تكوين
في مقالتي: (ذاتنا العميقة: إسهام في التكوين المعرفي للإنسان العربي الحديث)[1] كُنت قد أدرجتُ كتاب (العالم الإسلامي في العصور الوسطى)[2] Daily Life In The Medieval Islamic World من تأليف د. جيمس ليندزي[3] Lindasy, James E ضمن قائمة من الكتب التي يُفترض بها أنْ تُعمِّق معرفتنا وإطلاعنا على تراثنا المعرفي العربي والإسلامي. وهأنذا اليوم، في هذه المقالة، أتناول هذا الكتاب بالوصف والعرض، نظراً لأهميته المُلفتة وطرافة فصوله التي تُغطِّي موضوعات مختلفة ومتنوعة، تتراوح بين قضايا كُليَّة كبرى شغلت تفكير مجتمعاتنا عبر العصور، وشوؤن حياتية صغرى بسطت سيطرتها في المعيش اليومي لتلك المجتمعات؛ ما أضفى طابعاً أكثر شمولاً واستطلاعاً لأجزاء من تاريخنا وتراثنا المعرفي. وإذا كان الكتاب مُوجهاً في الأصل إلى القارئ الأمريكي، بحسب مؤلفه “لدى معظم الأمريكيين تنوعاً كبيراً من الإشارات المرجعية الدينية والثقافية والسياسية –وحتى اللغوية- التي تشكِّل منطلقاً لدراسة جادة عن تاريخ أوروبا في العصور الوسطى. لكن عندما نوجِّه أنظارنا إلى العالم الإسلامي في العصور الوسطى نجد أن ليس لدى معظمنا سوى قليل من هذه الإشارات المرجعية، هذا إن وجدت أصلاً.
إن هذا الكتاب “الحياة اليومية للعالم الإسلامي في العصور الوسطى” موجَّه إلى هؤلاء القرَّاء؛ فهو مُقدِّمة عامة عن التاريخ الإسلامي –من وجهة نظر الذي عاشوا في ذلك الوقت- عندما مثَّل العالم الإسلامي كثيراً من أفضل ما يمكن أن تقدِّمه الحضارة الإنسانية في مجالات النظام السياسي، والقوة العسكرية، والقدرة الاقتصادية، والمجتمع المدني، والبحث الفكري والعلمي”[4] إلا إنه كتاب يعنينا نحنُ العرب بدرجةٍ كبيرة، إذ الحاجة إليه ماسَّة جداً، لأنَّ معرفتنا بتاريخنا تكاد تكون محدودة[5]. فنحنُ نعرف –هذا إنْ عرفنا وبجهود شخصية فقط- الأُطر الكُليّة لحضارتنا، لكننا نجهل تفاصيلها الدقيقة بشكل مُخيف ومُعيب، لا سيما أنَّ الكتاب تناول عدداً من المسائل التي تحتاج إلى بحث عميق ووقت طويل لغاية الوصول إليها، مثل أنماط الأكل والشرب واللباس وحركة الناس في المدن والمال والأسواق والحركات التجارية والإسكانات…إلخ، التي كانت متداولة في تلك العصور.
كيف كان المسلمون في العصور الوسطى؟
لهذا، أعني نظراً لأهمية الكتاب، سأعمل على تقديم عرضٍ للكتاب، على أن أمرّ على جميع فصوله، ليكون العرض شاملاً ووافياً ومنصفاً بالنسبة للكتاب، ومُفيداً ونافعاً بالنسبة للقارئ. وإذا كان من بداية مناسبة للكتاب فهي الحديث عن الفترة الزمنية التي يُغطِّيها من ناحية، والمساحات الجغرافية التي تحرَّك فيها من ناحية ثانية.
تاريخياً: اختار المؤلف سنة 1300م نقطة فاصلة في كتابه، فبعد الغزو المغولي لبغداد سنة 1258 حدث تحوُّل مفصلي في تاريخ العالَم الإسلامي. إذ بدأت الإمبروطورية الإسلامية الضخمة -التي ابتدأ معالم معمارها الكبير مع ولادة النبي محمد وظهور الدِّين الجديد- بالتفكُّك والانهيار، بعد أن كانت قد بسطت سيطرتها على مساحات شاسعة من الكرة الأرضية في القرون السبعة الماضية. ففي تلك الفترة الزمنية الطويلة شهد العالَم حضور واحدة من أبرز الحضارات التي مرَّت عليه في التاريخ كله.
جغرافياً: خارج نطاق كتاب (العالَم الإسلامي في العصور الوسطى)، وضع “نيكيتا ايليسيف” خريطة تقريبية للعالَم الإسلامي في العصور الوسطى في كتابه (الشرق الإسلامي في العصر الوسيط) تمثله في الآتي: “تبدّلت حدود العالم الإسلامي باستمرار خلال القرون؛ فمن حدوده الأولى، المقتصرة على الحجاز، وشبه الجزيرة العربية، اتَّسع، مع انتشار الإسلام، حتى الأطلسي غرباً ووادي الاندوس (السند) وبحر آرال شرقاً، والبحر الأسود شمالاً والمحيط الهندي جنوباً.. وتاريخ الإسلام، في العصر الوسيط، تكوَّن داخل هذا المحيط الواسع الذي يضمّ –من الغرب إلى الشرق- المغرب وأفريقية ما وراء الصحراء، وشبه الجزيرة الإيبرية (اسبانية والبرتغال) والعربيّة وواحات ما وراء المحيط… فمراكز القوَّة للإمبراطورية كانت موجودة داخل المنطقة التي تدلّ عليها، في هذه الأيَّام، تسمية الشرق الأوسط؛ وأقطابها هي: دمشق – بغداد – القاهرة. والمحوران اللذان استقرت عليهما المجموعات السكانية الكبرى هما النيلوالفرات ودجلة، يضاف إليهما محور ثانوي، شرقي – غربي، ينطلق من المحورين الرئيسين، ويطاول البحر الأبيض المتوسط، حتى نقطة التقاء المغرب مه شبه الجزيرة الإيبيرية، وحدود الكتلة الإسلامية شديدة التطابق مع حدود المنطقة الجافّة الشمالية للعالم القديم…إلخ”[6]
هل ظهر الاسلام في العصر الوسيط؟
داخل نطاق الكتاب، أعني كتاب (العالَم الإسلامي في العصور الوسطى)، فقد اختار المؤلف بعضاً من هذه المساحات الجغرافية الشاسعة، بما يخدم غرضية كتابه البحثية. فـبسبب “امتداد العالم الإسلامي في العصور الوسطى خلال القرون السبعة التي تغطيها هذه الدراسة، في إسبانيا وغرب أفريقية في الغرب، إلى وسط آسيا وشبه القارة الهندية في الشرق، فقد وجب على الدراس أن يختار على أي الأقاليم والشؤون سيسلط اهتمامه… ولأن الإسلام نشأ في شبه الجزيرة العربية، وأسس أُ,لى العواصم العالمية الواسعة في دمشق وبغداد والقاهرة، فسنركز مجمل اهتمامنا على البلاد الإسلامية المركزية بين نهري النيل وأوكسوس”[7]
فالكتاب يُغطِّي: 1- سبعة قرون على المستوى الزمني. و2- مساحات جغرافية واسعة على المستوى المكاني؛ كانا قد تمظهرا في إمبروطورية من أعظم وأبرز الإمبروطوريات التي مرت على التاريخ البشري. وفي سعيه للتعريف بتلك الأزمنة التي تحرَّكت فيها الإمبروطورية لقرون طويلة وعلى مساحات جغرافية واسعة، فقد قسَّم المؤلف كتابه إلى سبعة فصول، وألحقه بمجموعة من الصور والخرائط والرسومات التوضيحية، ما أثرى الكتاب وجعل الإطلاع عليه، بالنسبة للقارئ العربي على نحو مخصوص، ليس أكثر وجوباً فحسب، بل وأكثر جدوى أيضاً.
في الفصل الأول (موضوعات عامة في التاريخ الإسلامي في العصور الوسطى) طرح المؤلف سؤالاً حول المصاعب التي واجهت المؤرخين المعاصرين مع التاريخ الإسلامي، والمُتعلقة “بوفرة المصادر التي تصف أحداث العصر الذهبي في التاريخ الإسلامي”[8]، مقابل ندرة المصادر حول الحقبة الأولى من الإسلام. فالمصادر اللاحقة هي التي أرَّخت للحقبة الأولى من الإسلام. وهذه قضية مركزية فيما عرف لاحقاً بعصر التدوين، إذ كُتب التاريخ عن المراحل المُبكرة من الإسلام في فترات لاحقة، ما سبب إشكالات جمَّة في التوصُّل إلى حقيقة التاريخ وموثوقيته، والتي لا تزال آثاره ماثلة في المجتمعات العربية والإسلامية حتَّى الزمن الحاضر.
وفي سعيه لبلورة نسق كتابه ضمن المصادر الإسلامية المُتاحة، فقد قسَّم المؤلف “المصادر إلى أربع مجموعات أساسية هي: 1- النص المُقدَّس (الكتاب؛ النص المكتوب المعروف بالقرآن؛ التلاوة). 2- التعليق على القرآن (التفسير). 3- أقوال نسبها أو نقلها أصحاب محمَّد عنه (الأحاديث). 4- تقارير تسرد الأحداث الأولى للأمة (الأخبار)”[9]
ما هي حدود العالم الإسلامي؟
ضمن هذه الوفرة في المصادر من جهة، وندرتها من جهة ثانية، يُسلِّط المؤلف الضوء على نوعين من المؤرخين: أولهما من داخل الحضارة الإسلامية، وثانيهما من الحضارة الغربية. وآليات تعاملهما مع تلك المصادر، واختلافهما بطبيعة الحال في التعامل مع تلك المصادر وما احتوته من مادة حول الحضارة الإسلامية. وهذا بطبيعة الحال مفيد للقارئ كذلك، فهذا التنوُّع، من الدَّاخل ومن الخارج، في النَّظر إلى تاريخنا، وعدم حصره بوجهة نظرنا لوحدنا، مفيد في توسيع آفاق العقل واتسّاع مداركه ومستويات تلقيه للمعرفة.
وبعد تسليطه الضوء على هذا المشكل الإجرائي، فإنه يقدم اختصاراً –في الفصل الأول- لمسيرة الحضارة الإسلامية، التي ابتدأت بداية القرن السادس الميلادي مع ولادة النبي محمد، وانتهت مع اجتياح المغول لبغداد منتصف القرن الثاني عشر ميلادي. فمنذ “وفاة محمَّد عام (632م) حتى التدمير المغولي لبغداد عام (1258م) تطلَّعت المجتمعات الإسلامية إلى تأسيس الخلافة بهدف الدعوة والإرشاد والحماية. على الأقل من أجل توحيد مجتمع المؤمنين معاً في كيان واحد”[10] بين هذين التاريخين، يسرد المؤلف –بشكلٍ مقتضب- أبرز محطات نشوء وتفكّك الإمبرطورية الإسلامية، ابتداء من نشوء فكرة الخليفة[11]، بما هو نائب عن شخص النبي محمَّد تحديداً بعد وفاته، وما رافق هذا النشوء من انبثاق العديد من الإمارات واستقلالها عن مركز الخلافة العباسية في بغداد[12]. وعلى هامش هذه التطورات السياسية الخطيرة، وما رافقها من نشوء حركات دينية وطائفية، كان لا بد للفكر السياسي أن يزدهر، أو ما أسماه المؤلف بـ “تطوُّر الفلسفة السياسية”[13] وهذا بدوره قاد إلى تطوُّر القانون الإسلامي أو ما عُرف بالشريعة. إذ صارت المجتمعات بحاجةٍ إلى آليات ونواظم لضبط حركتها بطريقة مُنظَّمة ومُنتجة وحافظة للاجتماع السياسي. فالشريعة “تمنحنا صورة للحياة والممارسات اليومية للعالم الإسلامي في العصور الوسطى؛ لأنها تتكوَّن من مجموعة من الواجبات والأوامر المفروضة على المؤمنين جميعاً، وهي التي تُغطِّي كل جانب يمكن تخيُّله من جوانب حياتهم اليومية، وهي الطريقة الصحيحة التي آمن المسلمون في العصر المتوسطى (والمسلمون في العصر الحديث) بأنهم يجب أن يسيروا عليها تبعاً لمشيئة الله”[14]
الفصل الثاني خصَّصه المؤلف للحديث عن الجزيرة العربية، بصفتها البقعة الجغرافية المركزية أو اللبنة الأولى التي انبنى عليها لاحقاً معمار الإمبروطورية الإسلامية كاملة، رغم انتقال مركز الثقل السياسي، بعد وفاة النبي وخلفاؤه، إلى خارج الجزيرة العربية. “فقد نشأ الإسلام في مكة، ذلك المزار الواقع بين الجبال وسط تضاريس جغرافية صعبة، وفي المدينة؛ تلك الواحة الزراعيَّة ذات الأرض السهلة، المنبسطة إلى حدٍّ ما… وعلى الرغم من أن هذا الإقليم كان مهد ظهور الإسلام، إلا أنه سُرعان ما أصبح مُهمَّشاً بالنسبة إلى المراكز السياسية والفكرية والاقتصادية في الإمبراطورية الإسلامية، بل في كلِّ ما يُمثِّل الحضارة الإسلامية الناشئة”[15]
وتحدَّث المؤلف في هذا الفصل عن قضايا رئيسية في الحضارة الإسلامية مثل: 1- مفهوم الجاهلية[16] و2- الشِّعر بصفته مصدراً مهماً من مصادر التعرُّف على مجتمع الجزيرة العربية[17]، و3- الجغرافية والبيئة ةنسب الأمطار التي كانت تتساقط في تلك المناطق ومدى صلاحيتها للعيش والزراعة[18]، و4- الإبل والتجارة، فالجمل “الأحادي السنام كان ملائماً لظروف العيش في الجزيرة العربية، إضافة إلى مميزاته بوصفه وسيلةً للنقل ومصدراً للُّحوم واللبن والثروة”[19] وقد ساهمت الجمال في تنشيط حركة التجارة من الجزيرة العربية وإليها. “فبسبب موقعها بين منطقة البحر المتوسط وإفريقية وبلاد ما بين النهرين والهند كانت بمنزلة صلة وصل في مجال التجارة بين هذه المناطق، وقد استفادت المستوطنات المدنية على طول الحدود الشمالية للصحراء، وهي ما يُسمَّى حالياً شمال العراق، وحمص التي تُسمَّى حالياً سورية، إلى حدٍّ كبير من التجارة بسبب قربها من الجزيرة العربية، إضافة إلى قربها من روما وإيران الساسانية”[20]، و5- السكن، إذ تحدَّث عن طبيعة المساكن التي شغلها الناس يومذاك، فرغم أن “البدو يعيشون في خيام مصنوعة من شعر الجِمَال أو جلدها، لكن عدداً منهم أيضاً يبني مجمَّعات سكنية (قصوراً) مصنوعة من الحجر أو طوب اللَّبِن، المشابه لذلك الذي يستخدمه ساكنو الواحات مثل مكة والمدينة”[21]، و6- النسب، إذ اهتم العرب بأنسابهم وظهر ذلك جلياً في أشعارهم. فالفرد “سواء أكان من قاطني الواحات، أم أحد ساكني مرتفعات اليمن، أم بدويّاً أم رعويّاً، أم شخصاً تقع حياته بين البداوة والاستيطان؛ فإن النسب (عائلة الفرد، وعشرة الفرد، وقبيلة الفرد) هي التي تُحدِّد ماهيَّة الشخص ومكانته”.[22]
الحرب والسياسة
الفصل الثالث تناول موضوعين من أهم المواضيع التي شُغلت بها الحضارة الإسلامية، وهما: الحرب والسياسة. فقد افتتح المؤلف فصله بحديث عن الجهاد بما هو “عقيدة راسخة في حياة محمَّد وممارسته، وفي المجتمع الإسلامي المبكر في المدينة”[23]، فقد قاتل محمَّد أثناء حياته في العديد من المعارك، مثل: غزوة بدر (منتصف آذار/ مارس عام 624م)، وغزوة أحد (منتصف آذار/ مارس عام 625م)، وغزوة الخندق (أواخر آذار/ مارس عام 627م)[24]. ثم تناول بعض المحطات الحربية في الحضارة الإسلامية، وتعالق هذه المحطات مع التحولات السياسية التي طالتها، وصولاً إلى حروب القائد العسكري صلاح الدين الأيوبي وسلطنة المماليك، وما رافق ذلك من تطوُّر لأنواع الأسلحة المستخدمة في الحروب[25]
أما الفصل الرابع فقد جاء تحت عنوان (المدن) وتركَّز الحديث فيه عن “ثلاثة مراكز عالمية رئيسية وهي: دمشق وبغداد والقاهرة، والبلدان التابعة لها وهي: سورية والعراق ومصر. ففي الوقت الذي تُعَدُّ فيه دمشق واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم؛ فإن بغداد (تأسست عام 762م) والقاهرة (تأسست عام 969م) أُسِّستا لتكونا بمنزلة مدينتين للقصور الإمبراطورية للأسر الجديدة الحاكمة؛ أي العباسيين (750- 1258م) والفاطميين (909- 1171م) على التوالي. وفي حين أن هذه العواصم الثلاث تمثل موضوعات غريبة على الخصوصية الدينية والسياسية لحكَّامها والمناطق التابعة لها؛ فإنها تمثل موضوعات دنيوية أكثر شيوعاً تتعلَّق بالحياة الحضرية في العصور الوسطى، سواء في مدن الحاميات أم في مجموعة من المراكز الحضرية الأخرى التي أُنشئت في وقت مبكِّر؛ من قرطبة في الغرب إلى دلهي في الشرق”[26]. فدمشق كانت قد “شهدت مراحل توسُّع الفتوحات الإسلامية وتوطيدها، وتطوَّر فيها كثير من السياسات الإدارية والمؤسسات التي كانت تُستخدم من قِبَل الخلفاء الأمويين”[27] فقد كانت دمشق مقر الخلافة الأموية في الفترة ما بين (661- 750م)، التي وطَّدَ “معاوية بن أبي سفيان” مكانتها بصفتها عاصمة كبيرة، ومن بعده شهدت المدينة إصلاحات كبيرة قام بها بعض خلفاء بني أمية، مثل “إصدار عُملة مميزة” في عهد عبد الملك بن مروان (685- 705م). كذلك “جَعل، في عهده، اللغة العربية هي اللغة الإدارية الرئيسية لنظام الحكم. وفي عهده أيضاً، وتحت إشرافه الخاص شُيَّد مسجد قُبَّة الصخرة في القدس بوصفه رمزاً يدلُّ على أن نظام الحكم الإسلامي الجديد قد حلَّ بشكل كامل محل نظام الحكم البيزنطي. ولقد واصل الوليد بن عبد الملك (705- 715م) الجهود، فبنى في مكان كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان في دمشق المسجد الأموي الكبير في وسط المدينة”[28]. وسط هذه المسائل الكُليّة لم ينسى المؤلف أن يلتفت، نقلاً عن المقدسي[29]، إلى ما كان يُنتج في سوريا الطبيعية: سورية والأردن ولبنان وفلسطين، من منتجات ومصنوعات، مثل الزيتون والتين المُجفَّف والزبيب والفاكهة والحبوب والعسل والسجاد والورق والقماش والتمر والسكر والخرز والزجاج والمنسوجات والأعشاب المُجفَّفة والصبغة الحمراء…إلخ”[30]
العصور الوسطى عند العرب
ومع تقهقر الخلافة الأموية، عمل العباسيون، الورثة الجُدد للخلافة الأموية، على نقل مركز الخلافة إلى مكان جديد. لهذا “قام المنصور بالبحث على طول نهر دجلة عن موقع مثالي، من جرجرية في الجنوب حتى الموصل في الشمال، وفي عام 762م استقر المنصور في موقع القرية الفارسية القديمة بغداد… وقد أشرف المنصور شخصياً على بناء مدينته الجديدة المستديرة، وقد ورد تخطيطها بالتفصيل في كتاب الخطيب البغدادي (1002- 1071م) تاريخ بغداد”[31] وقد شكَّل نهري: دجلة والفرات أهمية كبرى بالنسبة لبغداد كحاضنة لحضارة من أعظم الحضارات التي مرَّت على التاريخ البشري. فقد كانا، أي نهري دجلة والفرات، “مصدرا الزراعة والحياة من بحر الصين (الخليج العربي) إلى منابعهما في منطقة الأناضول الشرقية. ووفقاً للمدقسي فإن مياه نهر دجلة مؤنَّثة وممتعة وممتازة وملائمة للفقهاء… والواقع أن ثلثي الطبيعة الساحرة لبغداد مستمدَّان من هذا النهر. ومن ناحية أخرى فإن الفرات هو نهر مذكَّر، له صلابة نحو ذلك. وكانت هناك شبكة قديمة من القنوات المتفرِّعة من الفرات والتي كانت تُستخدم منذ فترة طويلة في ريِّ الأراضي الزراعية السوداء الخصبة التي تكوَّنت بين النهرين، والتي أعطت لبلاد ما بين النهرين اسمها الآخر وهو أرض السواد[32]. وفي منطقة بغداد هناك شبكة من أربع قنوات تصل بين نهر الفرات ونهر دجلة”[33] ونقلاً عن المقدسي مرة أخرى، فقد اشتُهرت البصرة –وفقاً للمؤلف- بالحرير والبياضات، وأنواع مختلفة من الأسماك، فضلاً عن اللؤلؤ والأحجار الكريمة والأنتيمون والزنجفر والزنجار وأول أكسيد الرصاص والفضة”[34]…، وغيره الكثير من المنتوجات والمصنوعات والمزروعات التي كانت علامة بارزة في الحضارة الإسلامية التي كان مركزها الحيوي في بغداد أيام حكم العباسيين.
قبل أن تكون مصر مقراً للدولة الفاطمية، في ظلِّ الحضارة الإسلامية، فقد كانت، على ما يقول المؤلف، “أرض الفرعون الشرير ويوسف الجميل. كانت تلك الأرض التي قام فيها موسى بكثير من معجزاته؛ إنها أرض الأنبياء والصحراء وجبل سيناء، وهي الأرض التي آوت إليها السيدة مريم مع ابنها المسيح (ويُقال إنها آوت إلى دمشق أيضاً)”[35]
الحضارة الإسلامية في مصر
في ظلِّ الحضارة الإسلامية تعاقبت على حكم مصر عدّة دول كان أولها الدولة الفاطمية. “ففي أعقاب إحدى الحركات الثورية السرِّيَّة في شمال إفريقية أعلن عبيد الله المهدي عن تتويج نفسه أول إمام فاطمي في عام 910م. وعلى الرغم من التشابه بين المنهجية لدى الفاطميين ومثيلتها لدى العباسيين؛ إلا أن الأئمة الفاطميين كانوا ينتمون إلى الفرقة الإسماعيلية الشيعية، والتي كانت معادية بشكل علني للخلافة العباسية السنية في بغداد، ولطالما كان الفاطميون يعقدون النيَّة على استخدام شمال إفريقية لهدفهم النهائي المتمثَّل في احتلال بغداد وخلع العباسيين. وتحقيقاً لهذه الغاية، وبعد محاولات فاشلة؛ استطاعت القوات الفاطمية دخول مصر عام 969م. وعلى الفور تقريباً بدأ قائد الجيش الفاطمي جوهر الصقلي بوضع الأسس لبناء مدينة القصر الجديدة (القاهرة). وتجدر الإشارة إلى أن الفاطميين لم يكونوا قطُّ قادرين على الإطاحة بالخلفاء العباسيين، ولكن تحت وصايتهم أصبحت مصر وعاصمتها الجديدة من أغنى وأهم المراكز العالمية للتجارة الدولية والثقافة في عالم البحر الأبيض المتوسط وجنوب غرب آسيا والمحيط الهندي. وقام صلاح الدين الأيوبي بإسقاط الخلافة الفاطمية في عام 1171م، ولكن القاهرة ومصر استمرَّتا في الازدهار في ظل قيادته وقيادة خلفائه من الأسرة الأيوبية (1171- 1250م)، ثم في ظل سلاطين المماليك (1250- 1517م)[36]
إقرأ أيضاً: ذاتنا العميقة: إسهام في التكوين المعرفي للإنسان العربي الحديث
وبما أن المقدسي في كتابه (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) فقد نقل عنه “د. جيمس ليندزي” فيما يتعلق بمصر أيضاً معلومات كثيرة وعديدة متعلقة إعجابه الشديد بمصر، فإن “سورية –مع كل عظمتها- هي مجرَّد منطقة ريفية في مصر، وأن الحجاز بكل ما فيه من سكان يعتمد على مصر”[37] فمن الواضح “أنه لم تكن هناك مدينة أجمل منها [مصر] في ذهن المقدسي، ولا سيما أنه انبهر بكثر السفن التي تُبحر بتجارتها على طول نهر النيل، وتلك التي ترسو في ميناء الفسطاط”[38] وبسبب نهر النيل تحوَّلت الأراضي المصرية إلى أراض زراعية خصبة. “وكانت السِّلع الموجودة في مصر آنذاك تضم أنواعاً لا تُضاهى من أقلام القصب والزجاج والخلِّ، والصوف قماش الكنفا والقماش القطني والكتان، والجلود والأحذية، والموز وقصب السكر، والصبغات والملابس ونسج الغزل والأسماك، وكانت الفسطاط مشهورة –على وجه الخصوص- بالجلود الناعمة والقماش المصنوع من ثلاثث طبقات من شعر افبل والمعز والصوف. وكانت منطقة صعيد مصر مشهورة بالأرز والصوف والتمور والخل والزبيب؛ وكانت جزيرة تنيس مشهورة بالأقمشة مُتعدَّدة الألوان. واشتُهرت دمياط بقصب السكر؛ واشتُهرت الفيوم بالأرز ودرجة أدنى جودةً من الكتان. والبوصير اشتُهرت ببالقريدس والكتَّان ذي الجودة العالية؛ واشتُهرت مدينة فرما وقراها بالأسماك والسلال والحبال الرقيقة، والقماش الأبيض الناعم والبطانيات والخيش، والحصير والحبوب والياسمين وغيرها من الزيوت…”[39]
أما الفصل الخامس من كتاب (العالَم الإسلامي في العصور الوسطى) فقد جاء تحت عنوان (الشعائر والعبادات) وتحدَّث فيه المؤلف عن أركان الإسلام الخمسة: 1- الشهادة. 2- الصلاة. 3- الزكاة. 4- الصوم. 5- الحج. وهي من القضايا الكُليَّة والمركزية في الدِّين الإسلامي، وهي مأخوذة في صورتها الأساسية عن جُملة من الأحاديث النبوية أشهرها ما ورد في صحيح بخاري: “”حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان”[40]
في الفصل السادس من الكتاب انتقل المؤلف من موضوعات كُليَّة ومُطْلَقة كان قد أتى على ذكرها في الفصل الخامس، إلى بعض من موضوعات المعيش اليومي، حتَّى أنه عنونها بعنوان طريف: (معلومات طريفة ومسلية)[41]. وقد أشار المؤلف إلى أنَّ هذا الفصل شبيه بكتاب (لطائف المعارف) للثعالبي. فهذا “الفصل [الفصل السادس] على شاكلة كتاب الثعالبي (لطائف المعارف)، وهو مجموعة من التأمُّلات التي تتناول مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلِّقة بالحياة اليومية، والتي لم تُناقَش في الفصول الخمسة الأولى، ولا سيما تلك الموضوعات التي تطرقت إلى الحياة وقضايا الأسرة. ونظراُ إلى طبيعة الفصل فقد قمتُ باقتباس عنوان كتاب الثعالبي، ولا أزعم أني أكون نظيره الأدبي. وتشمل الموضوعات الواردة هنا: نظام التسمية العربي التقليدي، والنصائح القرآنية للنساء والرجال في الأسرة والمجتمع، والأطفال والطفولة، والختان، والملابس، والتعليم، والترفيه، والموت والحياة الآخرة”[42]
وهذا قَدَرُ الحضارات في أوج عطائها وازدهارها، إذ تستبصر كل شيء في الوجود، من عالَم ما تحت الذَّرة إلى عالَم ما فوق المجرة. وهذا –مرة أخرى- من حسنات هذا الكتاب الذي التفتَ إلى معمار الحضارة الإسلامية؛ من تفاصيلها الصغرى إلى أركانها الكبرى؛ مِن معيشها اليومي إلى بقائها الأبدي.
ماذا كان يأكل العرب في العصور الوسطى؟
أما الفصل السابع فقد جاء تحت عنوان (اقتراحات لقراءات أخرى)، وتضمّن بقوائم من الكتب للموضوعات التي ناقشها المؤلف في كتابه، لا سيما لِمَن أراد الزيادة والتعمُّق في موضوعات الكتاب. ثم ألحق الفصل بمسرد لأبرز المصطلحات الواردة في الكتاب. ثم تحدَّث في الفصل ذاته عن طرائق إعداد بعض الأطباق، والتي أخذ وصفاتها أساساً من كتاب في مطبخ الخليفة[43] In a Caliph’s Kitchen من تأليف ديفيد وينز David Waines. وقد اختار أطباق: 1- الإبراهيمية، وهي أكلة “تُصنع من لحم الخروف، وقد سُمِّيت بذلك على اسم النَّهِم إبراهيم بن المهدي أخي هارون الرشيد…”[44] 2- الشَّلغمية، وهي أكلة “تُصنَع من لحم الدجاج والفت، سُمّيت بالشلغمية نسبة إلى نبات الشلغم أو اللفت”[45] 3- باذنجان مشوي، تُحضَّر، بعد أن تُشوى، مع الخل، والسُّكَّر الأبيض، واللوز المطحون، والزعفران، والكمون، والقرفة، والبصل المقلي، والزيت”[46] 4- رُطَب مُعَسَّل، طريقة تحضيره: “أحضر تمراً مقطوفاً حديثاً، وضعه في الظل والهواء مدة يوم، ثم أَزِل النُّوى واحشُه باللوز المقشَّر. تحتاج إلى رطلين من العسل لكل عشرة أرطال من التمر. اغلِ على النار أوقيَّتين من ماء الورد ونصف درهم من الزعفران، ثم ضع التمر، وحرِّكه مدَّة ساعة. أبعده عن النار وأتركه ليبرد. بعد أن يبرد رُشَّ عليه سُكَّراً مطحوناً مُعَطَّراً برائحة المسك والكافور والعُصْفُر، ثم ضعه في أوعية حافظة زجاجية، ورشَّ على وجهه بعض السكر المطحون المعطَّر، وغطِّه. وحين يُصبح الجوُّ بارداً أحضر تلك الأطباق التي تجلب الدفء”.[47] وفي النهاية ختم المؤلف كتابه بكشافات توضيحية لـ: 1- الآيات القرآنية. 2- الأحاديث النبوية. 3- الأشعار. 4- الأعلام والقبائل والشعوب. 5- المواضع (الأماكن).
إذاً، تمثَّلَ كتاب (العالَم الإسلامي في العصور الوسطى) لـ “د. جيمس ليندزي”، لمقولة “روح العصر” التي تُسيطر على أمة من الأمم أو حضارة من الحضارات، وتُنظِّم، وفقاً لاعتباراتها، شؤون الناس؛ من صغريات تلك الشؤون إلى كبرياتها. وهذا ما منح الكتاب أهميته، فهو يُسلّط الضوء على حياة الناس بكافة تفصيلاتها، من مأكل ومشرب وملبس ودفن للأموات وزراعاتهم وصناعاتهم…إلخ؛ ولا يكتفي بالنواظم الكبرى التي تُسيطر على مفاصل وجودهم. فكما تحدَّث الكتاب عن أركان الإسلام بما هي قضية مركزية أتى بها الدِّين الإسلامي، فقد تحدَّث أيضاً عن المحاصيل الزراعية والصناعات التي انتشرت في مدن مركزية كالقاهرة وبغداد ودمشق. وكما تحدَّث عن الخلافة والحروب والفتن والسياسات والطوائف والمذاهب، تحدَّث عن بعض أطباق الطعام والحلوى التي انتشرت في حاضرة العالم الإسلامي في العصور الوسطى. ما أضفى طابعاً شاملاً، متكاملاً على الكتاب، وجعل منه وثيقة هامة ينبغي الإطلاع عليها، لكي نعرف ونتعرف على أجزاء منسية ومجهولة من تاريخنا، بما يتجاوز حدود معرفتنا الشفهية عن كُليَّات ومُطْلَقات هذا التاريخ، فنحن نعرف على سبيل المثال أسماء بعض المعارك الدَّاخلية والخارجية التي جرت في العصر الإسلامي الوسيط، لكننا لا نعرف أنواع الأسلحة المُستخدمة. وكذلك نعرف أسماء أبرز الخلفاء والقادة المسلمين، لكننا لا نعرف ماذا كانوا يأكلون أو يشربون…إلخ. هذا الكتاب؛ العالَم الإسلامي في العصور الوسطى، ينطلق بنا في رحلة ممتعة وشائقة في تاريخنا المعروف والمنسي على حدٍّ سواء.
المراجع:
[1] يمكن العودة إلى المقالة بأجزائها الخمسة على موقع تكوين، على الروابط التالية:
الجزء الأول:
الجزء الثاني:
الجزء الثالث:
الجزء الرابع:
الجزء الخامس:
[2] د. جيمس ليندزي، العالَم الإسلامي في العصور الوسطى، سلسلة الحياة اليومية عبر التاريخ، ترجمة ناصر الحجيلان، هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، مشروع كلمة، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، ط1، 2012. الكتاب في عنوانه الأصلي هو Daily Life In The Medieval Islamic World الحياة اليومية في العالَم الإسلامي في العصور الوسطى، إلا أنه ظهر بعنوان (العالَم الإسلامي في العصور الوسطى) لكن تحت سلسلة الحياة اليومية عبر التاريخ.
[3] د. جيمس لينندزي، أستاذ مشارك في قسم التاريخ ودراسات الشرق الأوسط بجامعة كولورادو الحكومية بأمريكا، يقوم بتدرس مواد مثل: العالَم الإسلامي، وإسرائيل القديمة، والتاريخ المقدَّس في الإنجيل والقرآن، والجهاد في الإسلام، ومحمد وأصول الحكم، وغيرها من المواد ذات الصلة بالشرق الأوسط والأديان. (من مقدمة المترجم ناصر الحجيلان، ص 9)
[4] المرجع السابق، ص 17.
[5] أشار المُترجم إلى أن أحد الأسباب التي كانت قد تمنعه من ترجمة الكتاب، هي أن معلوماته في متناول القارئ العربي: “وحينما اقترح مشروع كلمة ترجمة هذا الكتاب إلى العربية تردَّدتُ في ذلك لأسباب؛ منها ما يتعلق بالتساؤل حول مقدار الإضافة التي يمكن تقديمها للقارئ العربي بعرض معلومات تكاد تكون في متناول يده…” (ص 9- 10) حقيقة يصبح مثل هذا الكلام واقعياً عندما يصبح تدريس التراث الثقافي العربي الإسلامي جزءا من الخطة الدراسية على مدار سنوات طويلة، بحيث يُلمّ الدَّارس بتاريخه هذا إلماماً شاملاً بواسطة قراءات منهجية دائمة ومستمرة، وليس محض معلومات شفهية عن الكُليَّات والمُطْلَقات التي كانت عليها حضارته يومذاك. أما عن الأسباب الحقيقية، بعيداً عن الأفكار الرومانسية وغير الواقعية، التي قامت عليها تلك الحضارة والمآلات التي أفضت إليها، مع ما حوته تلك الأزمنة وتلك الأمكنة التي تمظهرت عليها تلك الحضارة، من تفاصيل صغيرة وكثيرة، فذلك منزع معرفي كبير لم يتأتى إلا لقلة من الباحثين والدارسين، وعلى الأغلب بجهود فردية، وليس ضمن خطة جماعية تطال الكُل لتعريفهم بحضاراتهم وما كانت عليه حقيقة وواقعاً.
[6] نيكيتا ايليسيف، الشرق الإسلامي في العصر الوسيط، ترجمة منصور أبو الحسن، مؤسسة دار الكتاب الحديث، بيروت، لبنان، 1986، ص 8.
[7] د. جيمس ليندزي، العالَم الإسلامي في العصور الوسطى، مرجع سابق، ص 18. [نهر أوكسوس –بحسب هامش المترجم في الصفحة 18- هو نهر جيحون، عُرف قديماً باسم أوكسوس، يتألف من نهرين ينبعان من هضبة في آسيا الوسطى، وهو الحد الفاصل بين كلٍّ من أفغانستان وطاجكستان].
[8] د. جيمس ليندزي، العالَم الإسلامي في العصور الوسطى، مرجع سابق، ص
[9] المرجع السابق، ص 38.
[10] المرجع السابق، ص 52.
[11] المرجع السابق، ص 52.
[12] المرجع السابق، ص 54.
[13] المرجع السابق، ص 59.
[14] المرجع السابق، ص 63.
[15] المرجع السابق، ص 71.
[16] للمزيد حول مفهوم الجاهلية يمكن مراجعة مقالة (ذاتنا العميقة: إسهام في التكوين المعرفي للإنسان العربي الحديث – الجزء الثاني)، معاذ بني عامر، موقع تكوين، على الرَّابط التالي:
[17] العالَم الإسلامي في العصور الوسطى، مرجع سابق، ص 73.
[18] المرجع السابق، ص ص 74- 77.
[19] المرجع السابق، ص 77.
[20] المرجع السابق، ص ص 79- 80.
[21] المرجع السابق، ص 84.
[22] المرجع السابق، ص 87.
[23] المرجع السابق، ص 102.
[24] المرجع السابق، ص 105.
[25] المرجع السابق، ص ص 108- 133.
[26] المرجع السابق، ص ص 137- 138.
[27] المرجع السابق، ص 142.
[28] المرجع السابق، ص ص 142- 143.
[29] للمزيد يمكن الرجوع إلى كتاب (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) للمقدسي، مكتبة مدبولي، القاهرة، مصر، ط3، 1991.
[30] العالم الإسلامي في العصور الوسطى، مرجع سابق، ص 149.
[31] المرجع السابق، ص ص 152- 153.
[32] استفاد من هذا الاسم الروائي “عبد الرحمن منيف” في روايته الضخمة: (أرض السواد).
[33] العالَم الإسلامي في العصور الوسطى، مرجع سابق، ص ص 156- 157.
[34] المرجع السابق، ص 157.
[35] المرجع السابق، ص ص 159- 160.
[36] المرجع السابق، ص 159.
[37] المرجع السابق، ص 160.
[38] المرجع السابق، ص 163.
[39] المرجع السابق، ص ص 165- 166.
[40] عملت على نقل الحديث من مصدره الرئيسي من صحيح بخاري:
أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، صحيح البخاري، ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، مكتبة فياض، المنصورة، مصر، د ت، ص ص 10- 11.
[41] د. جيمس ليندزي، العالم الإسلامي في العصور الوسطى، مرجع سابق، ص 241.
[42] المرجع السابق، ص 243.
[43] ترجم الكتاب للعربية تحت عنوان: (في مطبخ الخليفة: العصر الذهبي للمائدة العربية)، وصدر عن دار رياض الريس.
[44] العالَم الإسلامي في العصور الوسطى، مرجع سابق، ص ص 358- 359.
[45] المرجع السابق، ص 359.
[46] بالتصرُّف من المرجع السابق، ص 359.
[47] المرجع السابق، ص 360.