مفهوم العلمانية في المقاربة الثقافوية العربية الاسلامية

تكوين

عندما نتكلم عن الوعي الثقافوي الاسلامي العربي، فإن المقصود هنا يكون هو الآلية التأويلية للوعي الجمعي لبعض المفاهيم السوسيوسياسية، ففي سياقنا العربي الاسلامي غالبا مايغلب على الوعي الجمعي الجانب الديني، إذ المقاربة الثقافوية هي المقاربة التي تعمل على تفسير كل شيء انطلاقا من المنظور الديني،  ليس بماهو جانب ايماني بل باعتباره عقيدة معرفية تشمل كل نواحي المجال الدنيوي، حيث يصير المعطى الديني هو المحدد الأساس للفهم والتفسيير، سواء كان بالسلب أو الايجاب. هذه المقاربة تتخذ كثافة وحضور، بالأخص فيما يتعلق ببعض المفاهيم الدخيلة أو ذات الجذر الغربي، نموذج مفهوم العلمانية، وهو مفهوم يجتمع على اشكالية لبسه وغموضه، لكن يمكن التوافق على أن دلالته في سياق المقاربة الثقافوية العربية ترتكز، بشكل عام، على الحقل الديني/السياسي، “على الرغم من أن عمليات العلمنة والتعلمن لاتقتصر على الدولة، أو على الجانب السياسي، أو على علاقة الدين بالدولة أو بالسياسة، إلا أن الصراع الايديولوجي يركز، غالبا، على هذا الجانب.”[1]

بالعودة للسياق الغربي يمكن القول أن المفهوم قد خضع لعدة مراجعات، جعلته محط مساءلة متجددة، آخرها المراجعة التي ارتبطت بمنتصف ستينات القرن العشرين،  إذ بالنسبة للعديد من الدراسات (ماكس فيبر، كارل شميث، كارل لوفيث، راينهارت كوزيليك، تشالز تايلور..)، قد أثاروا حضور التأصيل الثيولوجي للمفهوم، ومن ثمة ف”إن تاريخ الفكر الأوروبي من منطق الدولة الى الفكر السياسي التعاقدي، والفكر الاشتراكي وغيره من أنماط الفكر العلماني اللاحق لهو أكثر مسيحية في بنيته وأصوله مما نعتقد. فقد نبتت العلمانية الغربية  على أرض مسيحية وفي ثقافة مسيحية، لكن هذا لايعني أنها تطابق مع المسيحية، أو أنها نابعة من جوهرها المفترض.”[2]

مما يستوجب في سياقنا العربي مراجعة  المقاربة المثنوية الضيقة التي تنطلق من رسم منظور حدي، اذ حتى الثنائية المحددة للعلماني/ ديني هي بالأساس تعود للكنيسة التي عملت على التمييز مابين العلماني بماهو مجال دنيوي والديني بماهو مجال سماوي، فالقول بعملية التمايز أو التمييز التي ارتبطت بالعلمنة  خلال القرن السابع عشر، لايعني بالضرورة انفصال تام عن الدين، بل يعني تغليب كفة المدني على الديني، ليظل الجذر المسيحي مهما في بلورة الفكر الحداثي، فبالنهاية حتى في الغرب يمكن القول أن: “مفهوم علماني سواء اتخذناه جذرا لكلمة علمانوية أو لكلمة علمنة، هو واحد من تلك المفاهيم التي يدعوها وليام جالي بالمفاهيم المتنازع فيها جوهريا، تلك التي يتضمن استخدامها السليم لامحالة نزاعات لانهائية حول استخذاماتها السليمة من طرف مستخذميها.”[3]

فغالبا ما تتخذ المقاربة الثقافوية في السياق العربي الاسلامي طابع التسييج الثنائي لبعض المفاهيم، ومنها مفهوم العلمانية، ثنائية ترصد تقابلا تناقضيا بشكل مقلق وملتبس، يحده الايجاب أو السلب، فالمفهوم له صدى سلبي خصوصا عند التوجهات الاسلامية ذات الميل السياسي أو الدعوي على حد سواء، والتي تتخذ موقفا حازما ومعاديا بشكل تطرفي أمام أي تفاعل حضاري، بناء على أن هذا التفاعل أساسه الهدم الشامل وليس البناء، أو أن البناء لايستقيم لاختلاف الأسس والأهداف،  وصدى ايجابي لدى التيارات المحسوبة على التنوير بدعوى فعالته في السياق الغربي وامكانية استلهامه كبديل تعويضي لماهو كائن، فتطرح هنا من جديد المقاربة المانوية التي تثير معطى السلب والنفي للهوية الدينية، مما يضعنا أمام وضع مثنوي بشكل حدي تطرفي تغيب فيه أي مساحة للحوار أو التفاعل، وهو ما انعكس على الفهم العام للمفهوم في الوعي الجمعي، اذ الخطاب الايديولوجي هيمن بشكل عام على الوعي الثقافوي فيما يخص مفهوم العلمانية، فالخاصية العملية في المقاربة الثقافوية هي القدرة على الرفع من التقييم المعياري على حساب المقاربة المعرفية، فماهي حيثيات هذا الالتباس وكذا نتائجه؟

  • مفهوم العلمانية: مفهوم معياري كثيف

يعتبر مفهوم العلمانية من المفاهيم المعيارية الكثيفة،  وهو مبحث معاصر ارتبط  ببرنارد وليامز Bernard Williams  ، إذ هو أول من نحت المفهوم في المجال الأخلاقي الكثيف في كتابه “الأخلاق وحدود الفلسفة”[4]، مفاده أن المفاهيم المعيارية الكثيفة تعكس نوعا من التلازم ما بين الواقعة والقيمة، أي ما بين وصف الواقع وتقييمه، ليمتد هذا المبحث الى باقي المباحث المعرفية: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، وسائل الاعلام وباقي العلوم الانسانية.  إن اثارة هذا المبحث يفيد، بالدرجة الأولى، رفع البداهة والوضوح عن مفهوم العلمانية، لأن هذه البداهة تستبطن شحنات ايديولوجية كثيفة، سواء كانت بالسلب أو الايجاب، كما يتوارى الكثير من الخلط واللبس المفهومي بين عدة مفهومية تملك خصوصية سياقية وتاريخية مختلفة عما تم نسجه حولها. ولهذا وجب  ملامسة واقع التعلمن الذي تعيشه الدول العربية الاسلامية دون الانسياق مع المقاربة المعيارية.

إن المفاهيم المعيارية الكثيفة هي مفاهيم تتضمن وصفا  وتقييما في الوقت نفسه، غير أن “اتسام مفاهيم الانسانيات والعلوم الاجتماعية بالكثافة المعيارية والوصفية في الوقت ذاته يبين عدم امكانية الفصل الكامل بين هذه الميادين والعلوم من جهة، والتقييمات الأخلاقية المحايثة لها ولمفاهيمها من جهة أخرى،”[5] إذ عملية التمييز هنا تكتسي أهمية بالغة مابين المعرفة العلمية والمعيارية، مابين العملية الوصفية والتقييم المعياري، مما يجعلنا أمام بون شاسع، نوعا ما، مابين ماهو كائن وماينبغي أن يكون.

ففي السياق الثقافوي العربي يغيب هذا التمييز بشكل يغلب الجانب المعياري على المعرفي، أي يغيب هنا بالأساس المسافة أو الحاجز ما بين عملية الوصف والتقييم الذي اعتقد بوجوده سلفا، ما بين ماهو مأمول أو نأمل في تحققه، وماهو واقع أو كائن، مما يرسم صلة وثيقة بين البعد الوصفي والتقييمي المعياري، لكن غياب الوعي بجدلية هذه المسافة بين المأمول وواقع التجربة الراهنة يسقطنا في غياهب التوجيه الايديولوجي، مما ينتج  عنه سوء والتباس مفهومي يمس أيضا حقل التجربة المرتبط به والمؤطرة لمنطق الصيرورة التاريخية، إذ غياب هذه المسافة في ظل المقاربة الثقافوية لمفهوم العلمانية يرفع بالمقابل المقاربة الثقافوية الى مصاف المقاربة المعرفية.

لهذا سأحاول أن استلهم هنا مبحث المفاهيم المعيارية في التعاطي مع مفهوم العلمانية، مادام أن المفهوم يعكس وصفا أو رصيدا معرفيا وتقييما معياريا في نفس الوقت، مما يجعلنا أمام تداخل الأمرين، دون القدرة على ملامسة الخيط الفاصل بينهما،  وهو ما تستغله، في الغالب، التيارات الاسلاموية والتنويرية،  معتمدة في ذلك على الغموض المفهومي لجل المفاهيم المعيارية الكثيفة مثل الاسلام، العلمانية، الحداثة، التنوير، النهضة، التقدم…، لملئها بشحنة تقييمية معيارية تسمح باستخدامها كسلاح لمواجهة المخالف، فنصير هنا أمام مفهوم آخر يختلف، بشكل ما، عن المفهوم الأصلي، وهو مفهوم العلمانوية بماهو مفهوم يكتنز التوجه المعياري بشكل كثيف، مما  يساهم في تغليب كفة التوجه الثقافوي على طبيعة المفهوم ذاته، فيتحول المفهوم الى أداة أدانة لسحب مشروعية التفاعل الحضاري أو لاضفاء هذه المشروعية وسحبها عن التراث أو العمل على الجمع بينهما بغلاف اسلاموي فيما يمكن أن يسمى “بالأسلمة المفهومية” لتحضى بالقبول في المقاربة الثقافوية.

إقرأ أيضاً: الحداثة ما بعد العلمانية

إن مفهوم العلمانية يعكس في السياق الثقافوي الاسلامي العربي دلالة جد سلبية تمثل الدلالة النافية للدين أو التي تموضع المطلب الديني خارج المجال الدنيوي، بل وترادف بالمجمل عملية استنساخ للتعلمن الغربي، هذا التعلمن الذي أوصل الغرب الى الانهيار الأخلاقي، حيث يتم هنا تقديم المفهوم، كقالب جاهز قابل للإنزال والانجاز في السياق العربي الاسلامي، مما ينتج عنه مجموعة من التصورات التي تؤطره في خانة الدخيل المرفوض الواجب التصدي له، لأنه لايتوافق والمقاربة الدينية.

من هنا تأتي عملية التصنيف الخاصة بالمريدين، فالعلماني يوازي المتحرر الذي لايحتكم لأي ضابط ديني، مما ينتج تقابلا بديهيا مابين العلمانية واللاديني أو الكافر أو الملحد، بالرغم من أن المفهوم يعكس “دراجات وأنواع متباينة، تتنوع بحسب السياقات التاريخية المختلفة لكل بلد، وبحسب أنماط التدين ودرجات الوعي، ثم بحسب السياسات الرسمية المتبعة من دولة الى أخرى، في مايخص الموقف من الدين والمؤسسة الدينية وتطبيقات هذا الموقف على المواطنين والواقع المعيش.”[6]

يمكن القول أن التعاطي مع المفهوم انحصر في رصد دلالاته، التي ظلت ملتبسة وغامضة، وفي الغالب اكتست دلالة معاكسة لماهي عليه في الأصل، معنى أقرب الى مفهوم العلمانوي منها الى العلمنة، أي تقليص وجود الدين واستبعاده أو نفيه بشكل تدريجي، مما أفرز شحنة ايديولوجية استهجنت قبول المفهوم في السياق العربي، وخلقت بالمقابل مواجهات واهية مابين توجهين اتخذا ظاهريا موقفين متعاكسين، “لوهلة أو أكثر، يحيل مفهوم العلماني، بوصفه صفة، على غير الديني، أي على ماهو مغاير للديني، أو على اللاديني، أي على ماهو مناف أو مناقض للديني، كما يحيل مفهوم الديني، في هذا السياق، على ماهو غير علماني أو لاعلماني. وهكذا يفهم كل مفهوم من خلال مغايرته للآخر أو منافاته له.”[7] إن هذا الإطار المفهومي يعكس قراءة كلاسيكية لموقف العلمانية من الدين، وأن العلاقة مابينهما علاقة تضاد واستبدال أو علاقة نفي سلبي، مما يستدعي قراءة معاصرة تدمج معطيات معرفية تاريخية وسياقية تزكي الطرح القائل بوجود علاقة مابين العلمانية واللاهوت. فما الفرق بين العلماينة والعلمانوية؟ وهل ترادف العلمنة العلمانية؟

  • مفهوم العلمانية: المفهوم والسياق

في الحقيقة إن مفهوم العلمانية في الفكر المعاصر عكس معاني ارتبطت بالسياق المعاصر، لأن المفهوم كما هو متداول اليوم يحمل أبعد مما هو عليه في الأصل بماهو “علمنة”، مما يحيلنا على سياق المفهوم، الذي خضع لصيرورة “التحول من المفردة الى المصطلح ثم المفهوم. وهذه الفكرة هي أن العلمانية لن تفهم بكثير من الدقة من دون فهم السياقات التي انطلقت منها مفردة، لتتطور الى مفهوم نظري مكتمل المعالم والمحددات.”[8] الأمر الذي يضعنا أمام تعدد الدلالات لمفهوم خضع لمنطق الصيرورة التاريخية، إذ يمكن القول أن “العلمنة” بماهية تحقيق التمايز أو التمييز بين المجال العلماني والدنيوي، أي  المرحلة الأولى التي شكلت مفهوم العلمنة، والتمايز/التمييز هنا لا يحيل بالضرورة على نفي الدين أو استبعاده من المجال الدنيوي، بقدر مايحيل على أن الدولة هي المسؤولة عن تدبير الشأن المدني والديني. ف”ثمة معنى واضح إذن ل”العلمنة” التي دشنت في عقب الاصلاح الديني: إنها تشير بالتحديد، ووفقا لهذا المنطق الى عملية نقل وظائف وممتلكات ومؤسسات بعينها من يد الكنيسة ليد اناس عاديين.”[9] والمعنى الثاني الذي يرصد تراجع المعطى الديني وفق منطق الضرورة التاريخية المصاحبة لمفهوم التقدم البشري المنشود، وهو ما نظر له جل فلاسفة التاريخ خلال الأزمنة الحديثة الغربية،  تنظير ارتبط ببداية القرن السابع عشر  حيث ارتقى مفهوم العلماني/الزمني ليصير هو المفهوم الشائع والغالب على عملية التحديث الغربي، لكن الدلالة تغيرت وفق هذه الصيرورة الحداثية لتحتل مكانة نافية للدين، أو التعالي عما هو زمني/دنيوي،  هذا الفصل هو ما أنشأ لاحقا الفهم الجديد للعلماني بماهو الفهم الذي يركز هلى العالم الأدنى أو الدنيوي الانساني، ويهمش بالمقابل العالم المتعالي، كما يعمل على إخضاعه للمنطق العقلاني من منطلق معاملة الكنيسة بوصفها قسما من أقسام الدولة المدنية، بل قد يمس مصداقيته لضمان استقلال العالم الدنيوي التي تسمح لها بالتفوق عن الدين/ مما يشيد أخلاقية خاصة بالدولة تمنحها المجال الحر لممارسة لاهوتها العقلاني. مما عمل على نشوء ثنائيات أخرى غير الثنائية الأصلية، ثنائية العلماني المكتف بذاته في مقابل المتعال/ الدين، والعلماني/الدنيوي/الواقعي في مقابل المتعالي المتخيل/ الهامشي/الثانوي..فانتقلنا من نطاقيين أساسيين متداخلين فيما بينهما الى تمايز بينهما ثم الى ثنائيات متقابلة ومتضادة أحدهما ناف للآخر. إن هذا المعنى  الأخير هو  الذي تركز عليه القراءات الاسلاموية والتنويرية العربية على حد سواء، فهما معا يتفقان على آلية تفسيرية، وإن بدت مختلفة فهي تتساوى من حيث التركيز على المعطى الديني في المقاربة الثقافوية،  معتبرة أن المسار التقدمي يحيل بالضرورة على تراجع/نفي الدين، ومن هنا محاولة بعض التوجهات شيطنة مفهوم التقدم/العلمنة/التحديث/التنوير، والعمل على ملازمته بتراجع القيم الأخلاقية الغربية المعاصرة، لأن المفهوم ارتبط فهمه بسياق القيم العقلية والمادية. ثم أخيرا المعنى الثالث الذي يرنو جعل الدين ضمن حيز خاص بالفرد،  منظور يتم التأصيل له انطلاقا من دلالة المفهوم عند سان أوغسطين بماهو حيز محايد يتيح الفعل التشاركي لتعدد الاختلافات الثقافية والدينية، الفضاء العمومي (هابرماس نموذجا). ف”بالرغم من كون أطروحات الاضمحلال والخصخصة هذه قد خضعت في الخمس عشرة سنة الأخيرة لكثير من النقد والمراجعة، إلا أن لب النظرية (وهو فهم العلمنة بوصفها عملية فصل وتمييز بين النطاقات المؤسساتية أو النظم الفرعية المختلفة داخل المجتمعات الحديثة، واعتبار هذه العملية السمة البارديغمية والمحددة لسيرورات التحديث)، قد ظل نسبيا محلا للاجماع في العلوم الاجتماعية، وبالتحديد في علم الاجتماع الأوروبي.”[10]

في اطار المقاربة الثقافوية غالبا ما يتم التركيز على إحدى هذه المعاني واغفال الباقي*، أو لايتم التطرق لسيرورة هذا البناء المفهومي بشكل كلي، وهو أمر يعود للطابع المعياري للمفهوم، الذي يبدو واضحا “منذ الصياغة الأولى لهذا المفهوم في العالم العربي-الاسلامي.”[11] لأن هذه الصيرورة هي من تعكس اكتساب المفهوم معاني متعددة توافق سياق كل تجربة تاريخية، فالعلمانية تختلف عن مفهوم العلمانوية، بماهو تصور يعتمد أو يؤسس لبنية مفهومية خاصة بناءا على توجه معياري أو لنقل ايديولوجي يدافع من خلاله عن تصور بعينه حول العلمانية أو يرفض هذا التصور، و”في مقابل العلماني والعلمنة تشير العلمانوية، وبشكل أكثر اتساعا، الى طيف كامل من رؤى العالم العلمانية الحديثة والايديولوجيات المعيارية، التي ربما كرست عن وعي وضمنت في فلسفات التاريخ ومشاريع الدولة الايديولوجية المعيارية،  في مشاريع الحداثة  والبرامج الثقافية”[12].

إن عملية التركيز على معنى بعينه بشكل حدي تطرفي ينتج احتباسا تاريخيا يجعل مجريات حقل التجربة الزمنية للسياق العربي الاسلامي مرهونا بقالب تجادبي بين طرفي نقيض، مايعني أن هذه المعيارية تتخذ حد الايجاب أو السلب، فالأول ارتبط بالمعنى الخاص عند التيار التنويري، والثاني تم نسجه في أدبيات التوجه الاسلامي، “إن اختزال الموقف اللاهوتي والديني المناهض والمقاوم للعلمانية التنويرية والحداثية، على قاعدة تبن حرفي واستسهالي لقراءة كلاسيكية لفكر التنوير والحداثة، تقود إما الى تطرف معاد لها لحماية الدين منها أو تطرف مناصر لها للتخلص من الدين.”[13]

وهو معنى لم تعبر عنه المفردة بشكل مباشر، بقدر ماعكس أفق انتظار يتعلق بماهو مأمول وليس ماهو كائن، فنصير أمام مقاربة ثقافوية منساقة بشكل كبير مع ماهو مأمول وليس ماهو كائن، مع ماهو هوية عقائدية رفعت لدرجة الهوية المعرفية أو العكس، رغم أن حقل التجربة لجل الدول العربية تعيش على وقع تعلمن تدريجي يرسم للدولة المدنية في صورتها الحداثية، رغم ضبابية والتباس هذا المفهوم أيضا، هذا الواقع الذي تسير وفقه الدول العربية، هو مأمول قد يحيل على إحدى معاني العلمانية، التي أثارها تشالز تايلور، “أن الايمان الديني ماهو إلا أحد المكونات الاختيارية الموجودة في قلب المجتمع العلماني، وأن الفكر العلماني في ذاته لاينكر على الايمان الديني هذا الحضور، فعلمانية التنوير والحداثة بهذا المعنى، ليست بخيار مرجعي، خلافا لغيره من الخيارات.”[14].

شيطنة أو نمجيد مفهوم العلمانية:

عندما نثير هنا مصطلح الشيطنة، فإننا نقصد التوجه القصدي لشحن المفهوم بشحنة معيارية كثيفة، تهتم بتحقيق الأهداف الحامية للمعتقد الديني أو بنفي هذا المعتقد، بماهو ثقافة دينية أو لادينية قادرة على تبني مقاربة معرفية للعالم والدولة،  فيتم اهمال الدلالة المعرفية للمفهوم على حساب حضور الهاجس الديني أو تغييبه، إن هذه المقاربة الحدية هي مركز الاشكال، وليس المعطى الديني في حد ذاته، لأن هذا المعطى إن كان حاضرا بشكل مرتفع في مجتمع بعينه، فإن الضرورة تفرض مساهمة هذا الهاجس في بلورة تصور الدولة المدنية، في حين أن العلمنة هي “عملية فهم وتسيير أي مجال معرفي واجتماعي من منطلق القوانين أو المصالح الأرضية أو الدنيوية، وقد تتطلب هذه الأخيرة في مجال ما استخدام الدين، أو أخذه في الاعتبار.”[15]لأن عملية اقصاء هذا الحضور هي أقرب الى محاولة لنزع الهوية المتأصلة في الافراد، مما ينتج عنه التطرف والعنف الديني، فالايمان الديني لايتعارض مع العلمانية، بل التعارض يحدث عندما تمثل العقيدة الدينية مقاربة معرفية للعالم بشكل دوغمائي يسعى لمرتبة التقديس، أو تحولها لأداة تفسيرية للعالم والدولة.

لكن مع ذلك، غالبا مايتم شيطنة العدة المفهومية الحداثية في المقاربة الثقافوية العربية الاسلامية تحت عدة ذرائع، أهمها حماية الدين لعدم قابليته التفاعلية مع المخالف، أو مهاجمة الدين لاعتباره حجر عثرة، إذ يحاكم المفهوم هنا بانتمائه السياقي لا بشحنته الدلالية، بماهو تعبير عن سياق غربي مخالف للدين الاسلامي، فنصير هنا أمام مفارقة، العلمانية بماهية نفي للدين، وبماهية تعبير عن عالم غربي يدين بدين مخالف للدين الاسلامي، فيعكس المفهوم تناقض جوهري يعبر عن مقاربة انغلاقية تنطلق من رؤية هوياتية ضيقة، ما ينعكس على التوجه العام للفهم في المقاربة الثقافوية، حيث يتم الترادف مابين الشحنة الدلالية الخاصة بهذه الصيغ المفهومية (العلمنة،التعلمن، العلمانية، العلمانوي)، وتأثيرها البعدي على المستقبل الوجودي للدين، مما يرفع سقف الرهان أو المخاطر، ليتم حصر جل المخاطر في عملية نفي أو استبعاد الدين عن الساحة العمومية بشكل تام، فيتم تكثيف دلالة المفهوم ليعكس خطرا على هوية دينية لجماعة بعينها.

في ظل هذه المقاربة يغيب التمييز بين هذه العدة المفهومية، كما يتم طمس الصيرورة التاريخية لفائدة جانب معياري(العلمانوية)، وقد ساهم في هذا الالتباس أيضا التيارات المحسوبة على التنوير، فغالبا ما يتم مرادفة العلمانية بنفي الدين أو الكفر أو قلب الطاولة الاسلاموية لوضع التصور الغربي بديلا لها،  على أساس أن التجذير الثيولوجي يعمل على تأخير النهضة المنشودة اسلاميا وعربيا، وهو أمر غير صحيح، ولايستقيم تاريخيا ولا معرفيا، وكأننا بمجالين منفصلين، إخراج الدين وانحصاره في عالمه الخاص، وخلو المجال الآخر من الدين ليصير عالما علمانيا صافيا، “ولهذا، فإن الفكر اللاهوتي والديني فهم بعمق أخيرا، أنه يجب ألا نقرن العلمانية حصرا وترادفا بالالحاد، لامفاهيميا ولا أنطولوجيا، لأن زمن التنوير والحداثة الذي أنجب العلمانية، لم يكن البتة لادينيا.”[16] ومن هنا لامعقولية هذا التصور الذي لازال ساريا في ظل المقاربة الثقافوية العربية الاسلامية، فنصير هنا أمام مفهوم العلمانيوية وليس العلمانية، لأن الثاني هو مفهوم تحليلي وصفي لواقعة تاريخية وهي العلمنة أو التمايزات والتمييزات مابين الديني وغير الديني، أما الأول فنحن “نشرع الأبواب أمام الموقف المعياري/الايديولوجي، بدون أن نتخلى، بالضرورة، عن المسعى التحليلي المعرفي”،[17] إذ قد يحضر الجانب المعرفي، لكن مسألة توظيفه أو حضوره تخضع بدورها للعملية المعيارية الخادمة لتوجه أو تيار بعينه.

رغم أن مفهوم العلمنة هي صيرورة تاريخية لم تكن خاصية غربية، بل هي مسار أو نمط للتعامل مع العالم،  عرفته مختلف أو جل المجتمعات على اختلاف الديانات، طبعا بدرجات مختلفة ومتباينة، إذ العلمانية وفق احدى معانيها، ” كما يستنتج تايلر،  مسألة تدور حول سياق مفهومي كلياني يمكن في قلبه لكافة اختبارات الذات البشرية الأخلاقية والروحية والدينية على حد سواء، أن تجد لها موطئ قدم،”[18]  فيتم إثارة  نمط التعامل أو استدعاء أو اعادة استثمار وكذا توطيف الدين، بما يتوافق وشروط العالم الانساني، لهذا فإن الدين”لاينذثر في صيرورة العلمنة، بل يبقى. وشرط استمرار العلمنة مرهون بتوافر الدين ومؤسساته ونماذجه المعرفية وحامليه والداعين له. إنه يتطور مع سياقاته السياسية والاجتماعية، ويحتل وظائف جديدة في سياق عملية العلمنة، وأحيانا يرسمها هو لنفسه على أنها عملية اعادة الانتشار والتمركز”[19].

في المقابل عندما عندما يغلب كفة المقاربة الثقافوية في السياق العربي الاسلامي على المقاربة المعرفية التناهجية، فإنه يعمل على خلق حالة لاستدامة السلطة السياسية وتعاضمها، بماهية أرضية لاستغلال الدين واستغلال التوجهات العلمانية بمايخدم استقرارها وتقوية سلطتها لتتخذ طابع الشمولية والكليانية، لهذا فإن”الكثيرين في العالم العربي لايدركون تماما ماهية العلمانية هذه ومدى أهميتها من أجل بناء مجتمع ديموقراطي على مستوى تحديات العصر. ولعل السبب في رفضهم العلمانية هو أنهم يخشون أن تكون مرادفا لمعاداة الدين، على أن هذا الخلط لا أساس له، بل أن العلمانية من شأنها أن تحرر الدين من استغلال السلطة له.”[20]

  • الالتباس المفهومي مطية ايديولوجية:

إن هذا الالتباس الدلالي الذي يطغى على مفهوم العلمانية في سياق المقاربة الثقافوية يساهم بشكل كبير في :

– الخلط الاستيعابي للصيرورة التاريخية للدائرة المفهومية التي تؤطر مفهوم العلمانية/التعلمن/العلمنة/العلمانوية، مما يعمل على استدامة الاغتراب المعرفي وغلبة التوجه الايديولوجي، بغض النظر عن تقييم هذا التوجه الايديولوجي الذي يخضع بدوره للتقييم المعياري.

–  الانحياز الثقافوي المنغلق على ذاته، كأننا أمام قوقعة ذاتية ترسم حدودا وهمية لهوية دينية ومجتمعية في مجال دنيوي تغيب فيه هذه الحدود، لكنها تحضر على مستوى الوعي الثقافوي، أو التماهي مع دعوات للانفتاح  بشكل سلبي يقبل بمسح الطاولة، فنصير أمام واقعين منفصلينن لواقع يعيش على وقع التحديث.

– هيمنة المنطق الجمعي مما يغيب الوعي الفردي ويطمس تفرد الذات وفق مقاربة ثقافوية تنهل من الأعراف الوسيطية، رغم انخراطها في واقع يعيش على وقع التعلمن، مادام أن”المقاربة الثقافوية في السياق العربي لاتعترف بالفرد بوصفه فردا، ولابوصفه شخصا يستحق الاحترام القانوني والأخلاقي، الحريات والحقوق الأساسية.”[21].

-التعامل بمنطق القبول أو الرفض لبنية مفهومية جاري العمل بها، مما يعمل على خلق بون شاسع بين التجربة الزمنية الراهنة والمأمول الثقافوي الرافض لها، فالمقاربة المعيارية لمفهوم العلمانية لاتقر بواقع التعلمن الذي يعيشه المجتمع، مما يضعنا أمام تعسف مفهومي وسياقي، لأن الصيرورة التاريخية لجل التجارب الزمنية للتاريخ العربي الاسلامي خضعت لأنماط متعددة ومتغيرة، فحتى في عملية تعلمن المجتمع ننتج تعلمنا خاصا بنا*، إذ لايمكننا الوقوف على الهامش، متوهمين بوجود موقع أو موضع خارجي يطل على الواقع العربي الاسلامي.

– تقوية التوجه الاسلاموي عبر رفع منسوب التعاطف الشعبي، وزيادة منسوب المريدين بناءا على خطاب الاستهداف والمكائد الخارجية، لتوجه ديني يعتقد باصطفاء الهي يميزه عن باقي الشعوب مما يحعله يرفع العقيدية الايمانية لمصاف المقاربة المعرفية، مما يضعنا ضمن مقاربة مانوية (نحن/هم، مسلم/غير مسلم، علماني/ملحد..)*  وهي مقاربة تنطلق من حدين متناقضين، لايمكن الجمع بينهما، لأن أحدهما ينفي الآخر والعكس صحيح.

-تقوية التوجه العلماني عبر تزكية وجوده بمسايرة توجهات الدولة الوطنية، فيصير هذا التيار مطية ايديولوجية لاستمرار السلطة السياسية عبر استدامة الصراع مابين التوجهيين (العلماني/الديني)، دون أن يخلق توجها نقديا محايدا على غرار توجهه النقدي اتجاه التيارات الاسلاموية.

-خلق معارك  وهمية تعمل على تعطيل التفاعل الحضاري، بذريعة ايديولوجية تسعى قدر الإمكان الى أن تشيطن جل المفاهيم الحداثية (التقدم، التنوير، العلمانية، الحداثة..)، بذريعة مخالفتها للتوجه الديني والتراجع الأخلاقي الغربي المعاصر، أو تعمل بالمقابل على تقديس هذه المفاهيم بماهي بوابة التنوير والتقدم.

إقرأ أيضاً: إشكالية النزعة الإنسانية في السياقات الإسلامية المعاصرة في فكر محمد أركون

 

المراجع:

  • تشالز تايلور، العلمانية الغربية، مابعد العلمانية، دراسات نقدية، تشالز تايلور-خوسيه كازانوفا-سيندر بانجستاد- عقيل بلجرامي-كاترينا دالاكورا-غريغوري ستارت، ترجمة طارق عثمان، نماء للبحوث والدراسات، الطبعة الأولى، القاهرة/بيروت2022م.
  • حسام الدين درويش، في المفاهيم المعيارية الكثيفة، الاسلام(السياسي)، تجديد الخطاب الديني، تقديم ساري حنفي، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، الطبعة الأولى، بيروت 2022.
  • حسام الدين درويش، من الدولة العلمانية أو الدينية الى الدولة المدنية (سوء) الفهم المتعلق بالمفاهيم المعيارية الكثيفة، سرديات التنوير والاسلام، المفهوم وإمكانات التأسيس، مجموعة من الباحثين، تحرير مهند خورشيد وياسين اليحياوي،المعهد العالي للدراسات الاسلامية، مونستر 2023، من 459 الى ص490.
  • عبد الله تركماني، أسس الحداثة ومعوقاتها في العالم العربي المعاصر، مؤسسة ابن رشد، 20أكتوبر2002، تاريخ المشاهدة، 06/08/2024، ibn-ruschd.org .
  • عزمي بشارة، الدين والعلمانية في سياق تاريخي، الجزء الثاني، المجلد الأول، المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات،الطبعة الأولى، بيروت، يناير2015.
  • خوسيه كازانوفا، العلماني والعلمانويات، في العلمانية، دراسات نقدية، دراسات نقدية، تشالز تايلور-خوسيه كازانوفا-سيندر بانجستاد- عقيل بلجرامي-كاترينا دالاكورا-غريغوري ستارت، ترجمة طارق عثمان، نماء للبحوث والدراسات، الطبعة الأولى، القاهرة/بيروت2022م.
  • غريغوري ستارت، تنويعات التجربة العلمانية، مابعد العلمانية، دراسات نقدية، دراسات نقدية، تشالز تايلور-خوسيه كازانوفا-سيندر بانجستاد- عقيل بلجرامي-كاترينا دالاكورا-غريغوري ستارت، ترجمة طارق عثمان، نماء للبحوث والدراسات، الطبعة الأولى، القاهرة/بيروت2022م.
  • مصطفى ايت خرواش، نظرية العلمانية عند عزمي بشارة، نقد السرديات الكبرى للعلمنة والعلمانية، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى، بيروت 2019.
  • نجيب جورج عوض، العلمانية واللاهوت: قراءات لاهوتية وفلسفية معاصرة لعلاقة التنوير والحداثة بالفكر الديني، تبين، العدد 45-المجلد12/12، صيف2023، من139 الى 165.
  • نزهة بوعزة، المقاربة الثقافوية العلمانية/ والدينية: مقاربة تضليلية تعطل تشخيص واقعنا، مؤمنون بلاحدود، 29مايو2023، mominoun.com .

[1] حسام الدين درويش، من الدولة العلمانية أو الدينية الى الدولة المدنية (سوء) الفهم المتعلق بالمفاهيم المعيارية الكثيفة، سرديات التنوير والاسلام، المفهوم وإمكانات التأسيس، مجموعة من الباحثين، تحرير مهند خورشيد وياسين اليحياوي،المعهد العالي للدراسات الاسلامية، مونستر 2023، من 459 الى ص490، ص483.

[2] عزمي بشارة، الدين والعلمانية في سياق تاريخي، العلمانية والعلمنة: الصيرورة الفكرية، الجزء الثاني، المجلد الأول، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،الطبعة الأولى، بيروت، يناير2015،  ص60.

[3] غريغوري ستارت، تنويعات التجربة العلمانية، مابعد العلمانية دراسات نقدية، دراسات نقدية، تشالز تايلور-خوسيه كازانوفا-سيندر بانجستاد- عقيل بلجرامي-كاترينا دالاكورا-غريغوري ستارت، ترجمة طارق عثمان، نماء للبحوث والدراسات، الطبعة الأولى، القاهرة/بيروت2022م، ص320.

[4] حسام الدين درويش، في المفاهيم المعيارية الكثيفة، الاسلام(السياسي)، تجديد الخطاب الديني، تقديم ساري حنفي، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، الطبعة الأولى، بيروت 2022، ص43.

[5] نفس المرجع، ص37-38.

[6]  مصطفى ايت خرواش، نظرية العلمانية عند عزمي بشارة، نقد السرديات الكبرى للعلمنة والعلمانية، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى، بيروت 2019، ص108.

[7] حسام الدين درويش، من الدولة العلمانية أو الدينية الى الدولة المدنية (سوء) الفهم المتعلق بالمفاهيم المعيارية الكثيفة، مرجع سابق، ص481.

[8]  مصطفى ايت خرواش، نظرية العلمانية عند عزمي بشارة، نقد السرديات الكبرى للعلمنة والعلمانية، مرجع سابق، ص39.

[9] تشالز تايلور، العلمانية الغربية،  مابعد العلمانية، مرجع سابق، ص18.

[10] خوسيه كازانوفا، العلماني والعلمانويات، في العلمانية،  مرجع سابق، ص66.

* “بالرغم من كون هذه المفاهيم الثلاثة “العلماني” و”العلمنة” و”العلمانوي” متعلقة ببعضها البعض بشكل واضح، إلا أن استخدامها تختلف بشدة في التخصصات الأكاديمية المتنوعة وفي السياقات الاجتماعية والسياسية والثقافية المختلفة.”

خوسيه كازانوفا، العلماني والعلمانويات، في العلمانية، مرجع سابق، ص64

[11] حسام الدين درويش، من الدولة العلمانية أو الدينية الى الدولة المدنية (سوء) الفهم المتعلق بالمفاهيم المعيارية الكثيفة، ص461.

[12] خوسيه كازانوفا، العلماني والعلمانويات، في العلمانية، مرجع سابق، ص67.

[13]  نجيب جورج عوض، العلمانية واللاهوت: قراءات لاهوتية وفلسفية معاصرة لعلاقة التنوير والحداثة بالفكر الديني، تبين، العدد 45-المجلد12/12، صيف2023، من139 الى 165، ص163.

[14]  نفس المرجع، ص158.

[15] عزمي بشارة،  الدين والعلمانية في سياق تاريخي، مرجع سابق، ص92.

[16]  نجيب جورج عوض، العلمانية واللاهوت: قراءات لاهوتية وفلسفية معاصرة لعلاقة التنوير والحداثة بالفكر الديني، مرجع سابق، ص164.

[17] حسام الدين درويش، من الدولة العلمانية أو الدينية الى الدولة المدنية (سوء) الفهم المتعلق بالمفاهيم المعيارية الكثيفة، ص467.

[18] نجيب جورج عوض، العلمانية واللاهوت: قراءات لاهوتية وفلسفية معاصرة لعلاقة التنوير والحداثة بالفكر الديني، مرجع سابق، ص158.

[19] مصطفى ايت خرواش، نظرية العلمانية عند عزمي بشارة، نقد السرديات الكبرى للعلمنة والعلمانية، مرجع سابق ، ص102.

[20] عبد الله تركماني، أسس الحداثة ومعوقاتها في العالم العربي المعاصر، مؤسسة ابن رشد، 20أكتوبر2002، تاريخ المشاهدة، 06/08/2024،   www.ibn-ruschd.org .

[21]  نزهة بوعزة، المقاربة الثقافوية العلمانية/ والدينية: مقاربة تضليلية تعطل تشخيص واقعنا، مؤمنون بلاحدود، 29مايو2023، www.mominoun.com .

* “العلمنة كصيرورة تاريخية واقعية، فيفترض أن تكون عملية تطور شهدتها المجتمعات الأوروبية وغير الأوروبية كلها، بصفتها دنيوة للوعي والممارسة البشرية لناحية وعي كون هذه الممارسة البشرية دنيوية، وعملية تمايز عناصرها الدينية وغير الدينية في الوقت عينه، وتحيديها وتمأسسها.”

عزمي بشارة، الدين والعلمانية في سياق تاريخي، الجزء الثاني، المجلد الأول، المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات،الطبعة الأولى، بيروت، يناير2015،  ص41.

* “العلمانية ظاهرة تاريخية حديثة، ليس لها علاقة مباشرة بالموقف الالحادي، فهذا الثاني موجود تاريخيا قبل العلمانية بكثير. ولاتقوم العلمانية على الالحاد تاريخيا، ولم تتطور منه. فهما ظاهرتان مختلفتان لاتنتميان الى تقليد فكري واحد، ولم تتطورا في المسار التاريخي نفسه.”

عزمي بشارة، الدين والعلمانية في سياق تاريخي ، مرجع سابق، ص86.

    اقرأ ايضا

    المزيد من المقالات

    مقالك الخاص

    شــارك وأثــر فـي النقــاش

    شــارك رأيــك الخــاص فـي المقــالات وأضــف قيمــة للنقــاش، حيــث يمكنــك المشاركــة والتفاعــل مــع المــواد المطروحـــة وتبـــادل وجهـــات النظـــر مــع الآخريــن.

    error Please select a file first cancel
    description |
    delete
    Asset 1

    error Please select a file first cancel
    description |
    delete