18])، في السياق نفسه خَوَّفَ عبد الله بن عمر الحسين من ترك مكة والرحيل إلى العراق ونصحهُ مرارًا بالمكوث في أرض الحرم، وأرسل محمد بن الحنفية إليه من المدينة يُشير عليه بالبقاء في مكة ([19])، رغم كل تلك النصائح فقد استقر رأي الحسين على السفر، فجمع أهله وأبنائه وعددًا من أبناء أخوته وانطلق باتجاه الكوفة.
في الوقت الذي كان فيه شيعة الحسين في الكوفة يبعثون الكتب والرسائل إليه لاستقدامه إليهم، ويُعِدُّون أنفسهم للثورة على الحكم الأموي، كان يزيد بن معاوية تأكد من عدم قدرة والي الكوفة النعمان بن بشير من إحكام سيطرته عليها، ولذلك عَزَلَ يزيد النعمان بن بشير واسند ولاية الكوفة إلى عُبيد الله بن زياد الذي كان قبلها يشغل منصب ولاية البصرة، وكان يزيد يعتقد أن عُبيد الله يمتلك الشخصية القوية التي تستطيع وضع حدًا للطموحات الشيعية المُتصاعدة في العراق ([20]).
في الحقيقة صَدَقَ ظَنُّ الخليفة الأموي الثاني في ابن زياد، فقد استطاع عُبيد الله أن يضبط أحوال الكوفة بسرعة بعد مقدمه إليها، ذلك أنه هدد الناس وتوعدهم إن ساندوا مسلمًا بن عقيل، كما أنه أغرى عددًا من أنصار الحسين بالمال والأُعطيات، وتسبب ذلك كله في أن معظم شيعة الكوفة قد أنفضت من حول مُسلم فتركوه وحيدًا، وكان قبلها قد أرسل بكتاب إلى الحسين يُطمئنه فيه ويُعجله بالقدوم إلى الكوفة ([21])، مع مرور الأيام قَوِيَت سلطة ابن زياد في الكوفة، حتى أن مسلمًا بن عقيل قد اضطر إلى التخفي والهروب، فتنقل سرًا بين عدد من منازل شيعة العلويين، وانتهى به المطاف مُقتادًا إلى قصر الإمارة، بعدما أرشد عنه أحد الكوفيين، ولم يلبث بعدها قليلًا حتى قتله ابن زياد.
واقعة كربلاء
تحرك الحسين بن علي مع أهله نحو الكوفة، وكان في أول مسيره لا يعرف ما استجد من أخبار مُسلم بن عُقيل وشيعته هناك، ولكنه لما دخل أرض العراق وأقترب من الكوفة، ترامت إلى مسامعه أخبارها وعرف بمقتل مُسلم وانفضاض الشيعة وتفرقهم، قابل الحسين في تلك المرحلة عددًا من المسافرين الذين خرجوا من الكوفة ومنهم الشاعر الفرزدق الذي نصح الحسين بالرجوع، وأخبره أن أهل الكوفة “قلوبهم معك وسيوفهم عليك”، ووصف له الوضع المضطرب في هذا المصر، وكيف أن ابن زياد قد تمكن بواسطة الترغيب والترهيب من إخضاع الشيعة وإخراج فكرة الثورة من عقولهم ([22]).
أمام تلك الأخبار الجديدة كاد الحسين أن يُغير من خطته، لأن كثيرًا من المصادر التاريخية السنية والشيعية تؤكد أن الحسين قد هَمَّ بالقفول عائدًا إلى مكة، وأن ما منعه عن ذلك هو أن إخوة مُسلم بن عقيل قد ألحوا عليه في استكمال المسير ودخول الكوفة بُغية أخذ ثأر أخيهم المقتول من عُبيد الله بن زياد ([23])، ويوجد عديدٌ من الباحثين الشيعة المعاصرين الذين رفضوا تلك الروايات وضعفوها واعترضوا على صحتها وذكروا أن تلك الرواية قد اُختلقت في العصر العباسي، حيث حاول مخترعوها أن يرفعوا الحرج عن عبد الله بن العباس، كونه لم يشارك في المسير إلى كربلاء مع الحسين، ذلك أن الرواية بَيَّنَت أن المسير إلى كربلاء كان مُجردَ ثأر شخصي لأخوة مُسلم بن عُقيل، وأنه لم يكن يحمل أبعادًا سياسية أو دينية أخرى ([24]).
وتحمل المصادر التاريخية كثيرًا من التفصيلات الدقيقة بخصوص الأحداث التي مَرَّت بمسيرة الحسين حتى وصولها إلى أرض كربلاء، تلك التي شهدت خاتمة مؤسفة وحزينة لتلك المسيرة، ففي يوم العاشر من محرم عام 61ه/ التاسع من شهر أكتوبر عام 690م([25])، وقع القتال في كربلاء بين الحسين ومن معه من أهله وأنصاره القلائل من جهة والجيش الأموي من جهة أخرى، وتمخضت تلك الواقعة عن استشهاد الحسين وكثيرًا من أبنائه وأخوته، واقتيدت البقية الباقية من أهله بوصفهم أسرى حرب، حيث حُملوا إلى والي الكوفة عُبيد الله بن زياد، ثم أُرسلوا بعد ذلك إلى الخليفة يزيد بن معاوية في دمشق.
ملاحظات على مقتل الحسين بن علي في كربلاء
- مَثَّلت واقعة كربلاء حدثًا مفصليًا في تاريخ الشيعة عمومًا، والإمامية منهم على خصوصًا، فقد ظَلَّت تلك الحادثة مُسيطرةً على العقل الشيعي الجمعي منذ وقعت في محرم عام 61ه وحتى اللحظة الراهنة، وتُمثل كربلاء اللحظة التاريخية الأخيرة التي شهدت محاولة من جانب أحد الأئمة الاثنا عشر في إعادة الدمج بين منصبي الخلافة والإمامة، فقد سار الخط الشيعي الإمامي بعدها في اتجاه ترك السياسة والبُعد عن شئون الحكم والسلطان والاكتفاء بالجانب الدعوي والروحي فحسب.
- أن هناك اختلاف كبير ما بين السياقين الروائيين السني والشيعي فيما يتعلق بمسألة (دوافع خروج الحسين إلى كربلاء)، وقد ترتب على ذلك حدوث اختلاف عميق وجذري في الحكم على نتائجها النهائية، ففي السياق السني تَظهر حركة الحسين كونها استجابةً لدوافع سياسية زمنية حدثت في الدولة الإسلامية عقب وفاة معاوية واستخلاف يزيد، ومن هنا فإن ثورة الحسين كانت –في العقل السني- مشابهة في كثير من النقاط لعدد من الثورات التي حدثت بعده، والتي قامت على أساس الدوافع نفسها، مثل حركة عبد الله بن الزبير في مكة على سبيل المثال، ولهذا لم تَحَظَ حركة الحُسين بُقدسية كبيرة في الفكر السني، فقد تم النظر إليها كونها محاولةً فاشلةً للخروج على الحاكم، بل أن هناك عددٌ من العلماء السنة قد أعلنوا صراحةً عن خطأ الحسين في اجتهاده ورأيه في الخروج، حتى قال بعضهم: “إنما قُتل الحسين بسيف جده”([26])، في اشارة إلى كثير من الأحاديث النبوية التي تدعو للسمع والطاعة للسلطان والخليفة.
ويحق لنا أن نتساءل عن تقييم علماء السنة لتلك الثورة، في حالة أن كان قد قُدر لها النجاح، فقد كان من المؤكد أنهم كانوا سوف يعترفون بها ويشرعنوا لها، وذلك وفق القواعد السياسية الحاكمة عند السنة تلك التي ترى شرعية الحاكم المُتغلب، في الجانب الأخر لا يربط السياق الروائي الشيعي خروج الحسين بالظروف الوقتية التي وقعت في تلك الفترة، فلا يُبرر الخروج برفض الحسين لولاية يزيد، بل يجعل ذلك متعلقًا وموقوفًا على وفاة معاوية، يقول المفيد في شرح تلك النقطة “فلما مات معاوية وانقضت مدة الهدنة التي كانت تمنع الحسين بن علي عليهما السلام من الدعوة لنفسه، أظهر أمره بحسب الإمكان، وأبان عن حقه للجاهلين به حالًا بحال، إلا أن اجتمع له في الظاهر الأنصار، فدعا عليه السلام إلى الجهاد وشمر للقتال…”([27])، فخروج الحسين وثورته ضد الدولة الأموية كان قدرًا حتميًا لا يمكن تغييره أو تبديله وفق ما قاله بعض الباحثين الشيعة المعاصرين ([28])، ومما يؤكد على ذلك أن كثيرًا من الروايات الواردة في المصادر الشيعية تؤكد أن الحسين كان يعرف ويوقن بأنه سوف يُقتل في منطقة كربلاء تحديدًا ([29])، وأنه كان متأكدًا من أن أهل الكوفة سوف يخذلونه ويخونونه ويتركونه وحيدًا أمام جحافل الأمويين المتعطشة لدمائه.
بينما في الروايات السنية تُظهر مفاجأة الحسين من تخلي أهل الكوفة عنه وتفكيره في الرجوع إلى مكة، بل أن هناك من الروايات ما يؤكد أنه قد طلب الرجوع من قائد مقدمة الجيش الأموي الحر بن يزيد الرياحي، وأنه بالفعل قد غير طريقه وقفل راجعًا إلى الحجاز، إلا أن الأمويين قد اجبروه على العودة إلى طريق الكوفة مرة أخرى ([30])، وكثيرٌ من الروايات السنية وعددٌ من الروايات الشيعية ([31])، تؤكد أن الحسين لما أيقن بحتمية هزيمته، فأنه قد عرض ثلاث أمور على قائد الجيش الأموي عمر بن سعد، وهي أن يتركه ليرجع إلى مكة أو أن يدعه يذهب لأحد ثغور الجهاد، فيقضي به ما تبقى من عمره في قتال الروم أو أن يدعه يذهب إلى دمشق لمقابلة يزيد بن معاوية، وأن عمر بن سعد قد أرسل تلك العروض الثلاثة إلى والي الكوفة عُبيد الله بن زياد، غير أنه رفضها كلها.
السياق السني إذًا يعتقد أن الحسين –وحتى اللحظة الأخيرة- كان يعمل لتجنب القتال، وأنه كان يحاول الوصول إلى حل وسط مع الأمويين، أما السياق الشيعي يرفض رفضًا قاطعًا كل الروايات التي جاءت في محاولة الحسين للوصول إلى حلول وسط مع الجانب الأموي ([32])، بل ويؤكد أنه كان موفقًا ومصيبًا في مسألة إصراره على القتال ضد الأمويين، بغض النظر عن فشلها الظاهر.
وقد يظهر سؤال مهم يتعلق بتلك النظرة الشيعية إلى الموقف، وهو لماذا سار الحسين إلى العراق وهو يعرف بأن أهل العراق لن ينصروه، وأنه سوف يُقتل في كربلاء؟ وما ثمن تلك التضحية التي قدمها؟
تجيب أحد المراجع الشيعية عن هذا السؤال، بأن ثورة الحسين “كان لا بد منها كونها السبيل الوحيد لطمس البدع ولإحياء معالم السنة النبوية وكسر طوق الصمت الذي برر تجاوزات الحكم الأموي”([33])، ومن هنا نستطيع أن نلاحظ كيف حمل كلٌّ من السياقين رؤيةً مختلفةً لأحداث كربلاء، فبينما قَيَّم السياق السني نتائجها على أسس مادية عملية مجردة، فإن السياق الشيعي قد تعاطى معها تعاطيًا معنويًّا ومثاليًّا.
- إن الروايات الشيعية قد رسمت صورة أسطورية لقتال الحسين وأنصاره في تلك المعركة[34]، فجعلت منهم أبطالًا خارقين لا يُشق لهم غبار وبالغت في إظهار بطولاتهم وشجاعتهم وإقدامهم على الموت والاستشهاد بقلوب ثابتة لا تعرف الخوف أو التردد.
وخصت الروايات ([35]) بعضًا منهم بتفصيلات دقيقة لكيفية قتالهم وظروف قتالهم، ومن هؤلاء (الحر بن يزيد الرياحي -زهير بن القين- أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب)، وبالطبع كان الحسين بن علي على رأس تلك القائمة.
- إنه وإلحاقًا بالنقطة السابقة فقد حاولت الروايات الشيعية أن تؤكد عِظَم بطولة الحسين وأتباعه من طريق ذكر أعداد غير منطقية للقوات المتحاربة في المعركة، فبخصوص عدد أنصار الحسين فإن الروايات تحصرهم فيما بين 70 إلى 150 مقاتل ما بين فارس وراجل ([36])، وهو عدد نراه منطقيًا في ظل اجتماع الأخبار على أن الحسين لم يكن قد تجهز للقتال، وأن غرضه الرئيس من المسير كان مجرد الوصول إلى معقل شيعته في الكوفة، أما بخصوص عدد مقاتلي الجيش الأموي فالروايات الشيعية تؤكد تراوحه ما بين 20 إلى 30 ألف ([37])، وهو عدد ضخم جدًا لا يتفق مع القدرات التعبوية التي كان في مقدرة الكوفة حشدها في ذلك الوقت القصير من جهة، كما أنه لا يتماشى مع الروايات المتواترة بخصوص طول فترة القتال الذي حدث ما بين أنصار الحسين والأمويين في كربلاء، إذ إنه لو صدقنا أن الأمويين كانوا يزيدون عن العشرين ألف فمن المؤكد أن المعركة لم تكن لتأخذ أكثر من دقائق معدودة ليس أكثر.
- إن هناك كثيرٌ من المعجزات التي ارتبطت بقصة مقتل الحسين بن علي في كربلاء، ولم يقتصر ذكر تلك المعجزات والخوارق على المصادر الشيعية، بل أن كثيرًا منها ذُكر في المصادر السنية كذلك، من تلك الروايات أن مقتل الحسين في كربلاء كان أمرًا مقدورًا، وأن الرسول قد أخبر عنه أصحابه في حياته ([38])، كما أن التربة التي كان الرسول قد أعطاها لأم سلمة قد تحولت دمًا ساعة مقتل الحسين ([39])، ويُضاف إلى ذلك ما ورد عن تفجر الأرض بالدماء واحمرار الشمس ([40]).
الحواشي والمراجع:
[1] الحديث المقصود هو “افترقتِ اليَهودُ علَى إحدَى وسبعينَ فرقةً فواحدةٌ في الجنَّةِ وسبعونَ في النَّارِ وافترقتِ النَّصارى علَى ثِنتينِ وسبعينَ فرقةً فإحدَى وسبعونَ في النَّارِ وواحدةٌ في الجنَّةِ والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لتفترِقَنَّ أمَّتي علَى ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً واحدةٌ في الجنَّةِ وثِنتانِ وسبعونَ في النَّار قيلَ يا رسولَ اللَّهِ مَن هم قالَ الجماعَةُ”.
([2]) مسكويه، تجارب الأمم، ج2، ص32؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج5، ص301-302؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص205.
([3]) ولد يزيد في أرجح الأقوال في عام 26ه، وأبتدأ الحديث عن ولايته للعهد في عام 56ه بحسب الروايات المتقدمة، وهو ما يجعل عمره في ذلك الوقت، لا يزيد عن الثلاثين عاماً
الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج4، ص35-37؛ صلاح الدين محمد بن شاكر (ت764ه)، فوات الوفيات، تحقيق: -احسان عباس، دار صادر، بيروت، 1974م، ج4، ص327-328.
([4]) على سبيل المثال، راجع ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص224؛ أبو حنيفة الدينوري، الأخبار الطوال، ص266؛ مسكويه، تجارب الأمم، ج2، ص86؛ المطهر بن طاهر المقدسي، البدء والتاريخ، ج6، ص13؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص82؛ ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج1، ص271؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج1، ص.155
([5]) على سبيل المثال، راجع خليفة بن خياط، تاريخ خليفة، ص213& 215؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج4، ص148
([6]) ورد في بعض الروايات أن معاوية قد أوصى يزيد قُبيل وفاته، قائلاً “… وإني لست أخاف من قريش إلا ثلاثة: الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، فأما ابن عمر فرجل قد وقده الدين، فليس ملتمساً شيئاً قبلك، وأما الحسين بن علي فإنه رجل خفيف، وأرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه، وخذل أخاه، وأن له رحماً ماسة، وحقاً عظيماً، وقرابة من محمد، ولا أظن أهل العراق تاركيه حتى يخرجوه، فإن قدرت عليه فأصفح عنه، فإني لو أني صاحبه عفوت عنه، وأما ابن الزبير فإنه خب ضب، فإذا شخص لك فألبد له، إلا أن يلتمس منك صلحاً، فإن فعل فاقبل، واحقن دماء قومك ما استطعت”.
الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج5، ص323؛ سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص235.
([7]) كان المعارض الرابع عبد الرحمن بن أبي بكر قد توفى في وقت سابق، حيث يذكر أبو نعيم الأصبهاني وفاته في عام 53هـ
معرفة الصحابة، ج4، ص1815.
([8]) ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص226؛ المفيد، الإرشاد، ج2، ص32-33؛ الطبرسي، إعلام الورى، ص220؛ ابن صباغ، الفصول المهمة، ص779؛ رسول جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية، ج2، ص123.
([9]) المفيد، الإرشاد، ج2، ص33؛ ابن صباغ، الفصول المهمة، ص780-781؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج44، ص325؛ رسول جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية، ج2، ص124.
([10]) ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص227؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص154-155؛ الطبرسي، إعلام الورى، ص220-221؛ سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص236؛ ابن صباغ، الفصول المهمة، ص784؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج44، ص326؛ تاج الدين العاملي، التتمة في تواريخ الأئمة، ص77؛ رسول جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية، ج1، ص124.
([11]) الطبرسي، إعلام الورى، ص221؛ ابن صباغ، الفصول المهمة، ص786.
([12]) من هؤلاء الزعماء كل من (سليمان بن صرد الخزاعي-المسيب بن نجبة الفزاري-رفاعة بن شداد-حبيب بن مظاهر-شبث بن ربعي) المفيد، الإرشاد، ج2، ص37؛ الطبرسي، إعلام الورى، ص221؛ سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص239؛ ابن صباغ، الفصول المهمة، ص786؛ رسول جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية، ج1، ص125
([13]) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص155؛ الطبرسي، إعلام الورى، ص221.
([14]) المفيد، الإرشاد، ج2، ص38؛ الطبرسي، إعلام الورى، ص221؛ سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص244؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص163.
([15]) المفيد، الإرشاد، ج2، ص41؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج44، ص343؛ رسول جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية، ج1، ص126.
([16]) حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، ط14، دار الجيل، بيروت، 1996م، ج1، ص325.
([17]) ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص160؛ ابن صباغ، الفصول المهمة، ص797.
([18]) سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص239.
([19]) المصدر نفسه، ص240؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص240.
([20]) أبو حنيفة الدينوري، الأخبار الطوال، ص231-233؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج5، ص348؛ المفيد، الإرشاد، ج2، ص42-43؛ مسكويه، تجارب الأمم، ج2، ص41؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج5، ص325.
([21]) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج5، ص370؛ المسعودي، التنبيه والإشراف، ج1، ص262؛ المفيد، الإرشاد، ج2، ص51؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج5، ص326؛ تاج الدين العاملي، التتمة في تواريخ الأئمة، ص78.
([22]) خليفة بن خياط، تاريخ خليفة، ص231؛ أبو حنيفة الدينوري، الأخبار الطوال، ص245؛ الفسوي، المعرفة والتاريخ، ج2، ص673؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج5، ص386؛ المفيد، الإرشاد، ج2، ص67؛ ابن العمراني، الإنباء في تاريخ الخلفاء، ص53.
([23]) على سبيل المثال، راجع ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج2، ص11؛ المفيد، الإرشاد، ج2، ص75؛ الطبرسي، إعلام الورى، ص228؛ ابن صباغ، الفصول المهمة، ص806؛ حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام السياسي، ج1، ص325؛ محمد تقي آل بحر العلوم، مقتل الإمام الحسين، المكتبة الحيدرية، النجف، 1426هـ، ص248.
([24]) على سبيل المثال، راجع رسول جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية، ج1، ص127؛ جواد كام وشهيد كريم الكعبي، الثورة الحسينية في الرواية التاريخية والقراءة الاستشراقية، مجلة دراسات استشراقيه، العدد الثاني خريف 2014م، ص100.
([25]) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص158؛ ابن الطقطقا، المختصر في أخبار مشاهير الطالبية، ص369؛ ابن طولون، الأئمة الاثنا عشر، ص72.
([26]) محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي المالكي (ت 543هـ)، العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قدم له وعلق عليه: محب الدين الخطيب، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد -المملكة العربية السعودية، الرياض، 1419هـ، ص232.
([28]) نغم الكنعاني، المواقف السياسية، ص176.
([29]) على سبيل المثال، راجع أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي (ت القرن 5هـ)، نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة، تحقيق: -باسم محمد الأسدي، دليل ما، قم، 1427هـ، ص244-245.
([30]) ابن صباغ، الفصول المهمة، ص814
([31]) على سبيل المثال، راجع أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي (158هـ)، وقعة الطف، ط3، تحقيق: -محمد هادي اليوسفي الغروي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1417هـ، ص187؛ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج2، ص11؛ المفيد، الإرشاد، ج2، ص87؛ الطبرسي، إعلام الورى، ص233
وتجدر الإشارة إلى أن رواية الطبرسي تحديداً، قد جاء فيها أن الحسين قد وصف (يزيد بن معاوية) بأنه أمير المؤمنين.
([32]) رسول جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية، ج1، ص130.
([33]) نغم الكنعاني، المواقف السياسية، ص176.
[34] يان ريشار، الإسلام الشيعي: عقائد وايديولوجيات، ترجمة: -حافظ الجمالي، دار عطية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1996م، ص 54؛ مشتاق بن موسى اللواتي، مناقشة لمقالات السردرودي في مجلة نصوص معاصرة، مجلة الاجتهاد والتجديد، العدد الثالث والعشرون، السنة السادسة، صيف 2012م، ص155.
Dwight m. Donaldson, the Shiite religion, luzac & company, london, 1933, p.88- 101؛ Efraim karsh, Islamic imperialism, Yale university press, New Haven, 2007, p.33
([35]) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص157-158؛ المفيد، الإرشاد، ج2، ص90-112؛ الطبرسي، إعلام الورى، ص241-248؛ تاج الدين العاملي، التتمة، ص79-80؛ علي دخيل، أئمتنا، ج1، ص227-238؛ محمد علي الحلو، أنصار الحسين: الثورة والثوار، قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، كربلاء، 2014م، ص76-80؛ حسين كاشفي، روضة الشهداء، ترجمة وتحقيق وتعليق: -محمد شعاع فاخر، المكتبة الحيدرية، النجف، د.ت، ص541-666.
([36]) الطبرسي، إعلام الورى، ص237؛ تاج الدين العاملي، التتمة، ص78؛ رسول جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية، ج1، ص133.
([37]) ابن صباغ، الفصول المهمة، ص819؛ تاج الدين العاملي، التتمة، ص78؛ علي دخيل، أئمتنا، ج1، ص226.
([38]) أحمد بن حنبل، مسند ابن حنبل، ج21، ص308، حديث رقم 13793؛ الطبراني، المعجم الكبير، ج3، ص108، حديث رقم 2819.
([39]) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص159.
([40]) الفتال النيسابوري، روضة الواعظين، ج1، ص238.