تكوين
مقدمة
اشتهر طه حسين بمجموعة من المؤلفات في التاريخ الإسلامي، وهي المتعارف على تسميتها بالإسلاميات، بداية بكتابه “على هامش السيرة”، مروراً بـ”الشيخان”، و”الوعد الحق”، وانتهاءً بـ”الفتنة الكبرى” بجزأيه “عثمان” (1947) و”علي وبنوه” (1953). وقد نظر الكثير من الباحثين ومنهم غالي شكري إلى هذه المؤلفات على أنها تندرج ضمن توجه مستحدث لدى رواد التنوير العربي المصريين نحو تناول الإسلام، وهو في نظرهم يمثل تراجعاً عن توجهاتهم الأولى نحو القطيعة التامة مع التراث والبدء بداية جديدة تماماً، أو بصفحة بيضاء غير محملة بقضايا وإشكاليات التراث. ووفق هذه النظرة تم ضم “إسلاميات” طه حسين إلى “مثيلاتها” لدى العقاد مثل العبقريات الإسلامية، وسلسلة كتب التاريخ الإسلامي لدى محمد حسين هيكل. بل إن البعض من رواد التيار الإسلامي مثل محمد عمارة قد نظر إلى “إسلاميات” طه حسين على أنها تمثل اعتذاراً منه ورجوعاً عن توجهاته العلمانية الرافضة للتراث الإسلامي والمشككة فيه والتي سبق ظهورها في كتابه الشهير “في الشعر الجاهلي”، ورجوعاً عن توجهات طه حسين التغريبية والاستشراقية في كتابه “مستقبل الثقافة في مصر”[1]. وقد كان عمارة يتحدث عن كتاب “على هامش السيرة” تحديدًا بوصفه نقطة تحول طه حسين نحو الاتجاه الإسلامي[2]، لكن صدر الجزء الأول من هذا الكتاب سنة 1933، أما “الفتنة الكبرى” فقد صدر بجزأيه بعد فترة طويلة (1947 و1953)، ولا ينطبق عليه ما قاله عمارة. لكن كل تلك الآراء ليست في حقيقتها سوى انطباعات متسرعة. والحقيقة أن طه حسين كان يقوم بمراجعة شاملة وعميقة لتاريخ المسلمين، بمنهج نقدي يعيد به النظر في الكثير من المسلمات المتوارثة.
ما معنى المنهجية؟
المنهجية هي طريقة التفكير العلمي والمنطقي في موضوع ما؛ وهي ليست محدودة في مناهج البحث المتعارف عليها وهي خطوات إجرائية في تنفيذ بحث معين، بل هي قواعد التفكير الموجهة للبحث، والمَشَكِّلة للمجال البحثي نفسه، أي التي تسهم في خلق موضوع البحث من البيانات المتاحة. ومن ثم فإن المقصود من منهجية طه حسين، القواعد والأطر التي كانت توجه تفكيره في موضوعه. لكن لم يكتب طه حسين عن منهجيته في عمل خصصه لهذا الغرض، والباحث في فكره عليه أن يكتشفها من أعماله. وليس كل مفكر أو باحث قد وضع منهجيته بوضوح أو نظَّر لها؛ فعلى سبيل المثال، لم يضع ماركس أبدًا شيئًا يعلن فيه عن منهجيته التي وجهته في كتابه “رأس المال”، وعوضًا عن هذا نجد بعض العبارات القصيرة المتفرقة حول القواعد التي اتبعها وحسب. وفي المقابل نجد ديكارت، الذي قام بالتنظير للمنهجية التي اتبعها في كتاب خصصه لهذا الغرض وهو “المقال عن المنهج”، وهو عمل تال على أعماله الأساسية، مما يعني أن التفكير في المنهج يمكن أن يكون تاليًا على العمل العلمي نفسه ولا يسبقه، على سبيل التفكير فيما تم إنجازه والنظرة الثانية له لزيادة الوعي به. ونحن هنا نحاول القيام بالمثل، أي التفكير في منهجية طه حسين بعد أن أتم أعماله وفي ظل عدم وجود عمل مستقل خصصه طه حسين لمنهجيته شبيه بكتاب “المقال عن المنهج” لديكارت.
وتتضمن مهمة الكشف عن منهجية طه حسين في أعماله التاريخية، رصد كيفية معالجته لمادته التاريخية، ودراسة كيفية توظيفه لمصادره ومقارنته بينها، وتعامله مع الروايات المختلفة، والكشف عن عناصر رؤيته العامة للتاريخ الإسلامي، ونستطيع أن نقول استباقًا إنها خلدونية ومادية وجدلية. مع اعتقاد طه حسين في الحتمية التاريخية.
أركز في هذه الدراسة على تناول كتابه “الفتنة الكبرى” بجزأيه، لأحلله تفصيلياً، محاولاً الكشف عن أغراض طه حسين فيه، وعن أسلوبه الخاص جداً في الكتابة التاريخية. هذا الكتاب يمثل ثورة في الكتابة التاريخية في التاريخ الإسلامي لم يلاحظها الكثيرون، ويحوي الكثير من الأفكار والمراجعات الراديكالية للتاريخ الإسلامي التي لم يلاحظها الكثير ممن قرأوه بسبب أسلوب طه حسين الأدبي الرشيق والبليغ والذي نجح في وضع نظرته الراديكالية بأسلوب هادئ كي لا يثير حفيظة القارئ التقليدي. قد يغيب عن الكثيرين حقيقة ما يفعله طه حسين في “الفتنة الكبرى”، وهو أكثر جرأة من كل ما كتبه طه حسين بما في ذلك كتابيه “في الشعر الجاهلي” و”مستقبل الثقافة في مصر”. لم يتخل طه حسين عن مشروعه في المراجعة النقدية والجذرية الشاملة للتراث الإسلامي في “إسلامياته”، والنظر إليه بنظرة علمية موضوعية، بل كان أكثر جرأة، ونقل المشروع إلى مستوى أعلى وهو مراجعة ونقد العلاقة الملتبسة بين الدين والسياسة أو الدين والسلطة في الإسلام.
ظهر كتاب “الفتنة الكبرى” بجزأيه في 1947 و1953 على التوالي، وهو تاريخ مبكر في حقل الدراسات النقدية في التاريخ الإسلامي في العصر الحديث. ومن بعدهما ظهرت دراسات نقدية كثيرة حول التاريخ المبكر للإسلام، تنتهج نفس نهج المراجعة والنقد الراديكالي، وتنظر إلى التاريخ الإسلامي نظرة علمية موضوعية تبتعد عن التعظيم والتبجيل الاعتذاري والأغراض الدعوية والعواطف الدينية، ومن هذه الدراسات، “الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية” لسيد القمني (1989)، و”العقل السياسي العربي” لمحمد عابد الجابري (1990) و”الفتنة: جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر” لهشام جعيط (1991)، و”قريش: من القبيلة إلى الدولة المركزية” لخليل عبد الكريم (1994)، و”مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر” لطيب تيزيني (1994). ومن أهداف هذه الدراسة، تقييم كتاب “الفتنة الكبرى” في سياق ما تلاه من دراسات نقدية في التاريخ الإسلامي، ووضعه في سياقها، والمقارنة بينه وبينها للتعرف على ما إذا كان طه حسين قد قدم رؤية نقدية تتوافق معها أم لا؛ وأثر كتاب طه حسين في هذه الدراسات، أو الكشف عن تأثير محتمل عليها، والإجابة عن سؤال حول علاقة هذه الدراسات بكتاب طه حسين: هل ذكرته هذه الدراسات؟ ماذا كان موقفها منه؟ هل تأثرت به؟ وكيف تأثرت؟
لكن لن تدعنا هذه التساؤلات نغفل عن الهدف الرئيسي لهذه الدراسة وهو تقييم كتاب “الفتنة الكبرى” لذاته والكشف عما به من رؤية نقدية ومراجعة شاملة للتاريخ الإسلامي، وهي مراجعة تقترب من المحاكمة كما سنرى.
وقد سبق لحلمي النمنم أن تحدث عن الظروف السياسية التي كتب فيها طه حسين “الفتنة الكبرى” بجزأيه، وربط الكتاب بسياقه التاريخي والشخصي من حياة طه حسين. لن أكرر ما قاله النمنم في الموضوع، بل سأعيد تقييمه في النهاية في ضوء دراستي للكتاب. ذلك لأن ما قاله النمنم يجعل كتاب “الفتنة الكبرى” لحظياً يستجيب لمتطلبات المرحلة التاريخية والظرف السياسي، وهو صعود حركة الإخوان المسلمين، وكأن كتاب “الفتنة الكبرى” هو مجرد محاولة للرد على هذه الحركة، من حيث هي الباعث الأساسي لها كما يذهب النمنم، وذلك بتحليل العلاقة المعقدة بين الدين والسياسة في صدر الإسلام. قد يكون رأي النمنم هذا صحيحاً، لكنه لا يمكن أن يختزل الهدف من الكتاب كله؛ ذلك لأنني أعتقد أن كتاب “الفتنة الكبرى” يسير في سياق كتاب آخر سبقه وهو “الإسلام وأصول الحكم” لعلي عبد الرازق، ويسير في إطار رؤيته التي تحاول فك الاشتباك بين الدين والسياسة أو السلطة في الإسلام؛ وكما نعلم فإن “الإسلام وأصول الحكم” قد صدر سنة 1925، أي قبل تأسيس جماعة الإخوان المسلمين سنة 1928.
نقطة البداية – منهجية طه حسين في دراسة التاريخ الإسلامي
درس طه حسين على يد دوركايم في جامعة السوربون، وتعرف على علم الاجتماع من لسان دوركايم أحد أهم رواد ومؤسسي هذا العلم، وأعجب بالأستاذ وبالعلم الجديد، وأعلن في مذكراته أنه كان يريد أن يكون له إسهام في هذا العلم. وربما كان طه حسين يقصد من هذا الإسهام رسالته للدكتوراه التي أعدها تحت إشراف دوركايم بعنوان “الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون”، لكنني أعتقد أن أن “الإسهام” الذي أراد طه حسين أن يقدمه في علم الاجتماع كان واسعًا وشمل كل مشروعه الفكري، ومن ثم يمكننا القول إن في أعمال طه حسين ذلك البعد السوسيولوجي الذي تعلَّمه من رائد علم الاجتماع نفسه. ومن هنا أقول إن المنهجية السوسيولوجية كانت واضحة في كتابه “الفتنة الكبرى”، إذ فسر أحداث الفتنة على أساس التحولات الاجتماعية التي شهدها المجتمع الإسلامي الأول.
وقبل أن نكشف عن هذه المنهجية السوسيولوجية في كتاب الفتنة الكبرى، يهمنا التعرف على تلقي طه حسين لعلم الاجتماع، ورأيه فيه وفي أستاذه دوركايم. يقول طه حسين متحدثًا عن ذكرياته في جامعة السوربون: “وكان أمر الفتى في عامه الدراسي ذاك عجباً، فهو لم يتهيأ لامتحان درجة الليسانس وحده على ما فيه من عسر ومشقة، وإنما جعل يعد رسالته للدكتوراه عن فلسفة ابن خلدون الاجتماعية… ولم تكن الجامعة قد فرضت عليه هذه الرسالة… وتطوع هو بهذه الرسالة لأنه سمع دروس الاجتماع التي كان يلقيها الأستاذ دوركيم، فشغف بهذا العلم أي شغف، وأراد أن تكون له مشاركة فيه، وأن يشرف الأستاذ على هذه المشاركة. فاتفق معه على موضوع الرسالة، وعلى أن يكون هو مشرفاً عليها من الناحية الفلسفية، وأن يشاركه في الإشراف مستشرق يُحسِن العلم بالشئون العربية والإسلامية. فكان كل فصل من هذه الرسالة يقرؤه أستاذان، يقرؤه الأستاذ المستشرق أولاً، ثم يقرؤه الأستاذ دوركيم بعد ذلك…[3] وأقبل على الرسالة يتهيأ لمناقشتها مستريح القلب هادئ النفس راضي الضمير، ولكنه لم يلبث أن رُوِّع بوفاة الأستاذ دوركيم المشرف الفلسفي على رسالته. وكان الفتى لأستاذه مُحِبَّاً وبه مُعجَبَاً إعجاباً يوشك أن يبلغ الفتون، فأدركه للخطب فيه حزن عميق …”[4]. أعتقد أن هذا الحب لعلم الاجتماع ولإميل دوركايم رائد علم الاجتماع قد لازم طه حسين طوال حياته. لقد تم التأكيد دومًا على منهجية طه حسين “الديكارتية” التي تعتمد الشك المنهجي، خاصة في كتابه “في الشعر الجاهلي”[5]، لكن لم ينتبه الباحثون بما فيه الكفاية إلى المنهجية “الدوركايمية” في إنتاج طه حسين.
إن طه حسين الذي ذهب ليدرس التاريخ بجامعة السوربون ويحصل فيه على درجة الليسانس، انجذب إلى علم الاجتماع، واختار موضوعًا للدكتوراه يجمع بين التاريخ والنظرة السوسيولوجية وهو “فلسفة ابن خلدون الاجتماعية”[6]. ومن ثم نستطيع القول إن النظرة السوسيولوجية للتاريخ كانت هي المميزة لمنهجية طه حسين منذ فترة تكوينه الأكاديمي في السوربون، وهي نظرة “دوركايمية” و”خلدونية” معًا.
الفصل بين البحث العلمي والعاطفة الدينية
في البحث عن المنهجية التي كانت توجه طه حسين في كتابه “الفتنة الكبرى”، لا يمكننا تجاهل إشارته الواضحة إلى ديكارت ومنهجه في الشك في كتابه “في الشعر الجاهلي”. صحيح أن لهذا المنهج الديكارتي تأثيرًا في كتاب “في الشعر الجاهلي”، إلا أننا نتناول “الفتنة الكبرى”، وهو ذو موضوع مختلف تمامًا. هل كان الشك المنهجي الديكارتي هو الموجه لطه حسين في دراسته لأحداث الفتنة الكبرى؟ لا نستطيع أن ننكر ذلك، بل نقبله لكن بكثير من التحفظ. إن منهج طه حسين في “الفتنة الكبرى” أكثر تعقيدًا بكثير من أن يُرَد بالكامل إلى منهج الشك الديكارتي. إن رؤية طه حسين العامة هي الفصل بين العقل والدين، وبين العلم والإيمان، وبين البحث العلمي المتجرد والموضوعي، والعاطفة الدينية. وقد أعلن طه حسين عن هذا الموجه الأساسي في البحث في مقالات وأحاديث كثيرة في العشرينيات والثلاثينيات، أي قبل البدء في الجزء الأول من “الفتنة الكبرى” في الأربعينيات.
هذا التوجه المنهجي الذي يدرس أحداثًا تاريخية من منطلق علمي تاريخي نقدي، يفصل الجانب الإيماني العاطفي، قد ظهر قبل طه حسين لدى إرنست رينان، في دراساته التاريخية – النقدية في تاريخ المسيحية وتاريخ بني إسرائيل القدماء، ومن قبل رينان ظهر لدى سبينوزا في كتابه “رسالة في اللاهوت والسياسة”. ومن ثم فليست منهجية طه حسين في “الفتنة الكبرى” ديكارتية حصريًا، بل هي المنهجية التاريخية – النقدية، التي تتضمن بالطبع في داخلها منهج الشك الديكارتي، مضافًا إليه ومن فوقه منهج الفصل بين العقل والإيمان، العلم والدين، والتعامل مع أحداث التاريخ البشري من منطلق أنها أحداث تاريخية بشرية، وعزل مُسَلَّمة التدخل الإلهي في مسار التاريخ البشري، وتفسير ما هو تاريخي بشري بما هو تاريخي بشري، لا بما هو غيبي مفارق للبشر ولطبيعة الاجتماع البشري. إن كتاب “الفتنة الكبرى” ينتمي إلى فئة الدراسات التاريخية – النقدية للأديان وللتاريخ الديني، أو بالأحرى لتاريخ الجماعات التي أضفت الطابع الديني على تاريخها. يريد طه حسين معالجة ما تم النظر إليه على أنه تاريخ ديني، تاريخ الإسلام، من منطلق أنه تاريخ بشري عادي، تحدده قوانين الاجتماع البشري وقوانين التفاعل بين دور الفرد في التاريخ وما يجده من سياق تاريخي حتمي. إنها علمنة لتاريخ تم الاعتقاد في أنه تاريخ ديني يتداخل فيه الإلهي مع البشري، من أجل معالجته بوصفه تاريخًا بشريًا تحكمه قوانين تاريخية – اجتماعية بحتة.
يقال إن طه حسين قد أنكر العقائد الدينية المتعلقة بإبراهيم وإسماعيل، وأنكر هجرتهما إلى مكة، وأنكر بناء الكعبة، وأنكر أن يكون الذبيح هو إسماعيل؛ وهذه هي الاتهامات التي كيلت له من أعدائه وخصومه. لكننا إذا اطلعنا على نصوص طه حسين حول هذه الموضوعات، نجده لا ينكرها صراحة، بل يضعها موضع البحث العلمي، الذي يفصل الإيمان عن العلم. لكنه في الوقت نفسه يتمسك أثناء أزمة كتاب “في الشعر الجاهلي” بإيمانه ويعلنه صراحة في خطاب مفتوح إلى رئيس الجامعة (1926). نعم هو صادق في إيمانه وفي علمه، فالإيمان شيء والبحث العلمي شيء آخر؛ ذلك لأن منهجيته تعتمد على الفصل بينهما. وقد يكون طه حسين متبنيًا نظرية الحقيقة المزدوجة التي ربما استوحاها من ابن رشد، كما استوحتها منه كل التيارات الرشدية في أوروبا، والتي تنص على أن المفكر يمكنه أن يقبل حقيقة الإيمان وحقيقة العقل حتى ولو كانا في تعارض.
الحواشي والمراجع:
[1]) محمد عمارة، طه حسين – من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام، ملحق مجلة الأزهر، سبتمبر 2014.
[2]) المرجع السابق، ص 93 – 96.
[3]) طه حسين، الأيام، مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة، ص 463.
[4]) المرجع السابق، ص 472.
[5]) انظر في ذلك الدراسة الشاملة والعميقة التي كتبها يوسف سلامة حول المنهج الديكارتي في كتاب “في الشعر الجاهلي”، وكتاب “في الأدب الجاهلي”: يوسف سليم سلامة، “ديكارت وطه حسين: ملاحظات تمهيدية حول إشكالية المنهج عند طه حسين”، في، طه حسين – العقلانية، الديمقراطية، الحداثة، تحرير فيصل دراج وآخرون، مؤسسة عيبال للدراسات والنشر، دمشق، 1990. وأؤكد هنا على أن الديكارتية عند طه حسين تظهر في هذين الكتابين تحديدًا، وحصرًا في درساته للأدب العربي القديم، لكن لا يمكننا رد كتابه “الفتنة الكبرى” حصرًا وبالكامل إلى المنهج الديكارتي.
[6]) طه حسين، فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، ترجمه عن الفرنسية محمد عبد الله عنان، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1925.