تكوين
تعاني النساء العربيات الكثير من مظاهر القهر الاجتماعي والتمييز في الحقوق والعنف المسلط عليهن أحيانا باسم التقاليد وأخرى باسم الشريعة الإسلامية، فتضربن باسم الدين وتجبرن على الحجاب باسم الدين وتمنعن من التعلم والعمل باسم الدين كذلك وتبتخس مشاركتهن في الفضاء العام وتحتقرن في الأجور ويتم التمييز ضدهن باسم الدين، إن الفهم الجامد للدين أدى إلى تبرير كل المظالم التي يعانيها النساء، وقد حمّل المصلح التونسي الطاهر الحداد مسؤولية هذه الأوضاع للفهم الجامد وللعادات الموروثة فقال:” إن الإصلاح الاجتماعي ضرورة لنا في عامّة وجوه الحياة، وعلى الخصوص إذا كان متعلّقا بوجودنا في الحياة وقد رأيت بعين اليقين أن الإسلام بريء من تهمة تعطيل الإصلاح بل هو دينه القويم ومنبعه الذي لا ينضب وما كان انهيار صرحنا إلا من أوهام اعتقدناها وعادات مهلكة وفظيعة حكّمناها في رقابنا، وهذا ما حدا بي أن أضع كتابي عن المرأة” [1]
المرأة في الشريعة والمجتمع
وقد بين الطاهر الحداد في كتابه “امرأتنا في الشريعة والمجتمع” “أنّ علاقة الدين بالنساء تخضع لأمرين: الأمر الأول هو السياق التاريخي الذي نزل فيه الوحي وأنتجت فيه أحكام الشريعة. والأمر الثاني هو طبيعة التفسير الذي خضع لوجهة نظر مفسري القرآن وواضعي الفقه وأصول الفقه والعلوم القرآنية وهم في الأغلب رجال وإن لم يكن النساء غائبات عن الإنتاج الديني فبينهن من كانت راوية للحديث أو السيرة ومنهن من كانت تحتفظ بنسخ من المصحف ومنهن من كانت فقيهة وجامعة للحديث ومنهن من كانت أديبة ومحدثة وصاحبة رأي، بل ومدبرة وناصحة ومتحكمة في السياسة من وراء ستار وقد حفظت لنا كتب التاريخ والأخبار من شأن النساء الكثير من القصص التي تثبت دورهن ومشاركتهن في صنع حضارة المسلمين.
فدونية وضع النساء يمكن تفسيرها سوسيولوجيا وتاريخيا أكثر مما تفسر عبر نصوص الفقه والشريعة، يتساءل نصر حامد أبو زيد في كتابه دوائر الخوف قائلا: “هل نحن نواجه خطاباً دينياً؟ إنه من الخطأ أن نقول ذلك. إننا نواجه تخلفاً قد يستخدم لغة الدين، أو لغة السياسية، أو السيسيولوجيا أو الاقتصاد. ولكنّه ليس مجرد خطاب تخلف. إنه أيضاً خطاب إرهابي عدواني ضدّ النساء”[2] وبانتشار تعلّم البنات وحصولهن على تعليم جامعي صرن قادرات على إعادة النظر في هذه الأفكار الجامدة ونقدها فشرع النساء المسلمات يعبرن بقلمهن عن وضعهن ويشرحن أسبابه وينظرن في علاقة الدين بحقوقهنّ المسلوبة، وكتبت عشرات المؤلفات لتوضيح أن الإسلام ليس مسؤولا عن انتشار ثقافة كراهية النساء وظلمهن والتمييز ضدهن.
القرآن والمرأة
سنة 1999 نشر كتاب بقلم امرأة ستمسي مرجعا في مجالها يحمل عنوان القرآن والمرأة، وقد حاولت فيه كاتبته آمنة ودود أن تثبت أن القرآن لا يتعارض مع حقوق النساء وأن الدين ليس ظالما للمرأة. تتمثل أطروحة هذه الكاتبة في كون القرآن ظل لعقود طويلة محلّ تفسير الرّجال فقط، لذلك فحسب رأيها أنتج هؤلاء “الذكور” تفسيرا صالحا للدفاع عن مصالحهم وتقترح أن تضطلع النّساء بمهمّة التفسير حتى ينتجن قراءات للقرآن صالحة للدفاع عن مصالحهن. وتقول في ذلك: «الغرض من هذا البحث هو أن تكون قراءة القرآن للمرأة المسلمة في عصرنا الحديث هذا مفيدة وذات معنى … والذي أعنيه هنا بكلمة (قراءة) هو عملية فحص مفردات وسياقات الآيات القرآنية في محاولة للدفع بفهم مغاير ومتجدد”[3]. فالدين حسب فكرة آمنة ودود ليس متعارضا مع حرية النساء وكرامتهن، بل إن عملية التفسير الممتدة لعقود ضمن ثقافة أبوية هي التي جعلت بعض أحكام الدين تمييزية ضد النساء. ثم إن تلك الأحكام لا يمكن أن تفهم إلا ضمن سياقها التاريخي. لقد ركزت ودود جهودها لتثبت المساواة في أصل الخلق بين الرجال والنساء وإعادة تفسير مفهوم القوامة في ضوء قراءة جديدة للقرآن.
هكذا بدأت الأصوات النسائيّة تتعالى لإعادة قراءة القرآن ضمن رؤية حديثة وحقوقية تسوي بين النّساء والرّجال في الحقوق والواجبات. غير أن البحث عن هذه المساواة والعدالة في النص القرآني لم تبدأ مع هؤلاء المفسّرات الجدد اللواتي أطلق عليهن اسم النسويّات الإسلاميات، بل مثلت علاقة الدين بالمرأة موضوعا أساسيا من مواضيع فكر النهضة والإصلاح، ويمكن القول أنّ أهم استنتاج توصل إليه الطهطاوي في إبريزه أو الطاهر الحداد في امرأته في الشريعة والمجتمع أو قاسم أمين أو غير هؤلاء من روّاد النهضة والإصلاح هو كون الدين الإسلامي لا يمنع الاجتهاد والتجديد وإتاحة الحقوق الكاملة للنساء. وفيما يلي نشرح أهم النقاط التي راجعها الفكر الإصلاحي والنسوي والتي تجعل النصّ القرآني قابلا للفهم المعاصر غير متعارض مع حقوق النساء.
الرجل والمرأة في الاسلام
- أصل واحد للرّجال والنساء
إن النصّ القرآني نصّ محوري مؤسّس في الثقافة العربيّة الإسلاميّة، نشأت حوله علوم كلّ غايتها الوصول إلى فهمه بغية استخراج الأحكام الفقهيّة ومعرفة المعاني الإلهيّة. ورغم الشّروط التّي وضعها العلماء للتّصدي لهذا النصّ المقدّس من معرفة النّاسخ والمنسوخ إلى معرفة مكيّه ومدنيّه إلى معرفة مجمله ومفصّله وأسباب نزوله وغير ذلك فإنّ عمليّة التّفسير تنوّعت وتشعّبت فاختلفت مناهج التّفسير ومع ذلك فإن منزلة الإنسان في كتب المفسّرين تطرح إشكالية مدى اتفاق او اختلاف المفسرين في تصور منزلة الإنسان ومعنى وجوده. وعند النظر في أصل التمييز بين منزلة الذكر والأنثى في الدين نجد آيات القرآن تسوي بينهما في أصل الخلق وترد في ذلك آيات 5:
- “يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا”[4]
- ﴿وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ فَمُسۡتَقَرّٞ وَمُسۡتَوۡدَعٞۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَفۡقَهُونَ﴾ [الأنعام: 98]
- ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ فَلَمَّا تَغَشَّىٰهَا حَمَلَتۡ حَمۡلًا خَفِيفٗا فَمَرَّتۡ بِهِۦۖ فَلَمَّآ أَثۡقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنۡ ءَاتَيۡتَنَا صَٰلِحٗا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِين﴾ [الأعراف: 189]
- ﴿مَّا خَلۡقُكُمۡ وَلَا بَعۡثُكُمۡ إِلَّا كَنَفۡسٖ وَٰحِدَةٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ﴾ [لقمان: 28]
- ﴿خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۚ يَخۡلُقُكُمۡ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ خَلۡقٗا مِّنۢ بَعۡدِ خَلۡقٖ فِي ظُلُمَٰتٖ ثَلَٰثٖۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ﴾ [الزمر: 6]
نلاحظ تأكيد هذه الآيات على وحدة الخلق من نفس واحدة، إلا أن العودة للتفسير تضع أمامنا إرثا من الفهم الذي يميز بين الرجال والنساء ويعتمد على الموروث التوراتي الذي تختلف فيه قصة الخلق عما هي في القرآن الكريم، ففي التوراة ذكرت حواء ولم تذكر بالاسم في القرآن، وفي التوراة ذكر كونها استحقت العقاب ولم يذكر ذلك الأمر في القرآن وفي التوراة عددت عقوباتها وليس الأمر كذلك في القرآن.
“ترد قصّة حواء في التوراة على هذا النحو : “فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.” (تك 2: 21-24.
إن المقارنة بين النصين تؤكد الاختلاف في أصل الخلق بين التوراة والقرآن، غير أن بعض المفسّرين القدامى ارتأوا أن النفس المذكورة في القرآن المقصود بها آدم، فطفقوا يؤولون الآيات على النّحو الذي جعل القصة التوراتية تعود إلى عالم الثقافة الإسلامية، يقول الطبري مثلا في ذلك: “يقول تعالى ذكره: ومن حججه وأدلته على ذلك أيضا خلقه لأبيكم آدم من نفسه زوجة ليسكن إليها، وذلك أنّه خلق حوّاء من ضلع من أضلاع آدم”[5] وامّحت الفروق بين الدينين فيما يخصّ منزلة المرأة وأصل الخلق. ورأى بعض المفسّرين المحدثين أن المقصود بالنفس ليس آدم ونفى أن تكون القصة التوراتية شبيهة بتلك القرآنية[6]. فقال رشيد رضا نقلا عن محمد عبدة في ذلك: “”مَسْأَلَةُ خَلْقِ حَوَّاءَ مِنْ ضِلْعٍ مِنْ أَضْلَاعِ آدَمَ…فَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ نَصٌّ فِيهَا وَلَا يَلْزَمُنَا حَمْلُ قَوْلِهُ – تَعَالَى -: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) عَلَى ذَلِكَ لِأَجْلِ مُطَابَقَةِ سِفْرِ التَّكْوِينِ، فَإِنَّ الْقِصَّةَ لَمْ تَرِدْ فِي الْقُرْآنِ كَمَا وَرَدَتْ فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي فِي أَيْدِي أَهْلِ الْكِتَابِ – حِكَايَةً تَارِيخِيَّةً – وَإِنَّمَا جَاءَ الْقُرْآنُ بِمَوْضِعِ الْعِبْرَةِ فِي خَلْقِ آدَمَ وَاسْتِعْدَادِ الْكَوْنِ لِأَنْ يَتَكَمَّلَ بِهِ”[7] .
اعتمدت آمنة ودود على هذه الآيات لتثبت مركزية فكرة المساواة بين الجنسين أولا في أصل الخلق وثانيا في التكليف وثالثا في مسؤولية الخطيئة وامتحان الشجرة المحرمة، ورابعا في الحساب الإلهي والجزاء الأخروي. واستمدت من القرآن حججها مؤولة إياها على النحو الذي يتماشى مع مركزية فكرة العدالة والمساواة بين الذكور والإناث[8].
- الاستخلاف والولاية المشتركة:
يعتبر مفهوم الاستخلاف مركزيّا في النص القرآني، فهو يحدد علاقة الإنسان ذكرا أو أنثى بخالقه، وتمثل الآية 30 من سورة البقرة[9] محورية في فهم مهمة الإنسان في الأرض في الإسلام. وبينما خلقت حواء في التوراة لمساعدة آدم [10]فقد خلق الإنسان في القرآن لاستخلاف الله ووجّه الخطاب للرّجال والنّساء بالتكليف ولم يتمّ التمييز بينهما.
وتبين أسماء المرابط وهي نسوية مشتغلة على إعادة تأويل القرآن ضمن القراءة الجديدة التي تبحث فيه عن أسس المساواة والعدالة أنّ الولاية في القرآن تسوي بين الرّجال والنساء، وأنها مسؤولية مشتركة، معتمدة على الآية 71 من سورة التوبة: “وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٧١” [التوبة: 71] وتستغرب أسماء المرابط في عملية تهميش هذه الآية القرآنية الواضحة في ما يخص تكليف الرجال والنساء بمسؤولية الولاية على حد سواء. تقول: ” يشير لفظ أولياء في هذه الآية وهو جمع ولي، إلى التحالف والمعاونة والدعم المتبادلين والولي أحد صفات الله التي تعني من يعزز ويحمي ويدعم. وتعني الكلمة في الاستخدام الشائع الشخص الذي يدير شؤون شخص قاصر ولديه القدرة على رعايته، أي الشخص الذي يقوم بدور الوصي على شخص ما أو شيء ما ومن ثمة الشخص الذي باستطاعته إدارة أمور الدولة وتنظيمها وأمور أخرى والاضطلاع بمسؤوليتها وهناك كلمات أخرى مشتقة من المصدر نفسه مثل الولاء التي يمكن أن تعني القرب والصداقة والوفاء والإخلاص كما أن هناك لفظة الولاية التي تشير في السياق القانوني إلى أعلى مراتب الحكم السياسي التي يطلق عليها الفقهاء المسلمين عبارة الولاية العامة وتندرج عدة أنماط من الولاية تحت هذه الفئة مثل الخليفة والقاضي والمحتسب”[11]
إن القرآن يؤكد على التعاون الوثيق بين الرجال والنساء ويحمل كلا من الطرفين مسؤولية مشتركة ويوجه لهما الخطاب على حد سواء، ولذلك اعتبرت المرابط أن هذه الآيات القرآنية التي تشير إلى الولاية المشتركة والمسؤولية الملقاة على عاتق الرجال والنساء معا، إن هذه الآيات تمثل إطارا للمواطنة المساواتية وللمبدأ الديمقراطي الذي يحمل الجميع قدرا مساويا من المسؤولية. [12]
القوامة في الإسلام
- القوامة:
تمثل الآية 34 من سورة النساء أشهر الآيات التي ركزت مفهوم التمييز بين الرجال والنساء وهي الآية التي جمعت بين أمرين: مفهوم القوامة ومفهوم تأديب المرأة.
“ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡۚ فَٱلصَّٰلِحَٰتُ قَٰنِتَٰتٌ حَٰفِظَٰتٞ لِّلۡغَيۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِي ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّۖ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُواْ عَلَيۡهِنَّ سَبِيلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّٗا كَبِيرٗا ٣٤ ” [النساء: 34]
عند العودة إلى تفاسير القرآن نجد أن جل المفسرين القدامى انطلق من هذه الآية ليؤسس فكرة أفضلية الرجال على النساء وكون النساء أقل درجة من الرجال. يقر الطبري:
«”الرّجال قوّامون على النّساء”، الرجال أهل قيام على نسائهم، في تأديبهن والأخذ على أيديهن فيما يجب عليهن لله ولأنفسهم “بما فضّل الله بعضهم على بعض”، يعني: بما فضّل الله به الرّجال على أزواجهم: من سَوْقهم إليهنّ مهورهن، وإنفاقهم عليهنّ أموالهم، وكفايتهم إياهن مُؤَنهنّ. وذلك تفضيل الله تبارك وتعالى إياهم عليهنّ، ولذلك صارُوا قوّامًا عليهن، نافذي الأمر عليهن فيما جعل الله إليهم من أمورهن»[13] ويمضي الرازي في تفسيره إلى القول:
«اعْلَمْ أَنَّ فَضْلَ الرَّجُلِ عَلَى الْمَرْأَةِ أَمْرٌ مَعْلُومٌ، إِلَّا أَنَّ ذِكْرَهُ هَاهُنَا يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ الْأَوَّلُ: أَنَّ الرَّجُلَ أَزْيَدُ فِي الْفَضِيلَةِ مِنَ النِّسَاءِ فِي أُمُورٍ أَحَدُهَا: الْعَقْلُ وَالثَّانِي: فِي الدِّيَةِ وَالثَّالِثُ: فِي الْمَوَارِيثِ وَالرَّابِعُ: فِي صَلَاحِيَةِ الْإِمَامَةِ وَالْقَضَاءِ وَالشَّهَادَةِ وَالْخَامِسُ: لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ عَلَيْهَا، وَأَنْ يَتَسَرَّى عَلَيْهَا، وَلَيْسَ لَهَا أَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ مَعَ الزَّوْجِ وَالسَّادِسُ: أَنَّ نَصِيبَ الزَّوْجِ فِي الْمِيرَاثِ مِنْهَا أَكْثَرُ مِنْ نَصِيبِهَا فِي الْمِيرَاثِ مِنْهُ وَالسَّابِعُ: أَنَّ الزَّوْجَ قَادِرٌ عَلَى تَطْلِيقِهَا، وَإِذَا طَلَّقَهَا فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى مُرَاجَعَتِهَا، شَاءَتِ الْمَرْأَةُ أَمْ أَبَتْ، أَمَّا الْمَرْأَةُ فَلَا تَقْدِرُ عَلَى تَطْلِيقِ الزَّوْجِ، وَبَعْدَ الطَّلَاقِ لَا تَقْدِرُ عَلَى مُرَاجَعَةِ الزَّوْجِ وَلَا تَقْدِرُ أَيْضًا عَلَى أَنْ تَمْنَعَ الزَّوْجَ مِنَ الْمُرَاجَعَةِ وَالثَّامِنُ: أَنَّ نَصِيبَ الرَّجُلِ فِي سَهْمِ الْغَنِيمَةِ أَكْثَرُ مِنْ نَصِيبِ الْمَرْأَةِ، وَإِذَا ثَبَتَ فَضْلُ الرَّجُلِ عَلَى الْمَرْأَةِ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ، ظَهَرَ أَنَّ الْمَرْأَةَ كَالْأَسِيرِ الْعَاجِزِ فِي يَدِ الرَّجُلِ»[14]
ولم يشذ عن هؤلاء القرطبي فقد قال:
«وَيُقَالُ: إِنَّ الرِّجَالَ لَهُمْ فَضِيلَةٌ فِي زِيَادَةِ الْعَقْلِ وَالتَّدْبِيرِ، فَجُعِلَ لَهُمْ حَقُّ الْقِيَامِ عَلَيْهِنَّ لِذَلِكَ. وَقِيلَ: لِلرِّجَالِ زِيَادَةُ قُوَّةٍ فِي النَّفْسِ وَالطَّبْعِ مَا لَيْسَ لِلنِّسَاءِ، لِأَنَّ طَبْعَ الرِّجَالِ غَلَبَ عَلَيْهِ الْحَرَارَةُ وَالْيُبُوسَةُ، فَيَكُونُ فِيهِ قُوَّةٌ وَشِدَّةٌ، وَطَبْعَ النِّسَاءِ غَلَبَ عَلَيْهِ الرُّطُوبَةُ وَالْبُرُودَةُ، فَيَكُونُ فِيهِ مَعْنَى اللِّينِ وَالضَّعْفِ، فَجَعَلَ لَهُمْ حَقَّ الْقِيَامِ عَلَيْهِنَّ بِذَلِكَ، وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ). الثَّانِيةُ- وَدَلَّتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى تَأْدِيبِ الرِّجَالِ نِسَاءَهُمْ، فَإِذَا حَفِظْنَ حقوق الرّجال فلا ينبغي أن يسئ الرَّجُلُ عِشْرَتَهَا»[15]ونستنتج من هذه الأقوال اجتماع المفسرين على الإقرار بأفضلية الرجل على المرأة وما يترتب عن ذلك من أفضلية في الحقوق ومن مسؤوليّة الرّجال على النّساء مقابل واجب طاعة النساء للرّجال وحسن معاملة النّساء واعتبارهنّ بمثابة الأسير عند الرجل.
المرأة في سياق خطبة الوداع: حقوق أم انتهاكات؟
لقد نقدت النسويّات الإسلاميات هذه التفاسير بشدة منطلقات من نفس الآية لمحاولة قراءة مساواتية لها، وهو الأمر الذي قام به كذلك المصلحون الذين حاولوا تنزيل الآية في إطارها التاريخي وتفسيرها ضمن ظرفيتها الاجتماعية. فأما الطاهر الحداد فقد اعتمد على مفهوم المقاصد للخروج من الفهم الحرفي لهذه الآية، فميز بين ما أتى به الإسلام وما أتى من أجله مبينا أن قصد الشارع ليس التمييز وإنما المساواة لكن ذلك تم بشكل مرحلي مناسب للتطور التاريخي. منكرا على أبناء عصره عدم التدرج بأحكام الشريعة والبقاء في جمود الماضي، وضرب مثل الرق وكيف تم إلغاؤه بحكم التطور في الزمن فقال: “لقد حكم الاسلام في آيات القرآن بتمييز الرجل عن المرأة في مواضع صريحة. وليس هذا بمانع ان يقبل بمبدأ المساواة الاجتماعية بينهما عند توفر أسبابها بتطور الزمن ما دام يرمي في جوهره إلى العدالة التامة وروح الحق الاعلى. وهو الدين الذي يدين بسنة التدريج في تشريع أحكامه حسب الطوق. وليس هناك ما ينص او يدل على ان ما وصل إليه التدريج في حياة النبي هو نهاية المأمول الذي ليس بعده نهاية مادام التدريج مرتبطا بما للمسائل المتدرج فيها من صعوبة يمكن دفعها عن قرب او وعورة تستدعي تطور الأخلاق والاستعدادات بتطور الزمن. وفي الإسلام أمثلة واضحة من هذا القبيل.. ولا نتحدث عن مسالة كالخمر تدرجت وانتهت في حياة النبي. وها هي مسألة الرق فلنتحدث عنها”[16]
وأمّا النسويّات فقد نقدن ذكوريّة التّفاسير وحاولن تفسير الآيات معوّلات على معارفهن اللغويّة والتاريخيّة والتأويليّة، فتحلل أسماء برلاص كيف لا يذكر القرآن أن الزوج هو رب الأسرة وتتبع معاني الكلمات في القرآن لتستنتج أن الفهم الذكوري يعود للمجتمع لا النص القرآني.[17] وتبين كيشيا علي أن الإسلام يعاش في التاريخ ويتطور بتطوره وتخلص في أحد أهم أعمالها التي اهتمت بالعلاقة بين المرأة والقرآن ومنزلة النساء في الإسلام إلى أن على المسلمين عدم القبول بالفهم الجامد وأن يتجاوزوا الفهم الحرفي له[18].
ضرب المرأة في الإسلام
- تأديب المرأة بالضرب
مثلت الآية 34 من سورة النساء المذكورة في العنصر السابق النص القرآني الأكثر إسالة لحبر المدافعين عن حق الرجال في تأديب النساء وضربهن والتحكم بهن، فإباحة ضرب المرأة فيها واضحة وصريحة. وقد اختلف في تأويل هذه الآية المفسرون القدامى فأباحوا الضرب أو قيدوه بشروط، ولكن التفاسير الحديثة ذات المنحى المساواتي رفضت الوقوف عند حرفية الآية وأسست منهجا لإعادة الفهم. في هذا الإطار كتب محمد الطالبي يفسر السياق التاريخي الذي نزلت فيه الآية فذكر بعادة القرشيين في ضرب نسائهم وعادة أهل المدينة في عدم ضرب نسائهم، فأولا ضرب النساء نزله الطالبي ضمن السياق التاريخي، ثم ذكر مناسبة النزول فإذا هي صراع بين النساء والرجال في عصر النبي حول حكم من ضرب زوجته، فقد كان النبي يأمر للنساء بالقصاص من رجالهم في حال اشتكين إليه من ضربهم إياهن فكان يأمر بالقصاص ويذكر الطالبي أن المراجع تكاد تجمع على أن آخر من حكم لها على هذا الأساس هي “زوجة سعد بن الربيع بن عمرو حبيبة بنت زيد بن أبي زهر، أو خولة بنت محمد بن سلمة على اختلاف بين النصوص” ثم نزلت الآية 34 من النساء فعلق الرسول على المتقاضين بقوله: “أردنا أمرا واراد الله أمرا والذي أراده الله خير” ورفع القصاص[19]. لقد استنتج الطالبي أن إباحة ضرب المرأة في القرآن هي إباحة كراهية وترتبط بظروف تاريخية معينة آن الأوان لإعادة التفكير فيها وتجاوزها. وهو الأمر الذي نجده في تفسير الطاهر بن عاشور بمناسبة الآية 34 من سورة النساء. إذ حاول إبطال حق الزوج ضرب زوجته وقصر الأمر بيد القضاء:
“وَأَمَّا الضَّرْبُ فَهُوَ خَطِيرٌ وَتَحْدِيدُهُ عَسِيرٌ، وَلَكِنَّهُ أُذِنَ فِيهِ فِي حَالَةِ ظُهُورِ الْفَسَادِ لِأَنَّ الْمَرْأَةَ اعْتَدَتْ حِينَئِذٍ، وَلَكِنْ يَجِبُ تَعْيِينُ حَدٍّ فِي ذَلِكَ، يُبَيَّنُ فِي الْفِقْهِ، لِأَنَّهُ لَوْ أُطْلِقَ
لِلْأَزْوَاجِ أَنْ يَتَوَلَّوْهُ، وَهُمْ حِينَئِذٍ يَشْفُونَ غَضَبَهُمْ، لَكَانَ ذَلِكَ مَظِنَّةَ تَجَاوُزِ الْحَدِّ، إِذْ قَلَّ مَنْ يُعَاقِبُ عَلَى قَدْرِ الذَّنْبِ، عَلَى أَنَّ أَصْلَ قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ لَا تَسْمَحُ بِأَنْ يَقْضِيَ أَحَدٌ لِنَفْسِهِ لَوْلَا الضَّرُورَةُ. بَيْدَ أَنَّ الْجُمْهُورَ قَيَّدُوا ذَلِكَ بِالسَّلَامَةِ مِنَ الْإِضْرَارِ، وَبِصُدُورِهِ مِمَّنْ لَا يُعَدُّ الضَّرْبُ بَيْنَهُمْ إِهَانَةً وَإِضْرَارًا. فَنَقُولُ: يَجُوزُ لِوُلَاةِ الْأُمُورِ إِذَا عَلِمُوا أَنَّ الْأَزْوَاجَ لَا يُحْسِنُونَ وَضْعَ الْعُقُوبَاتِ الشَّرْعِيَّةِ مَوَاضِعَهَا، وَلَا الْوُقُوفَ عِنْدَ حُدُودِهَا أَنْ يَضْرِبُوا عَلَى أَيْدِيهِمُ اسْتِعْمَالَ هَذِهِ الْعُقُوبَةِ، وَيُعْلِنُوا لَهُمْ أَنَّ مَنْ ضَرَبَ امْرَأَتَهُ عُوقِبَ، كَيْلَا يَتَفَاقَمَ أَمْرُ الْإِضْرَارِ بَيْنَ الْأَزْوَاجِ، لَا سِيَّمَا عِنْدَ ضعف الْوَازِع»[20]
إن قراءة القرآن في ضوء أسباب نزول الآيات وسياقها التاريخي وإعادة تأويلها ضمن المقاصد الإلهية الكلية أي العدل والمساواة أتاحت لرجال كالطاهر الحداد والطالبي والطاهر بن عاشور ونساء كاللواتي اشتغلن على القرآن معيدات تأويله ضمن قراءة مساواتية للخروج من الفهم الحرفي للآية وإبطال مسألة التسلط على النساء وفتح أفق القراءة العادلة التي تتيح للنساء حقوقا كتلك التي للرجال على أساس من العدل والمساواة.
الخاتمة:
يمكن القول أن الإسلام لم يظلم المرأة ولكن الفهم الحرفي للقرآن ظلمها، وقد حاربت النساء ذلك الفهم الحرفي والأبوي منذ عصر النبوة إذ تروي الأخبار عن أم سلمة مثلا احتجاجها على حقوقها وغيرها كذلك[21]، وقد طالبت النساء بحقوقهن في المساواة منذ بداية التشريع للفقه الإسلامي، غير أن صوت الرجال غلب اصواتهن، لذلك فإن هؤلاء المسلمات اللواتي يرغبن في الجمع بين الإسلام والمساواة عدن مدججات بعلوم عديدة عصرية ولغوية وإنسانية ليعدن فهم القرآن في منظور قيم العصر الحديث وبذلك نتجت معارف هائلة متراكمة ذكرنا بعضا منها في هذا المقال ولعلنا نعود إلى تلك المعارف بالتفصيل وخلاصتها أن الدين لا يمكن أن يكون عائقا أمام النساء ولكن المجتمع المتشبث بالعادات الجامدة وغير المناسبة للعصر هو الذي يوظف الحجة الدينية ليقهر المراة ويبقيها في درجة ثانية وعندئذ فإن لحظة تحرر هؤلاء من القهر هي ذاتها لحظة تحرر الدين من الجمود في اتجاه مجتمع المواطنة والمسؤولية حيث المرأة ذات فاعلة لا رعية محكومة بالطاعة ومسيجة بما يعتقد انه من الشريعة وليس منها، وهو حال النساء العربيات اللواتي لا يزلن يجبرن على القبول بتعدد الزوجات والضرب والحرمان من حرية العمل او طلب العلم او السفر او يفرض عليهن الحجاب باسم الشريعة وتجدر العودة لهذه المسائل بالتفصيل. ذلك أن الفهم العصري للقرآن الكريم لا يتعارض مع كرامة النّساء وحرياتهن.
المراجع:
أسماء المرابط، “قراءة مساواتية لمفاهيم الخلافة والولاية والقوامة” في: جماعي، القوامة في التراث الإسلامي، نشر مساواة، مصر ط1، 2015، ص 108.
الطاهر الحداد، امرأتنا في الشريعة والمجتمع، دار الكتاب المصري، دار الكتاب اللبناني، القاهرة-لبنان، 2011
فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط3، 1990
القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب المصرية، القاهرة، 1964
محمد الطالبي، أمة الوسط، الإسلام وتحديات العصر، سراس للنشر، تونس، 1996.
محمد الطاهر بن عاشور تفسير التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر، تونس، 1984.
محمد بن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار التربية والتراث – مكة المكرمة، 2009.
محمد رشيد رضا، تفسير المنار، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990.
نصر حامد أبو زيد، دوائر الخوف، قراءة في خطاب المرأة، المركز الثقافي العربي، 2004.
Amina Wadud, Qur’an and woman, rereading the sacred text from a woman’s perspective. Press University Oxford, 2000,
Asma Barlas, “Believing Women” in Islam: Unreading Patriarchal Interpretations of the Qur’an, University of Texas Press, 202
Kecia Ali, Sexual Ethics and Islam: Feminist Reflections on Qur’an, Hadith, and Jurisprudence, One world Publications, 2006.
[1]انظر: مقدّمة كتابه في: الطاهر الحداد، امرأتنا في الشريعة والمجتمع، دار الكتاب المصري، دار الكتاب اللبناني، القاهرة-لبنان، 2011
[2] انظر: نصر حامد أبو زيد، دوائر الخوف، قراءة في خطاب المرأة، المركز الثقافي العربي، 2004.
[3]انظر مقدمة كتابها:
Amina Wadud, Qur’an and woman, rereading the sacred text from a woman’s perspective. Press University Oxford, 2000,
[4] سورة النساء/ الآية 1.
[5] الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار التربية والتراث – مكة المكرمة، ج20، ص86.
[7] محمد رشيد رضا، تفسير المنار، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990، ج1، ص232.
[8]” The Qur’an does not consider woman a type of man in the presentation of its major themes. Man and woman are two categories of the human species given the same or equal consideration and endowed with the same or equal potential.” Amina Wadud, Qur’an and woman, rereading the sacred text from a woman’s perspective. Press University Oxford, 2000, p15.
[9] “وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ”[البقرة: 30]
[10] “وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ : « لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ ». تك 2: 18
[11] أسماء المرابط، “قراءة مساواتية لمفاهيم الخلافة والولاية والقوامة” في: جماعي، القوامة في التراث الإسلامي، نشر مساواة، مصر ط1، 2015، ص 108.
[12] المرجع نفسه، ص111.
[13] الطبري، جامع البيان، ج8، ص290.
[14] الرازي، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط3، 1990، ج6، ص441
[15] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب المصرية، القاهرة، 1964، ج5، ص169.
[16] الطاهر الحداد، امرأتنا في الشريعة والمجتمع، دار الكتاب المصري، دار الكتاب اللبناني، القاهرة-لبنان، 2011، ص 36
[17] “However, even though the Qur’ān charges the husband with being the breadwinner, it does not designate him head of the household, especially as the term has been understood in Western feudal cultures. Such a designation, I argued earlier, was contingent on traditional patriarchal definitions of the father-as-husband and the husband-as-father, to which the Qur’ān does not adhere. And while most Muslims believe that men are the head of their households, the Qur’ān itself does not use this concept or term to speak about either husbands or fathers.” Asma Barlas, “Believing Women” in Islam: Unreading Patriarchal Interpretations of the Qur’an, University of Texas Press, 202, p187.
[18]” Muslims’ understandings shift over time and place. Islam is meant to be lived in history”
Kecia Ali, Sexual Ethics and Islam: Feminist Reflections on Qur’an, Hadith, and Jurisprudence, One world Publications, 2006, p134.
[19] محمد الطالبي، أمة الوسط، الإسلام وتحديات العصر، سراس للنشر، تونس، 1996، صص121-122.
[20] محمد الطاهر بن عاشور،تفسير التحريروالتنوير، الدار التونسية للنشر ، تونس، 1984، ج5،ص 44.
[21] انظر الطالبي، مرجع سابق، ص 122.